تقرير: لن يتم التركيز على مواجهة "داعش" وحراسة سجناءه في ظل انتشار كورونا

ذكر تقرير لشبكة "دويتشه فيله" الألمانية إن تنظيم داعش الارهابي يسعى للاستفادة من انتشار وباء كورونا في الوقت الذي تكافح فيه السلطات الصحية في جميع انحاء العالم ضد الوباء، معتبرا إنه لن يتم مواجهة التنظيم كالسابق لهذا السبب.

وأكدت إذاعة صوت ألمانيا "دويتشه فيله" في تقرير مطوّل إن تنظيم "داعش" الإرهابي يستغل الوباء لجلب الأنظار إليه واستغلال الفوضى وعدم التركيز على جهود مكافحته، لعودة الظهور مجددا.

واشار التقرير إلى أنه في مقال صادر الأسبوع الماضي وصف التنظيم الإرهابي الوباء بأنه "عذاب مؤلم" من الله "لأمم المحاربين الصليبيين"، حيث اعتبر التقرير إن هذا الوصف "مفهوم ينطبق على البلدان الغربية المشاركة في العمليات العسكرية المضادة لتنظيم داعش".

ويرى التنظيم إن "عامل الخوف له تأثير أكبر على الناس من الوباء نفسه في كثير من المواقع"، معتبرا إن العالم الغربي يقف "على حافة كارثة اقتصادية كبيرة، لأنهم قلصوا من حركة التنقل والأسواق تنهار حاليا والحياة العامة تلقى الجمود".

واشارت دويتشه فيله في تقريرها المنشور اليوم الاربعاء إلى إن تفشي فيروس كورونا قد يقوي "داعش" في موقفه. وفي آن واحد "يؤثر الوباء على أسلوب التعامل المقبل ضد المجموعة الإرهابية التي تُعتبر في الحقيقة مهزومة عسكريا منذ السنة الماضية."

على سبيل المثال، أعلن حلف شمال الأطلسي الناتو بداية هذا الشهر أن تدريب الجنود في العراق بسبب الوباء سيُلغى لمدة 60 يوما. والنتيجة هي أن وزير الدفاع البريطاني قلص تدخل قوات بلاده. وقيل بأن وتيرة التدريب انخفضت. إضافة إلى أن التحالف المضاد لداعش في العراق وسوريا يجب عليه اتخاذ تدابير لمنع تفشي الوباء داخل الوحدات، لأن الفيروس وصل في الأثناء إلى سوريا. وبالرغم من أن السلطات الأمريكية انطلقت من أن الإجراءات لن يكون لها تأثير على مواصلة العملية ضد "داعش"، فإن الوباء يدمر الجهود الرامية إلى محاربة المنظمة الإرهابية محليا.

ونقل التقرير عن أحد الأخصائيين الأمريكيين إن "وباء فيروس كورونا سيجلب بلا منازع جميع الاهتمام والموارد"، ومن ثم لن يتم التركيز على محاربة تنظيم داعش. "لكن مقاتلي التنظيم هم بالطبع معرضون للإصابة. وهؤلاء ليس لديهم مناعة ضد الفيروس. وإذا ما اعتمدوا على معلومات طبية أو صحية خاطئة ـ ما يمكن أن يحصل ـ فمن الممكن أن يفقدوا مقاتليهم بسبب الفيروس."

وابتداء من منتصف مارس/ آذار حذرت المجموعة الإرهابية أعضاءها من السفر إلى أوروبا ومناطق أخرى متضررة. وتابع التقرير: "عوض ذلك سيحصلون على حماية إلهية من الفيروس إذا ما شاركوا في ما يُسمونه الجهاد. وطريق محتمل لذلك قد يكون تحرير مقاتلين آخرين ونسائهم وأطفالهم من السجون في المنطقة. ومنذ تشرين الأول أكتوبر هرب أكثر من 750 شخص مشتبه بصلتهم بداعش من معسكر عين عيسى في الشمال الشرقي لسوريا". وذلك بسبب هجوم تركيا على القوات الكردية التي تسيطر على تلك السجون، بحسب دويتشه فيله.

واشار التقرير إلى ضرورة التعامل مع أزمة سجناء داعش، خوفا من انتشار الفيروس وسطهم، مما يؤدي إلى فوضى وعدم سيطرة على السجناء. وتابع التقرير: "إذا ما تفشى الفيروس في السجون ومعسكرات الاعتقال، وهي الحالة المحتملة الآن، فإن الكرد كمندوبين على إدارة بعض السجون سيتخلون عن مهامهم"، كما قال كلارك، مؤلف كتاب "بعد الخلافة". وعلى هذا بالتحديد يراهن ما يُسمى بتنظيم داعش. ففي العراق وحده يتم حاليا اعتقال نحو 20.000 مقاتل مفترض من تنظيم داعش في السجون. ويقوي التنظيم أعضاء المجموعة الإرهابية الذين تلقوا المساعدة من مقاتلين آخرين للهروب من السجون وأماكن الاعتقال. "تنظيم داعش يرى في الوباء فرصة ويريد استغلالها" حسبما يرى الباحث البريطاني أيمن جواد التميمي.