ثورة روج آفا تنتصر بفضل شعبها

عايش أهالي عفرين هجمات عدة كان البارز فيها التي شنتها المجموعات المسلحة على قرية قسطل جندو في عام 2012، بدعم تركي، لكنهم دافعوا عن أرضهم، رغم الإمكانات البسيطة.

وحقق الشعب الكردي في شمال وشرقي سوريا روج آفا، الذين نظموا أنفسهم تحت راية الأمة الديمقراطية التي نادى بها قائد الشعب الكردي عبد لله أوجلان، انتصارات كبيرة، إلا أن الدولة التركية بقيادة رجب طيب أردوغان تسعى لإنهاء هذه الانتصارات التي حققها الشعب الكردي بدماء الشهداء من خلال الهجمات الشرسة التي يقوم بها في شمال وشرقي سوريا.

ففي عام 2011 عندما انسحبت قوات النظام السوري من عفرين بدأ أهلها بتنظيم وحماية أنفسهم من جهة و من جهة اخرى كانت تركيا تدرب فصيل مسلح تابع لها في منطقة أعزاز باسم عاصفة الشمال.

حيث قام هذا الفصيل بدعم من تركيا في تشرين الأول عام 2012 بشن هجمات على قرية قسطل جيندو التابعة لمدينة عفرين وهي قرية إيزيدية، فتركيا تهدف إلى احتلال الشريط الحدودي الذي يصل بينها وبين الشمال السوري.

وفي هذا السياق تحدث أهالي منطقة عفرين الذين واكبوا تلك الأحداث، عما واجهوه خلال هذه الفترات. وذكر سيدو سيدو من قرية بافلون التابعة لمنطقة شرا في عفرين أحداث وقوع اشتباكات بينهم وبين العصابات المسلحة في أعزاز، وقائلاً: " كنا نتعرض للهجوم من قبل مجموعة مسلحة من مدينة أعزاز تحت اسم عاصفة الشمال التي كان يقودها عمر داديجي. كانوا ينادونه بذلك الاسم إلا أننا كنا نعلم بأن قائدهم الحقيقي هو أردوغان. كان الشعب في عفرين يواجهون تلك المجموعات المسلحة بأسلحتهم الخفيفة. لم يعلن عن قوات حماية الشعب في ذاك الوقت. وكنا قد أسسنا مجالسنا وكنا نسعى لحل مشاكل الشعب وتأمين احتياجاتهم".

وواصل حديثه: "وقامت العصابات المسلحة في ذلك الوقت بقطع مادة الخبز عن منطقتنا ولذلك قدمنا شهداء لأجل تأمين الخبز لمواطنينا. الكل كان يساعد ويشارك، الأمهات، الأطفال، الشيوخ والشبيبة فلولا مساعدتهم لما كنا وصلنا إلى هذا المستوى من الانتصارات. كنا نحمي أرضنا من عصابات أردوغان".

وتحدث فريد أوسو من منطقة بلبلي في مدينة عفرين بأن انتصارات الشعب الكردي كانت تزعج العصابات المسلحة. وقال: "كانت تلك العصابات تسعى لدحر انتصاراتنا حيث كانت تشن هجمات علينا وبالأخص في منطقة ياز وديكمتاش. ولم نكن في ذاك الوقت منظمين عسكرياً.

وعندما بدأوا بالهجوم علينا اذاعوا في المسجد وحينها اجتمع الالاف من الناس وأعلنوا الاستعداد للتصدي لهم. وحينها دامت المعركة 26 يوماً وبعدها انسحبت العصابات إلى تل بارس خاتون بعد تلقيهم ضربات موجعة من قبلنا وجرجروا ذيول الخيبة معهم".

وذكرت سعاد حسو من قرية قسطل جيندو بأن قريتهم قرية ايزيدية وأن اليوم الذي هاجمت فيه العصابات قريتهم كان يوم عيد تاج هيلام للإيزيديين. وأضافت "فجأة سمعنا أصوات الرصاص والدوشكا وسقوط الهاون لم نستوعب ماذا يجري. وفي ذاك اليوم لم يخرج القرويين من ديارهم. وبعدها علمنا أن اردوغان و عصاباته هم كانوا وراء هذا الهجوم".

وأوضحت حسو أن الجميع في ذلك الوقت نهضوا امام العصابات المسلحة من قرية بلبلي إلى منطقة راجو، وقالت: " لم نكن نملك سوى أسلحة خفيفة ومع ذلك وقف الشعب بوجه العصابات المسلحة. وتجمع الناس من جميع أنحاء عفرين ونظمت حينها أمهات السلام مسيرة لإيقاف تلك الهجمات. حيث صنعت الأمهات من أنفسهن دروعاً بشرية ونظمن مسيرة، وسرن حتى وصلن إلى موقع الأسايش في قسطل. وحينها عندما كانت الأمهات يسرن كن يتلقين وابل الرصاص من قبل العصابات، إلا انهن لم ينسحبن وجلسن في أماكنهن وقررن بعدم السماح للعدو بالوصول إلى قسطل. وبعد مفاوضات عديدة توقفت المجموعات المسلحة عن التهجم علينا".

وأيضا تحدث السيد رمضان من قرية بلبلي بأنه عندما بدأ الهجوم على مدينة عفرين من قبل المجموعات المسلحة نهض مواطنو عفرين ضدهم. وقال: "لم نكن نملك في ذلك الحين أسلحة ندافع بها عن أنفسنا، فقط كانت لدينا بعض الأسلحة الخفيفة. وكان أهلنا في عفرين يدعموننا وفي حينها صمدنا أمام العصابات المسلحة لمدة 6 أيام".

وذكر علي من قرية ترند في عفرين بأن الشبيبة والشيوخ والنساء والرجال توجهوا إلى ساحة القتال وقال: "لقد تهجموا علينا من ثلاثة جهات. وبقي يومان في المعركة، والبعض منهم قد سلموا أنفسهم إلينا".

وأضاف مسعود دادا بأنه "في الوقت الذي لم تؤسس فيه وحدات حماية الشعب(YPG) كنا نحمي أرضنا، كنت أملك سلاحاً خفيفاً وكان هذا السلاح ملكي. وفي ذلك الحين تجمع الناس من جميع الأطياف من عرب وعلويين وشركس وإيزيديين وهبوا لمناصرتنا ضد العصابات المسلحة".

وقال دوكان دادا: "إن العصابات المسلحة تهجمت علينا من مدينة أعزاز بأسلحتهم الثقيلة ونحن كنا نملك أسلحة خفيفة. عندما بدأت المعركة سلحت الكثير من النساء أطفالها وأرسلتهم إلى ساحة المعركة. وقد انضممت في البداية للمعركة وبعدها انضم ابني عمي وخالي وحاربنا في الكثير من الجبهات وقدمنا شهداء وجرحى".

وتحدث ولات عفرين من قرية قسطل جندو بأنه لم يكن بينهم وبين أعزاز أية عداوة ، ولكن تركيا سلحت مجموعة من العصابات وسخرتهم لصالحها، وهم بالمقابل حفروا خنادق كبيرة تأهبا للحرب. وقال: "كنا 15 شخصاً وكانت تل بارس خاتون مكان إستراتيجي وكانت توجد على تلك التلة فقط 7 من أسلحتنا. وفي يوم بدأت العصابات بإغلاق الطرق وتهديد المواطنين الذين كانوا يذهبون إلى عملهم في حقول الزيتون بأنهم سيحتلون أراضيهم".

وواصل حديثه: "وفي يوم في فترة الظهيرة بدأت المجموعات المسلحة التي سلحتهم تركيا بالتهجم علينا واستمرت المعركة 3 أيام. حينها تلقينا دعماً من الأهالي في عفرين حتى أن الأمهات نظمن مسيرة وسرن إلى موقع الأسايش، ولم يتوقفن عن نشاطهن إلى أن توقف القتال بيننا".

وتابع: "وبعدها تهجمت تلك العصابات على خازو وحينها استشهد اثنان من رفاقنا. وبعدها تهجموا على منطقة شيخ مقصود في مدينة حلب وأجبروا الأهالي على الخروج من مدينتهم والتوجه إلى عفرين. حيث كانت عفرين الملجأ لجميع مكونات الشعب الذين قاوموا ببسالة لحماية أرضهم رغم إمكانياتهم البسيطة، إلا انهم دافعوا عن أطفالهم وأرضهم وضحوا بكل ما لديهم من مال واملاك".

وأكد أن "الشعب في عفرين عانى كثيراً، لكنه مع كل ذلك رفض الإستسلام، كانت الأمهات تقاوم مع أبنائهن وكن يقدمن جميع أولادهن للدفاع عن أرض عفرين حتى وإن استشهدوا".