باهوز أردال: حزب العمال الكردستاني يقود الكفاح من أجل وجود وحرية الشعب الكردي

أكد القيادي في مركز الدفاع الشعبي (NPG) باهوز أردال، أن عاقبة أردوغان ستكون أسوأ من تانسو جيلر، وأشاد بالمقاومة التي يبديها الكريلا وجميع الشعب الكردستاني في مواجهة العدة، وحذر من الوقوع فريسة الحرب الخاصة التي تشنها الدولة التركية.

في الجزء الثاني والأخير من مقابلة القيادي في مركز الدفاع الشعبي (NPG) الدكتور باهوز أردال في برنامج بثته قناة Stêrk TV  الفضائية، حذر من الوقوع فريسة الحرب الخاصة التي تشنها الدولة التركية.

 

تحقيق الوحدة سبيلنا حتى لا تقع لوزان أخرى

وقال أردال: إذا كنا لا نريد أن نعاني من اتفاقية لوزان جديدة، علينا تحقيق الوحدة الوطنية، ربما لا تشترك القوى الكردية في كل شيء، لكن يجب أن نعرف أن جوانبنا المشتركة أكثر بكثير من الجوانب المختلفة، العالم يحل قضاياه ومشاكله عبر الحوار، فلنتحد نحن أيضاً من خلال جوانبنا المشتركة ونحاول حل الجوانب المختلفة عبر الحوار، حتى القوى المعادية لبعضها البعض تتبع هذه الطريقة، إذاً لماذا لا نتبعها نحن..!؟

 

فإلى نص حديثه:

إن الهجوم الموجه على روج آفا والمقاومة التي يبديها شعبنا وتطور الموقف الكردستاني، خلق بيئة مناسبة لشعبنا لتحقيق وحدته الوطنية وحركتنا مستعدة دائماً لهذا ويجب أن يرى الجميع هذه الحقيقة، لا يوجد شيء هنا من قبيل أن البعض سيفوز والبعض الآخر سيخسر. إن فزنا يفوز الكرد جميعهم، وإلا فإن الجميع سيخسرون معاً، إذا فهمنا رسالة شعبنا على هذا النحو، نؤمن أنه ستكون هناك تطورات ملموسة وقوية.

 

ثورة روج آفا وضعت القضية الكردية في الأجندة العالمية

لو نظرنا إلى الفترة الأخيرة خلال الشهرين الماضيين، لوجدنا مدى تأثير ثورة روج آفا على جميع الأجزاء الأخرى وكيف مهدت لبعض النتائج، لم يسبق للكرد أن دخلوا في الأجندات العالمية خلال المائتي عام الماضية بقدر ما أصبحوا عليه الآن، لأن الكرد الآن في جدول أعمال الرأي العام العالمي، وهذا يدل على أهمية وتأثير ثورة روج آفا، والفضل في ذلك يعود إلى كل من احتضن هذه الثورة والتف حولها وساندها، كما أنه حتى الذين وقفوا ضدها أفادوا الثورة بشكل من الأشكال.

إن مدى تأثير ثورة روج آفا، تجاوز بالفعل حدود الأجزاء الأربعة من كردستان من حيث الروح والعاطفة والسياسة، في الثمانينيات، كانت القضية الفلسطينية على جدول أعمال العالم وكان هناك تعاطف كبير مع القضية الفلسطينية، الآن، لأول مرة يصبح الكرد على جدول أعمال العالم من خلال ثورة روج آفا ويكتسب الكفاح من أجل حرية الشعب الكردي، هذه الشرعية على المستوى الدولي.

والآن من أحد أهم الأشياء هي إكساب الشرعية لنضالنا، لأنه إذا تم الاعتراف بالقضية دولياً، يمكن حينها القول أن القضية قد انتصرت، إلى جانب ذلك، صحيح أن هناك صعوبات ومشقات وآلام وبذل الدماء في هذا الصراع، لكن الأهم والأكثر صعوبة هو إثبات شرعية القضية.

 

حزب العمال الكردستاني له تأثير كبير في جميع أنحاء كردستان والشرق الأوسط

لهذا السبب، إذ ينتفض شعبنا في جميع الأجزاء ويقف إلى جانب روج آفايي كردستان اليوم، فذلك لأنهم يدركون أن النصر الذي سيحقق في روج آفا هو انتصار كل كردستان. إضافة إلى ذلك، أي ضعف أو تقصير يصيب ثورة روج آفا يعني إصابة كل كردي بالضعف، لسنا فقط من يقول ذلك، جميع الكرد يشعرون بذلك ويدركون ويقولون هذا، لذلك تجد الكردي يظهر ردة فعله ويتخذ موقفه، أينما تواجد في هذا العالم.

ومع ذلك، نعتقد أن هذا الهجوم الفاشي من شأنه جمع كل الكرد جميعاً في خندق واحد ودفعهم لتشكيل وحدة وطنية، مثلما قسمت قوات الاستعمار، كردستان إلى عدة أجزاء في الأوقات السابقة ونفذت هجمات إبادة جماعية بحق الكرد، ومما لا شك فيه أن حزب العمال الكردستاني (PKK) هو حركة كردستانية وواسعة، ويتمتع حزب العمال الكردستاني بتأثير فلسفي وثقافي واجتماعي وسياسي على جميع أجزاء كردستان، حتى أن لديه تأثير كبير في الشرق الأوسط عموماً.

هذه حقيقة، لكن الاستعمار التركي يحاول التذرع بها لتبرير كل الهجمات الاستعمارية والإبادة الجماعية،  لكن الجميع يعلم أن هذا غير صحيح،  وقبل كل شيء الأهم هو أنه لم تشن أية هجمة من روج آفا على الدولة التركية.

 

أردوغان يعادي وضع جنوب كردستان أيضاً

أردوغان بنفسه قال: "لقد ارتكبنا خطأ في شمال العراق ولن نكرر نفس الخطأ في شمال سوريا" وفي السنوات الست الماضية كان يكررها على الدوام، حسناً ماذا حدث في شمال العراق؟ لقد تم قبول الفيدرالية هناك، إذا هنا هل خطاب أردوغان له علاقة بحزب العمال الكردستاني؟ كلا! بمعنى آخر أكثر وضوحاً يقول " أنا لا أقبل الوضع السياسي القائم للكرد". ويقول ذلك علانية، تكشف هذه الكلمات بوضوح عن جوهر أردوغان وسياسة الدولة التركية.

إذا كانت الدولة التركية لديها مشكلة فقط مع حزب العمال الكردستاني (PKK)، فلتعترف إذاً بحقوق الكرد في شمال كردستان وتجرد حزب العمال الكردستاني من شرعيته، وتعترف أيضاً بحقوق الكرد في روج آفا، إذا الوضع ليس كما تدعي الدولة التركية، لأنها ليست ضد حزب العمال الكردستاني فحسب، بل ضد كل مكتسبات الشعب الكردي، كما أن حجج وذرائع دولة الاحتلال  التركي لا تنتهي أبداً، وإذا انتهت حجة لهم يعودون غداً بحجج أخرى، لأنهم يعبرون بوضوح عن نواياهم وتعاملهم تجاه الكرد.

إنهم يقولون بوضوح وصوت عالٍ "إنه من أجل بقاء الدولة التركية، ينبغي ألا يكون للكرد أي وضع شرعي أو كيان قائم" أن يكون لأكراد كورت أي مكان وأن يتم تدميرهم من أجل البقاء" وهم يقدمون على هذه الهجمات جميعها من أجل تحقيق ذلك إذا لم يكن لديهم مشكلة مع الكرد، لماذا إذا يهاجمون حزب العمال الكردستاني بهذا القدر؟ لأن حزب العمال الكردستاني يقود الكفاح من أجل وجود وحرية الشعب الكردي، هذا هو سبب هجومهم على حزب العمال الكردستاني (PKK) بشكل واضح وجلي تماماً، بهذا المعنى رأى شعبنا هذه الحقيقة وفهموا حقيقة أردوغان، وأصبح الجميع يدركون جيداً الآن أنها أكاذيب نظام الحرب الخاص التي لا مصداقية لها.

 

العدو في حالة من الذعر والتشتت لأن الكريلا تتحرك بشكل خفي

الدولة التركية لا تهاجم الكريلا وحدهم في شمال كردستان، بل تهاجم شعبنا الكردي كله هناك، لكن لأن الكريلا غير تكتيكاته بما تتوافق مع أساليب وتكتيكات المرحلة الجديدة،  سقطت الدولة التركية في حالة تسلل وهي منزعجة وغاضبة لأنها تبحث عن الكريلا في كل مكان، ولكنها لا تراها، لأن الكريلا أصبح يعرف إخفاء نفسه جيداً عن عيون العدو.

يريد العدو حرب العصابات أن تكون الكريلا كما كان الحال في 2013-2014، حيث يرتادون القرى ويسيرون على أطراف الشوارع، ليتسنى له الحصول على معلومات استخباراتية والإقدام على مهاجمتها وضربها، لكن الكريلا غيرت من أسلوب حربها في كردستان، لذلك لا يمكن للعدو تحديد موقع الكريلا.

وتستطيع الكريلا من خلال هذا النمط وهذا الأسلوب الجديد في الحرب تعطيل خطط العدو وحساباتهم رأساً على عقب. لهذا السبب، تراهم يصرخون ويقولون كل يوم من خلال وسائل إعلام الحرب الخاصة "أين هم وإلى أين ذهبوا، إنهم لا يظهرون" إنهم أصبحوا كالمجانين، في الواقع يدل هذا الوضع على مدى يأسهم، لأن حرب الكريلا الآن في نمط جديد وبذلك أفقدت العدو أثرها.

 

نهاية أردوغان ستكون أشنع من نهاية تانسو جيلر

العدو يهاجم شعبنا بسياسة الإبادة الجماعية، ما يقوم به أردوغان وتحالف حزب العدالة والتنمية وحزب الحركة القومية، يتجاوز بكثير ما فعلته تانسو جيلر في وقتها، يعتقل الرؤساء المشتركة البلديات ويستولي على البلديات عنوة ويضع الكثير من الناس في السجون كل يوم، حسناً إلى أين يتجه في النهاية؟ كم من الوقت يمكنهم البقاء في السلطة مع هذا الهجوم اللاإنساني؟ ماذا سيكون مصير نظام حزب العدالة والتنمية - حزب الحركة القومية؟

تانسو جيلر أيضاً كانت تفكر على غرار أردوغان وتقول: "الكرد يفهمون بالعنف فقط ، وهذه هي الطريقة الوحيدة التي يمكنني أن استولي عليهم وأفرض الاستسلام عليهم" ونتج عن هذه العقلية إحراق وتدمير 4000 قرية كردية، وقتل الآلاف من الناس بارتكاب جرائم تحت اسم (فاعل مجهول). ومارس قسوة وتعذيباً ومذابح لم يشهد التاريخ مثلها على الشعب الكردي، لقد كان يظن أنه بذلك سيتمكن من السيطرة على الكرد ويجعل الشعب الكردي دون إرادة.

إذن ماذا كانت عاقبة سياسة الإبادة الجماعية الوحشية هذه؟ أصبح الشعب الكردي أكثر إرادة وأكثر التفافاً حول ثورة الحرية. وعندما ننظر إلى الوضع الحالي في ضوء هذه الحقائق التاريخية، فمن الواضح أن نهاية هذه السياسة الفاشية والإبادة الجماعية لـ AKP-MHP ستكون مثل نهاية حكومة تانسو جيلر بل أسوأ من ذلك، وما سيحدث لأردوغان ومن معه سيكون أسوأ مما حدث لجيلر.

 

لن يستطيعوا إخضاع الشعب الكردي أبداً

إن سياسة الإنكار والإبادة الجماعية التي ترتكب بحق شعبنا وحركتنا، لم تضعف شعبنا وحركتنا، بل أدت إلى تقويتها، عندما تعتقل الدولة التركية أي إنسان كردي وتمارس بحقه التعذيب، تزيد بذلك من كراهية وحقد وغضب ذلك الكردي وشعبنا أجمع ضد الدولة التركية وتعزز التزامهم بالثورة والكريلا، لهذا السبب لا يمكن للدولة التركية الحصول على أي نتائج بالسياسات التي تتبعها تجاه شعبنا ولا حتى يمكنها الحصول على أية نتائج من هجماتها الموجهة على الكريلا.

لقد مر شعبنا بمراحل صعبة للغاية وشاهد الفظائع التي نتحدث عنها عن كثب ويعرف حق المعرفة وجههم الحقيقي القذر، لا يستطيعون إخضاع الشعب الكردي وسلبهم إرادتهم من خلال الاعتقالات وممارسة التعذيب والأساليب الوحشية، قد يظهر عدد قليل من الخونة والعملاء ولكن لن يتمكنوا من فرض الاستسلام على الشعب الكردي.

 

يجب أن يرفض الجميع نهج الخيانة والعمالة

بهذه المناسبة، أود أن أشير مرة أخرى، ربما قد يُجبر بعض رؤساء العشائر وحراس القرى وبعض الأوساط في شمال كردستان على حزب العدالة والتنمية بسبب القمع والاضطهاد من قبل حزب العدالة والتنمية (AKP) على التعامل مع الحكومة، لكننا نقول لهم: "لا تخونوا الثورة ولا تصبحوا عملاء العدو ولا تصطفوا في العصابات المضادة للثورة، لا تتجسسوا على الكريلا ولا تبلغوا عنهم ولا عن شعبكم، لأن هذه الدولة الإرهابية وحكومة الحرب الخاصة لا تحبكم على الإطلاق، إنهم فقط يسعون إلى استغلالك لخدمة أنفسهم وسينفقونك غداً، هذه الحرب التي استمرت 36 عاماً، دليل ملموس على ذلك، هذا ما أستطيع قوله لشعبنا في شمال كردستان".

بالنسبة لشعبنا في جنوب كردستان، أستطيع أن أقول ما يلي: "هناك خطر كبير على جنوب كردستان، ما هذا الخطر؟ الاستخبارات التركية تحاول تنظيم نفسها داخل شعبنا، بالأساس تلك الهجمات التي يقول أنه قام بها حتى الآن ضد حزب العمال الكردستاني (PKK) هي في الواقع رسالة لقوى جنوب كردستان.

لذلك، لا ينبغي لأحد من شعبنا في جنوب كردستان أن يكون أداة في أنشطة التجسس هذه، لأن هذه الدولة هي عدو جميع الشعب الكردي، لأنه في نظر الدولة التركية كل كردي مهما كان، تعتبره عدواً، أينما يوجد كردي، تهاجمه الدولة التركية دائماً، لذلك يجب أن يكون شعبنا أكثر حساسية وتيقظاً من أي وقت مضى وتساهم في إبلاغ الكريلا عن كافة الأنشطة التي تقوم بها الدولة التركية في الوقت المناسب وتساعد الكريلا بذلك وتساندهم.