بيريتان ساريا: نهج الإدارة الذاتية في شمال وشرقي سوريا سيحقق نجاحاً أكبر عندما يعترف به الجميع

قالت الإعلامية بيريتان ساريا إن نهج وكيان الإدارة الذاتية الديمقراطية في شمال وشرقي سوريا ستتطور وتحقق نجاحاً أكبر، عندما تلقى ترحيباً واقبالاً ويعترف به الجميع، مؤكدةً أن قبول نهج الإدارة الذاتية مرهوناً بانتهاء داعش بشكل نهائي من المنطقة.

دخلت الثورة الشعبية في روج آفا عامها التاسع. كما فتحت الثورة أبوابها للصحفيين والفنانين والمؤرخين إلى جانب الشعوب. وكان أحد الصحافيين الذين جاءوا إلى المنطقة لتغطية الوضع هي بريتان ساريا، والتي أجرينا معها هذا اللقاء عن ثورة روج آفا التي انطلقت في 19 تموز.

وتحدثت بيريتان ساريا التي جاءت إلى روج آفا في شباط 2016 وذلك بعد تطرقها في الحديث إلى الجهد الذي بذله القائد عبدالله أوجلان في المنطقة، عن نظام الإدارة في شمال وشرق سوريا.

وذكرت بيريتان ساريا أن البلدان التي حدث فيها الربيع العربي، كانت محكومة إما من قبل الإخوان المسلمين الذين يتخذون من السلطوية والنظام الرجعي أساساً في حكمهم، أو أنها كانت تواجه حرباً أهلية كبيرة.

كما أكدت بريتان ساريا أن القوات الدولية والقوى الإقليمية، وخاصة تركيا، تقوم بتصعيد هذه الحرب وتدمير معالم الحياة وزيادة الفوضى في المنطقة وقالت: "لم يكن الوضع على هذا النحو خلال ثورة روج آفا، وممارسة نهج الإدارة الذاتية الديمقراطية. حيث تم خلق وترسيخ نهج وحدة الشعوب وتأسيس إدارة مشتركة في منطقة روج آفا، بدلاً من الاقتتال والحرب بين الشعوب. واليوم جميع المكونات في المنطقة تمثل هذا النهج وتتشارك في ترسيخها وتطويرها.

وأضافت "تشارك المرأة في جميع مناحي الحياة في المجالس والكومينات وتثبت إرادتها وإرادة المجتمع والشعوب. كما أنها تشكل نسبة 50 بالمائة من مشاركتها في تطوير المجتمع من خلال نظام الرئاسة المشتركة. وهذا يؤكد بأن نموذج الإدارة الذاتية الديمقراطية في شمال وشرق سوريا هو النموذج الوحيد الذي شمل جميع المكونات وجميع الشعوب في منطقة الشرق الأوسط وجميع البلدان التي شهدت الربيع العربي. وكلنا ندرك بأن هذا النموذج وهذا النهج الذي ترسخ في روج آفا غير محدود".

وأوضحت أن "العديد من المناطق التي تحررت من داعش، والمكونات التي تعيش في تلك المناطق قبلت نهج الإدارة الذاتية الديمقراطية وانخرطت فيها وتم تشكيل الإدارة الذاتية الديمقراطية المكونة من 7 مقاطعات، لهذا يعد هذا النهج مثال ناجح ويحتذى به".

وذكّرت بيريتان ساريا بأن الدولة التركية دخلت المنطقة عام 2016، قائلة: "تم احتلال عفرين عام 2018. وفي تشرين الأول 2019 ، تم احتلال سري كانيه وكري سبي أيضاً. ورغم كل هذه الهجمات، هناك نظام نموذجي مثالي، وأعتقد أنه إذا تم دحر هذه الهجمات، وهذه الحرب، وإذا تم قبول وضع الادارة الذاتية الديمقراطية لروج آفا وشمال وشرق سوريا، فسيتم إحراز تقدم كبير، وسنشهد نهضة عظيمة وسيتحقق كل هذا من خلال نظام الادارة الذاتية".

وأفادت ساريا أن النظام يتوسع في روج آفا وشمال وشرق سوريا، مُضيفة "في الواقع إن هذا النظام يجذب انتباه الشعب في جميع أنحاء سوريا. إن الأشخاص الذين تبنوا هذا النظام في شمال وشرق سوريا، قاوموا ضمن صفوف وحدات حماية الشعب YPG، وحدات حماية المرأة YPJ وقوات سوريا الديمقراطيةQSD ضد داعش والعصابات الإرهابية الأخرى وقدموا ما يقارب 10 آلاف شهيد وأكثر من 11 الف جريح، وما يزالون يقدمون الشهداء والجرحى".

وأشادت بريتان ساريا بالنضال الكبير الذي خاضته قوات سوريا الديمقراطية (QSD) وشعوب المنطقة ضد داعش، وقالت: "رغم نهاية حكم داعش في سوريا، لم يتم الاعتراف بكيان الإدارة الذاتية الديمقراطية. أي أن القوى الدولية تتصرف بنفاق شديد في هذا الشأن، فهي لا تريد حلاً في سوريا، وهذا يؤدي إلى ازدياد هجمات داعش وتركيا في المنطقة. وكلنا ندرك بأنه ما تزال هجمات داعش مستمرة رغم انتهاء حكمها في المنطقة، حيث توجد خلايا نائمة في المنطقة تمارس أعمالها الإرهابية، وفي المقابل يتم تنفيذ عمليات ضد هذه الخلايا الارهابية وخاصة في دير الزور".

ولفتت إلى أنه تم اكتشاف العديد من الخلايا المنظمة للعصابات الإرهابية، لأن تركيا تضع كافة إمكانياتها لتنظيم مثل هذه الخلايا، مضيفة "نحن نعلم أن أولئك الذين يقودون تنظيم هذه الخلايا الإرهابية، متواجدون في تركيا، ويعملون مع الاستخبارات التركية (MIT). لأن العصابات نفسها تعترف بهذا. أعرف هذه المعلومات من خلال عملي الصحفي. لا أعتقد أن داعش سينتهي في سوريا ما لم يتم اتخاذ موقف واضح ضد تركيا، ويتم قبول كيان ووجود الادارة الذاتية الديمقراطية".

وتابعت: لن تنتهي في العراق أيضاً. لأن داعش أقرب إلى تركيا الآن مما كانت عليه في البداية. يعمل أردوغان كرئيس مشترك لداعش. وبحسب بحثنا وتحقيقاتنا التي أجريناها، الخليفة الحالي لداعش، هو أبو محمد المولى السلبي، وهو موجود في تركيا. كما عقدوا اجتماعاً في 19 تشرين الثاني وقرروا تعزيز تنظيمهم في سوريا وإعادة تنظيم داعش في العراق. لهذا زادت الهجمات في العراق وسوريا منذ ذلك الحين.

وأشارت بيريتان ساريا إلى وجود القوات الدولية في سوريا، وقالت: "إذا كان لدى القوى الدولية بالفعل هدف لإيجاد الحلول، لكانوا مارسوا ضغوطاً على تركيا، واعتبروا القوات الموجودة في المنطقة الركن الأساسي في هذه الحلول. لأنه لا يوجد نموذج وقاعدة للقوى الأخرى، بل على العكس نجد الجميع في حالة من الفوضى. حيث نشهد انفجارات ومجازر واغتصاب وخطف وفدية كل يوم. كما أن هناك عصابات تقاتل بعضها البعض، لذلك لا نجد بوادر لتقديم الحلول في المنطقة".

وذكّر الصحفية بريتان ساريا هجمات دولة الاحتلال التركي في جنوب وغرب كردستان وقالت: "حسب المعلومات المتوفرة لدينا، فإن الاستعدادات جارية منذ وقت طويل على خط عين عيسى وقد انتهت هذه الاستعدادات. فدولة الاحتلال التركي تسعى لايصال المناطق التي احتلتها ببعضها البعض من خلال احتلال عين عيسى وشرق كوباني. فهي تريد بناء خط يبدأ من كري سبي، عين عيسى، كوباني، جرابلس، عفرين حتى إدلب".

وأكدت بريتان ساريا أن مناطق شمال وشرق سوريا تشهد تهديداً كبيراً في العام التاسع لثورة روج آفا، ألا وهي أهداف تركيا في احتلال المنطقة، ودعت الصحافيين والديمقراطيين والثوريين في جميع أنحاء العالم لحماية الانجازات التي حققتها ثورة روج آفا ونهج الإدارة الذاتية الديمقراطية في شمال وشرق سوريا.