تصعيد جديد في الخليج.. "الدوحة" تستغل "إرهابيين هاربين" من تركيا للتحريض ضد البحرين

قال اعلاميون بحرينيون لوكالة فرات للأنباء ANF أن الدوحة وأنقرة وجهان لعملة واحدة في التحريض ضد دول المنطقة واستهدافها، معتبرين أن تركيا جعلت أراضيها ملاذا آمنا للإرهابيين، وذلك بعد تفجر أزمة جديدة بسبب فيلم أذاعته وسائل الإعلام القطرية.

وأعتبر الكاتب الصحفي البحريني طارق العامر في تصريح لوكالة فرات للأنباء ANF أن تركيا تحت سلطة نظام حزب العدالة والتنمية بقيادة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان أصبحت مركز ايواء لكل المتطرفين والإرهابيين المطلوبين في بلدانهم في جرائم وأفعال ارهابية، وهو ما يقوم باستغلاله النظام القطري المتحالف مع أردوغان.

وكشف تلفزيون البحرين في تقرير موثق بالشهادات المُسجلة عن تزوير قناة الجزيرة القطرية لمقاطع مصورة قديمة لشخصيات بحرينية حصلت عليها، وأخرى لشخصيات بحرينية هاربة في تركيا، مفندا "الأكاذيب والافتراءات والمعلومات المغلوطة"، التي احتواها البرنامج التلفزيوني المغرض الذي أذاعته قناة الجزيرة القطرية تحت عنوان  "ما خفي أعظم" منوها إلى أن "ادعاءات الفتنة والتحريض"، لا يمكن اعتبارها مضمونا إعلاميا، وإنما هي مضمون "إرهابي، تحريضي مثير للفتنة، فضلا عن كونه منافيا للواقع وضاربا في الكذب والتزوير".

وبدوره، قال الكاتب والمحلل السياسي البحريني طارق العامر: "لقد دأب النظام القطري على نصب العداء للبحرين قيادة وشعب وما برنامج  (ما خفي أعظم) الا واحد من أوجه هذا العداء، وللأسف ان هذا العداء لم يظهر جليا وبشكل سافر الا منذ ثلاث سنوات، فقد كنّا نتصور طوال هذا العقود من الزمن والذي كانت تربطنا معهم عهود ومواثيق رسخها مجلس التعاون الخليجي، بأن الجارة قطر شقيقة، لكن تكشفت لنا الحقيقة خلاف ذلك، تجلت أوجه المؤمرة في احداث فبراير 2011 حين اكتشفنا ان عدونا الظاهر هو ايران اما العدو الخفي وهو الأخطر فهو النظام القطري والذي يطعننا في الخلف!!".

التقرير القطري يعتمد على هاربين في تركيا

وأورد التقرير الذي بثه تلفزيون البحرين، تسجيلات صوتية، تكشف تواصل المسؤولين القطريين مع المدعو محي الدين محمود خان، أحد أعضاء هذه المجموعة والهارب في تركيا، وذلك بهدف الترتيب للحصول على اللجوء السياسي وكذلك التواصل مع قناة الجزيرة، حيث بين المدعو خان أن أشخاصا من قطر تواصلوا معه وعرضوا عليه اللجوء السياسي، ومخاطبة الحكومة القطرية لترتيب انتقاله إلى الدوحة، حال مضايقته في تركيا للالتقاء به مباشرة وتقديم طلب اللجوء في المطار، وأكدوا له بإمكانية تقديم طلب اللجوء في السفارة القطرية بأنقرة وإمكانية مقابلة "خال الأمير تميم"، مشيرا إلى أن قناة الجزيرة القطرية تحاول التواصل معه إلى الآن.

وأكد التقرير التلفزيوني البحريني أن "لغة التحريض وإثارة الفتنة التي تتبعها قناة الجزيرة القطرية، تنطلق من منهج النظام القطري في دعم وتمويل الإرهاب، مشددا على أنه مهما حاول المغرضون، فسيبقى أبناء مملكة البحرين، متماسكين موحدين، خلف قيادة العاهل البحريني الملك حمد بن عيسى آل خليفة."

وأكد المحلل السياسي البحريني طارق العامر أن "تاريخ البحرين السياسي لا يوجد فيه اغتيالات او انقلابات سياسية بل هي ماركة قطرية مسجلة بأمتياز، وما محاولة اغتيال المغفور له الملك السعودي عبدالله عبد العزيز من قبل نظام قطر ببعيدة، والتسجيلات موجودة، وأما الانقلابات السياسية فما زالت الذاكرة تحفظ انقلاب الابن العاق على الأب".

وتابع العامر: "اما الحديث عن الاٍرهاب والتلميح الى وجود علاقات بين البحرين بالقاعدة، فهي نكتت الموسم، فالعالم يعلم ان حركة طالبان والمرتبطة عضويا وسياسيا وفكريا بالقاعدة لديها مكتب تمثيلي في الدوحة وهو المكتب التمثيلي الوحيد لطالبان في المنطقة منذ  2013 والملقب بـ"مكتب إمارة أفغانستان"، الغرض منه تحقيق معادلة الوسيط بين التكتلات الإرهابية، وان ضلعي الاٍرهاب متمثل في تنظيم (الاخوان) - والقاعدة يوفر له نظام الحمدين الرعاية وكل أنواع  الدعم  من اجل زعزعة الاستقرار في دول المنطقة بخلاف تركيا والتي أصبحت مركز ايواء لكل المتطرفين والإرهابيين المطلوبين في بلدانهم في جرائم وأفعال ارهابية، وللأسف ان ذلك يتم تحت صمت رهيب من المجتمع الدولي ولا ادري كيف للناتو ان يسمح لدولة عضوه في الاتحاد كتركيا  ان تكون ملاذ ومركز للإرهابيين  والمطلوبين مما يشمل تهدد للسلم العالمي والذي يخوض اعتب حروبه ضد الاٍرهاب منذ سنين دون ان يتخذ موقف منها!!".

دحض الاتهامات

وتحدى مقدم برنامج "ما خفي أعظم" المذاع على قناة الجزيرة القطرية تامر المسحال، مملكة البحرين حول المزاعم التي أوردها في حلقته الأخيرة وهي عبارة عن تسجيلات تمت بالفعل مع عدد من الشخصيات البحرينية، ولكن الجزيرة اذاعتها في سياق اخر، حيث قامت هذه الشخصيات بتسجيل المقاطع قبل سنوات ولكن القناة القطرية اذاعتها على انها تحقيق قامت بإعداده، واقحمتها في سياق غير سياقها.

وأضاف مذيع القناة القطرية متحديا السلطات البحرينية: "بدلًا من الهجوم والاتهام بالفبركة.. الأسهل على وسائل الإعلام البحرينية التوجه إلى محمد صالح الموجود بالبحرين"، ليأتيه الرد عبر تقرير اذاعه التلفزيون البحريني متضمنا شهادات موثقة لمن وردت اسماءهم بالبرنامج المذاع على الجزيرة.

وفي المقابل اذاعت وسائل الاعلام البحرينية شهادات لنفس الاشخاص تؤكد كيف تم تزييف مقاطع الفيديو من جانب القناة القطرية، وأضاف التقرير الذي اذاعه التلفزيون البحريني ان التسجيلات التي تم بثها لكل من محمد صالح علي وهشام هلال البلوشي، تعود للعام 2011 وتقف وراءها مجموعة إرهابية اتهمت بحيازة الأسلحة، والتخطيط لعمليات إرهابية، وتم محاكمتها عام 2004، وقد أقرت المجموعة بأنها أعدت هذه التسجيلات بما فيها من أكاذيب، من أجل توظيفها إعلاميا واستخدامها كـ"ورقة ضغط" لمنع ملاحقتهم مرة أخرى.

أكد الشيخ عبدالرحمن بن أحمد بن عبدالله الدوسري شيخ قبيلة الدواسر في البحرين والدمام، الوقوف الدائم والمستمر، لجميع أبناء القبيلة، خلف العاهل البحريني الملك حمد بن عيسى آل خليفة، مؤكدا أن بلاده أقوى، وأكثر تلاحما وتماسكا، وأن مؤامرات النظام القطري في "الدولة المارقة" مرفوضة رفضا تاما، وتعد سلوكا ناشزا وخارجا عن كل القيم العربية الأصيلة، وأواصر الأخوة والأشقاء.

وأعتبر الشيخ عبدالرحمن الدوسري أن ما عرضته قناة "الجزيرة القطرية" من برنامج "مسف ومتدني، وبمشاركة أفراد خانوا الوطن والانتماء له، وتبرأت منهم عوائلهم الكريمة والعريقة، ما هو إلا حلقة من مسلسل الإرهاب القطري ودعمه، مما يؤكد غلو ذلك النظام وفجوره، كما يؤكد صواب قرار المقاطعة الذي اتخذته البحرين والسعودية والإمارات ومصر، من أجل وقف الأعمال والممارسات الإرهابية بكافة أشكالها وصورها، التي يقوم بها "نظام الحمدين" في الدولة المارقة"، بحسب قوله.

وبدورها، أكدت جمعية الصحفيين البحرينية أن التقرير الذي بثه تلفزيون البحرين مساء يوم الأربعاء قد "فضح الأكاذيب والادعاءات الفارغة" التي وردت في برنامج قناة الجزيرة "ما خفي أعظم"، لافتة إلى أن كل الوقائع والأدلة المثبتة صوتيا وإفادات الأشخاص قد أكدت على النهج العدائي الذي تمارسه هذه القناة التي تمتهن "التضليل وممارسة الزور".

وقالت الجمعية "أن قناة الجزيرة القطرية لا تنطلق من مهنية ولا من مسؤولية أخلاقية إعلامية، لكنها تنطلق من دافع الكراهية والخوف والجُبن في عدم مواجهة حقائق الواقع المتمثل في أن قطر أصبحت دولة منبوذة في محيطها العربي والعالمي كدولة راعية وداعمة للإرهاب، ولا تتقيد بالقوانين الدولية التي تحرم رعاية الأشخاص الذين يهددون السلام والأمن العالميين".

ملاحقة الدوحة واجراءات لمواجهة "عدوانها"

وبدوره، قال الاعلامي البحريني سعيد الحمد لوكالة فرات للأنباء ANF أن بلاده ستتخذ كل ما يلزم من الاجراءات لحماية أمنها واستقرارها، معتبرا أن ما قامت به قطر يمثل مساسا بأمن بلاده الوطني وسيادتها واستقرار شعبها، مؤكدا ان ما قامت به قطر "تصعيد طائش وعدوان"، لا تحتمله الأوضاع العربية، وتابع: "هذا البرنامج ليس عمل اعلامي ولكنه استعداء للبحرين وتحريض ضدها، وتصعيد خطير للهجمة ضد دول الرباعي العربي، ومملكة البحرين تحتفظ بحقها القانوني الكامل في الرد، وهو حق سيادي أمام هذا الطيش القطري والعدوان، وهو ما نحمل القيادة القطرية مسؤوليته، وخاصة انهم ينصاعون لمستشارين من المرتزقة هدفهم اطالة أمد الأزمة للتكسب منها من خلال اللعب بنار لا يعرفون عواقبها".

أما الكاتب البحريني عبدعلي الغسرة فقال أن "ما صدر عن قناة الجزيرة بحق البحرين يُمثل نهجها الباهت، ودعمها منظمات وأنظمة تحتقر الأمة العربية وتضمر السوء لشعبها العربي، فقد آلت قطر على نفسها السقوط في أحضان الإخوان والنظام الإيراني مُتجاهلة ما يحدث في إيران من مظاهرات، ومؤيدة الإخوان المسلمين الإرهابيين بكل ما يقومون به من جرائم في بلادهم"، حسبما ورد بمقاله في صحيفة البلاد البحرينية.