"البيضاني" : المنتدى يسلط الضوء على عمليات التطهير العرقي والتغير الديمغرافي  في عفرين

قال الدكتورالعراقي جواد كاظم البيضاني بان "المنتدى اليوم يكرس في خدمة تسليط الضوء على عمليات التطهير العرقي والتغير الديمغرافي  في عفرين والتي تمارس فيها اقسى أنواع العنف.

ترأس الدكتور جواد كاظم البيضاني جلسة حول الجانب التاريخي والثقافي من عمليات التطهير العرقي والتغيير الديموغرافي في عفرين.

البيضاني أشار إلى كتابته عن تجربة روج آفا في الصحافة العراقية. وقال: "المنتدى اليوم يكرس في خدمة تسليط الضوء على عمليات التطهير العرقي والتغير الديمغرافي  في عفرين التي تمارس فيها اقسى أنواع العنف. هنا نحاول الحد من هذه الجرائم". ومنحت الوقت للمحاضر الدكتور أحمد سينو (دكتور في التاريخ وعضو في مركز روج آفا للدراسات الاستراتيجية).

والذي أوضح بانهم ومن خلال هذه المبادرة يحاولون إظهار حقيقة الدولة التركية وممارستها في التطهير العرفي والتغيير الديموغرافي بحق الشعوب وطرح بعض النماذج من خلال طرح نماذج تتبعها تركيا منذ قرون والتي مازالت موثقة في التاريخ عن الابادات التي مارستها تركيا والمعروفة من قبل كل العالم ومنها مجازر الأرمن ، السريان ، الإيزيدين وكذلك العرب ، البلغار، اليونانيين والكرد.

وقال: "سياسات الإبادة. الإنكار والتطهير العرقي هي سياسة قديمة تطورت وأصبحت منهج وفكر بعد وصول الاتحاديين إلى سدة الحكم في تركيا لتوطيد هذه السياسة بحق كل شعوب الشرق الأوسط وكردستان. تركيا دولة قامت على السلب ، النهب والإبادة وتعتبر هذه الممارسات نوع من العمل المشروع او كنوع من الجهاد كما تسميه بالنسبة لها. هذا المنهج اصبح اكثر وضوحاً مع وصول الاتحاديين إلى السلطة وبدأت سياسة التتريك بحق الشعوب ولا تزال مستمرة في هذه السياسة إلى يومنا هذا وصولاً إلى عفرين وباقي المناطق المحتلة.

واستشهد سينو في محاضرته بمقولة السفير الأمريكي في تركيا عام 1913/1916 والذي كتب: "شعب لا يملك اي شيء من التاريخ والحضارة ولم يؤسسوا دولة ثابتة ولا يعرفون سوى قانون الغاب ولا يملكون أي شيء هم فرسان متوحشون ومفهومهم العام الهجوم على الحضارات والقضاء عليها والجلوس على إنجازاتهم".

وأوضح سينو أن تناقض مصالح الدول الأوروبية (وروسيا، بريطانيا ألمانيا وغيرها) جعل عمر الدولة العثمانية يمتد لـ 400 عام ، مشيراً إلى نماذج لعمليات الإبادة التي مارستها تركيا في التاريخ وتطرق الى رسالة طلعت باشا إلى والي حلب والتي جاء في نصها (تم إعلامكم سابقا فان الحكومة العثمانية وبأمر من حكومة الاتحاد والترقي اصدرت قرار  إبادة الأرمن في تركيا ومناطق نفوذها، يجب وضع حد دون سماع أي صوت لتأنيب الضمير ودون استثناء يجب القضاء على الجميع أطفال ،  نساء ، عجز والجميع دون أي تأنيب للضمير).

وأشار إلى إبادة الأشوريين والسريان وقال: "بنفس الأساليب تم إبادتهم بأبشع الصور في عموم الجغرافية في العام 1916 ، مجزرة في سهل أورميا راح ضحيتها نحو 500 الف (مجازر سيفو9 بحق السريان).

وعن مجازر تركيا بحق الكرد الايزيدين أوضح: "لا نملك إحصائيات دقيقة لكن هناك مجازر وتطهير عرقي وصلت الى 74 حملة بتواريخ مختلفة وآخرها في شنكال ، محمد رشيد باشا قاد حملة دمر سنجار، حافظ باشا أيضاً قتل وسلب ونهب وخطف وأسر النساء وباعهم في الأسواق واستمرت الحملات حتى الحرب العالمية الأولى ولغاية دخول بريطانيا العراق. ومجزرة زيلان راح ضحيتها 47 قتيل كردي".

تركيا اليوم تنفذ سياسات الإبادة في عفرين ، والى اليوم البعض يعتقد أن تركيا دولة تؤمن بالقيم الإنسانية بينما على العكس هي دولة فاشية بكل معنى الكلمة أكثر من بريطانيا ، روسيا وألمانيا النازية.

ولفت إلى ضحايا الحرب التركية ضد حزب العمال الكردستاني PKK في شمال كردستان وصلت حصيلتها الى 60-70 الف ضحية وأحرقت عشرات الآلاف من القرى الكردستانية وتابع: "ما تفعله تركيا هي جزء من استمرار تلك السياسة الفاشية المرتكزة على الإبادة ، على مدار شهرين قصفت تركيا كل المناطق في مقاطعة عفرين بداية عام 2018 راح ضحيتها المئات غالبيتهم من النساء والأطفال وآلاف الجرحى بحسب تقارير موثقة دولياً ، استخدمت غاز الكلور في قصف بعض القرى وهي أسلحة محرمة دولياً ، مثلت بجثث الشهداء وهذا مااظهرته  جميع وسائل الإعلام العالمية. بعد انسحاب القوات العسكرية من عفرين وهجرت بسبب القصف التركي آلاف العائلات ، بدأت عمليات التغير الديموغرافي ، تركيا وفي المجمل هدفها منع وجود كيان ديمقراطي في المنطقة وسوريا لهذا بدأت بنقل وتوطين مواطنين من مناطق أخرى وتوطينها في عفرين منهم: نحو 50 عائلة من الغوطة الشرقية ، 80 عائلة من ريف حماة وحمص ، ونحو 200 عائلة يعرفون بجماعات الحمزات تم توطينهم في قرى ونواحي عفرين. أيضاً ووفقاً للوثائق الدولية تم خطف ما يزيد على 3300 مواطن بينهم نساء وتم الاعتداء عليهم. بالإضافة إلى عمليات قصف للمواقع الأثرية والتاريخية بهدف الإبادة الثقافية لكل مكونات عفرين بمختلف مذاهبهم وأعراقهم وطوائفهم. وهذه تعتبر جرائم حرب وفقاً للقوانين الدولية. تركيا تريد إزالة الثقافة والحضارة في عفرين وإحلال ثقافة الغزو والإنكار بمعنى أخر أنها مصرة على مواصلة سياسة التطهير العرقي وسياسات التغيير الديموغرافي".