تقريرٌ يكشف التعذيب الوحشي بحقّ المعارضين لأردوغان في السجون التركيّة

نشر موقع "euobserver" تقريراً بعنوان "داخل غرف أردوغان السرّية للتعذيب", سلّط الضوء فيه على الانتهاكات التي تمارسها السلطات التركيّة بحقّ المعتقلين داخل السجون, بالإضافة إلى الأحكام التعسّفية التي يصدرها نظام الرئيس رجب طيّب أردوغان بحقّ معارضيه.

وتناول تقرير موقع "euobserver" قضيّة اعتقال ضابط البحريّة التركي, جعفر توبكايا, الذي سقط في "فخّ" جهّزته له السلطات التركيّة, حينما تمّ إبلاغه بوجوب حضور "اجتماع طارئ" من قبل قيادة الجيش التركي في أنقرة.

وكان توبكايا قد عيّن في حلف الشمال الأطلسي (ناتو) بين عامي 2015 و2016, بعد أن قضى 15 عاماً في البحريّة التركيّة, ومتواجداً على رأس عمله في العاصمة البلجيكيّة بروكسل وقت حدوث الإنقلاب الفاشل, والذي اتّهمت فيه حكومة العدالة والتنمية الداعية "فتح الله كولن" بالوقوف خلفه, وعلى إثره فرضت السلطات التركيّة أحكاماً عرفيّة تعسّفية, أُعتقل من خلالها الآلاف من الضبّاط والعسكريّين, قضاة, موظّفين وصحفيّين.

وأوضح التقرير أنّ توبكايا سافر إلى أنقرة لحضور "الاجتماع الطارئ" الذي دعت إليه القيادة التركيّة, دون أنّ يدرك بأنّ الاجتماع عبارة عن "فخّ" لاعتقاله, لأنّه "بريء" حسب اعتقاده, لكنّ السلطات في أنقرة ألقت القبض عليه بتهمة الإنتماء إلى جماعة "كولن" وذلك بأمر من أميرال في البحرية التركيّة يدعى جيهات يايجي.

وتحدّث  تقرير "euobserver" عن "ظروف الاعتقال المهينة" التي تطال المعتقلين في "صالة تدريبات رياضية قريبة من القصر الذي يقطن فيه الرئيس التركي بأنقرة, تمّ تحويلها إلى معتقل" بناء على أوامر من أردوغان نفسه, وفقاً لقانون الطوارئ الذي يعطي الحقّ باعتقال أيّ شخص لمدّة شهر كامل دون محاكمة.

وأِشار التقرير إلى عمليّات التعذيب الوحشيّة التي تمارسها السلطات التركيّة بحقّ المحتجزين في ذلك المعتقل (الصالة الرياضيّة), من الشتم والمعاملة السيّئة من قبل المحقّقين إلى الضرب والإهانة والصعق بالكهرباء, علاوة على الأحكام العرفيّة التي كانت تُصدر بحقّ المعارضين, والتهمة الرئيسيّة هي "الإنتماء إلى جماعة كولن والاشتراك في محاولة الإنقلاب".

ونوّه تقرير "داخل غرف أردوغان السرّية للتعذيب" إلى نقل ضابط البحريّة التركي, جعفر توبكايا إلى سجن آخر, تعرّض فيه مجدّداً إلى المعاملة القاسية والتعذيب الوحشي, حيث " واجه السجناء ظروفاً قاسية, إذ تمّ منحهم كمّيات قليلة جدّاً من الطعام, وحرّموا من التدفئة" بالرغم من درجات الحرارة المنخفضة داخل السجن.

ولفت التقرير إلى "فشل" الادّعاء التركي في إدانة توبكايا بالاشتراك في "الإنقلاب", وأيضاً التراجع عن تهمة "إهانة الرئيس" مكتفياً بتهمة استخدام تطبيق "بايلوك" المحظور في تركيا, ليتمّ إطلاق سراحه في شهر شباط من العام 2018, بعد 16 شهراً من الاعتقال, لكن بشرط أن يراجع مركز الشرطة أسبوعيّاً.

وأفاد تقرير "euobserver" بتمكّن هروب جعفر توبكايا إلى خارج تركيا "عبر اليونان", بعد أن وصلته معلومات بنيّة الادّعاء اعتقاله مجدّداً, حيث وصل إلى بروكسل "في ظروف محفوفة بالمخاطر, نظراً لعدم تقديم الناتو أيّ مساعدة له", ليحصل على حقّ اللجوء في بلجيكا, لكنّه "لا يزال خائفاً من اختطافه وإعادته إلى تركيا".