الخبر العاجل: الاحتلال التركي يقصف ريف عفرين المحتلة

الطبقة تزدهر بثقافة العيش المشترك

تستعد مدينة الطبقة التي ب‍كردها وعربها ومسيحيها للاحتفال بالذكرى السنوية الثالثة لتحريرها من إرهاب داعش.

بعد حملة دامت لنحو شهرين تمكن مقاتلو قوات سوريا الديمقراطية (QSD) من تحرير مدينة الطبقة بتاريخ 10 نيسان/ إبريل 2017، من تنظيم داعش الإرهابي.
عامان مرا على تحرير المدينة لتصبح الطبقة مثالاً على التعايش السلمي في ظل نظام الإدارة الذاتية الديمقراطية.
مدينة الطبقة التي يعيش فيها الكرد، العرب والمسيحيين تطورت بشكل ملفت من الناحية الاقتصادية، السياسية، الثقافية، التعليمية والمجتمعية بعد تحريرها من إرهاب داعش.
وخضعت الطبقة في ظل الأزمة السورية لسيطرة الجماعات الإرهابية في العام 2013، فيما بعدت وقعت فريسة لإرهاب داعش ومنذ العام 2014 وحتى تحريرها من قبل قوات سوريا الديمقراطية (QSD) في 10 نيسان/ إبريل 2017.
وبعد تحرير الطبقة، التي يوجد فيها أحد أكبر السدود في منطقة الشرق الأوسط، بدأ أهالي المدينة ومحيطها بالعودة إلى منازلهم. ويتراوح عدد سكان المدينة وقراها بين 300-500 ألف نسمة، ويعتمد أهلها في حياتهم على الرعي، الزراعة، صيد السمك والتجارة. وتعتبر مدينة تجارية مهمة للغاية لوقوعها في مثلث مدن حلب، منبج والرقة.
وخلال جولتنا في المدينة شاهدنا الفرحة والابتسامة مرسومة على وجوه أبناء المدينة.
تسألهم عن أوضاعهم فيجيبون: "بفضل الله نحن نعيش في أمان، تمكنا من تحقيق الأمان ولن سمح أحد أن يعكر صفو مدينتنا، سنتان ونحن ننعم بالأمان ونذهب إلى أعمالنا ولا احد يستولي على ممتلكاتنا وتعبنا. لا نخضع لسلطة أحد ولم نعد مهددين بالقتل والسلب والنهب في كل حين. نأمل أن يستمر الوضع بهذا الحال وأن يصل هذا الأمن والسلام إلى كل أراضي سوريا".
وفي حديثنا إلى رئيس اللجنة الاقتصادية في الإدارة المدينة في الطبقة أحمد سليمان والذي قال لنا : إن "تحرير المدينة من الإرهاب بالنسبة لنا تاريخ ميلاد جديد. بعد تحرير المدينة عقدنا اجتماعاتنا مع أبناء المدينة والمنطقة وارتأينا ضرورة تشكيل إدارة مدينة وعليه شكلنا لجاننا واتسعت هذه الإدارة لتشمل كل فئات المجتمع.
بعد تحرير المدينة بخمسة أيام أعلنا تشكيل الإدارة المدنية وكانت هذه الإدارة خطوة كبيرة وهذا لأن الطبقة ومن الناحية التجارية، الطاقة الكهربائية، الزراعة وتربية المواشي تعد مدينة استراتيجية. وكان هدفنا من تشكيل هذه الإدارة بالدرجة الأولى تحقيق الأمن والاستقرار وهذا ما تمكنا من تحقيقه".
وتابع سليمان: "عملنا بجد لإعادة إعمار المدينة، وبعد تحقيق الأمن عاد الآلاف من أبناء المدينة إليها بعد أن فروا من الظلم والقتل".
بمشاركة كل مكونات المنطقة وبتاريخ 25 تشرين الأول/أكتوبر 2018 تشكلت الإدارة المدينة، وبتاريخ 1 تشرين الثاني/نوفمبر 2018 تشكل المجلس الإداري والذي ضم 13 لجنة. ولأن الثقة كانت متبادلة بين أبناء المنطقة والإدارة المدينة، تمكنا وخلال فترة قصيرة من إعادة تأهيل المدينة ونستطيع القول إن الطبقة باتت على رأس قائمة المناطقة الأمنة والمستقرة في عموم سوريا".
وأضاف سليمان "من خلال اعتماد نظام وثقافة العيش المشترك لمكونات وشعوب المنطقة تمكنوا من النهوض بالمدينة".
وختم أحمد سليمان حديثه بالقول: "شعوب المنطقة تملك تجربة آلاف السنوات في العيش المشترك، لكن الأنظمة التي حكمت البلاد والعباد حاولت بكل السبل القضاء على هذه الثقافة، لكننا ومن خلال النظام الذي وضعناه والذي نعمل وفقه وندير به المنطقة تمكنا من إفشال مخططات الأنظمة التي تريد القضاء على ثقافة العيش المشترك".