البنتاغون يوصي بإعادة أكثر من 800 إرهابيّ أجنبي من سوريا إلى نحو 40 دولة.. والتحالف يقرّر مصيرهم الأربعاء المقبل

ذكرت شبكة "سي أن أن" الأمريكية أن عدد المقاتلين الأجانب الذين تحتجزهم قوات سوريا الديمقراطية المدعومة من الولايات المتحدة، قد تجاوز 800 شخصا للمرة الأولى، وفقاً لوزارة الدفاع الأمريكية البنتاغون، فيما شجعت واشنطن الدول على استعادتهم.

وقال المتحدث باسم وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاغون) شون روبرتسون لـ"سي أن أن" أن هناك أكثر من 800 مقاتل إرهابي أجنبي تحتجزهم قوات سوريا الديمقراطية وهم من أكثر من 40 دولة، وذكر تقرير الشبكة الأمريكية أن المسؤولين قد أعربوا عن قلقهم بشأن مصير الارهابيين المعتقلين في أعقاب قرار الرئيس دونالد ترامب بسحب القوات الأمريكية من سوريا.

ومن المقرر أن يبحث وزراء خارجية الدول الاعضاء في التحالف الدولي لهزيمة تنظيم داعش الارهابي، مسألة عودة المقاتلين الأجانب خلال اجتماعهم يوم الأربعاء المقبل في السادس من شباط/ فبراير الجاري في العاصمة الأمريكية واشنطن، وخاصة بعد قرار الانسحاب الاميركي من سوريا.

وأوضح التقرير أنه في الوقت الذي تمكنت فيه قوات سوريا الديمقراطية بقيادة الكرد من تشغيل منشآت الاعتقال، فإن هناك مخاوف بشأن ما سيحدث للمعتقلين المحتجزين إذا ما قامت تركيا بمهاجمة الكرد بعد الانسحاب الأمريكي.

وقد ألقت قوات سوريا الديمقراطية المدعومة من الولايات المتحدة القبض على العديد من مقاتلي داعش الأجانب في الأسابيع الأخيرة، حيث يزيح حلفاء الولايات المتحدة داعش من آخر بلداتها المتبقية في سوريا بمحاذاة نهر الفرات، بحسب سي أن أن.

ويعتقد المسؤولون أن عدد الأجانب الذين تم القبض عليهم من المرجح أن يتزايد لأن العديد من هؤلاء المقاتلين الذين بقوا في مناطق داعش حاليا، من المرجح أن يكونوا أجانب غير قادرين على محاولة الاندماج مع السكان المحليين للهروب والاختباء.

وقد دعم التحالف العسكري الذي تقوده الولايات المتحدة قوات سوريا الديمقراطية من خلال الضربات الجوية والمدفعية، حيث نفذ 645 غارة في سوريا في الفترة من 13 إلى 26 كانون الثاني/ يناير المنصرم، ودمر مركبات داعش، ومبانيها، وسيارات محملة بعبوات ناسفة، ومخابئ للأسلحة، ونظام للطائرات بدون طيار.

وقالالقائم بأعمال وزير الدفاع الأمريكي، باتريك شاناهان للصحفيين في وزارة الدفاع الامريكية (البنتاغون) يوم الثلاثاء "يمكنني القول ان أكثر 99.5٪ من الاراضي التي يسيطر عليها تنظيم داعش عادت الى السوريين." وأضاف "في غضون أسبوعين، ستكون 100٪".

وذكرت "سي أن أن" أن كبار المسؤولين الأمريكيين قد شجعوا الدول على إستعادة مواطنيها المحتجزين في سوريا من أجل تخفيف العبء على مرافق الاحتجاز التابعة لقوات سوريا الديمقراطية، ولكن ظل نجاحها محدود في القيام بذلك، حيث أن العديد من البلدان مترددة في القيام بذلك بسبب صعوبة مقاضاة أعضاء داعش المشتبه بهم على أساس الأدلة التي تم جمعها في ساحة المعركة.

وفي وقت سابق من الشهر الماضي، اتهمت وزارة العدل الأمريكية مواطنا أمريكيا اعتقل مؤخرا في سوريا من قبل قوات سوريا الديمقراطية ونقل إلى تكساس، حيث وجهت له هيئة محلفين اتحادية اتهامات بمحاولة مساعدة داعش، كما يسّر الجيش الأميركي عودة المقاتلين الإرهابيين الأجانب من سوريا إلى كازاخستان ومقدونيا. ويقول مسؤولون أميركيون إن العديد من الدول قد أعادت مقاتلين آخرين إلى وطنهم، وقد اختاروا عدم الاعلان عن ذلك، بحسب سي أن أن.

ونهاية شهر كانون الثاني المنصرم، فرّ الإرهابي الألماني مارتن ليمكي من آخر جيب يسيطر عليه تنظيم داعش في شرق سوريا قبل أن توقفه قوات سوريا الديموقراطية في منطقة لاستقبال النازحين قرب بلدة الباغوز، وفق ما قالت زوجتاه اللتان هربتا معه الخميس لوكالة الصحافة الفرنسية.

وذكرت الوكالة قبل يومين أن فرنسا فتحت الباب، الثلاثاء، أمام إعادة أكثر من مئة إرهابي  محتجزين في سوريا إلى الأراضي الفرنسية، في تغيير لافت لسياستها سببه عزم واشنطن على سحب قواتها من سوريا، وبما يسمح بمحاكمة هؤلاء في فرنسا.

وقالت وزارة الخارجية الفرنسية في بيان "نظراً للتطور في الوضع العسكري في شمال شرق سوريا، والقرارات الأميركية، ولضمان أمن الفرنسيين، فإننا ندرس جميع الخيارات لتجنب فرار وانتشار هؤلاء الأشخاص الخطرين".  وأضاف البيان "إذا اتخذت القوات التي تحرس المقاتلين الفرنسيين قراراً بطردهم إلى فرنسا، فسيتم وضعهم فوراً في تصرف القانون".

وذكرت الوكالة الفرنسية في تقرير سابق لها أن الولايات المتحدة أوصت الدول الغربية وفي مقدمها فرنسا، بأن تعيد مواطنيها الذين انضموا الى صفوف الجهاديين في سوريا ثم اعتقلتهم القوات الكردية.

اعتبرت الخارجية الاميركية الاربعاء أن "اعادة المقاتلين الارهابيين الاجانب الى بلدانهم الام هو الحل الافضل لتجنب عودتهم الى ساحة القتال".، وذلك في إجابة على سؤال لفرانس برس، وقال مسؤول في الخارجية "يمثل هؤلاء المقاتلون مشكلة للمجتمع الدولي برمته، ولا بد من تعاون دولي لحلها.. تقضي سياسة الحكومة الامركية بتشجيع الدول على إعادة مواطنيها وملاحقتهم قضائيا"، وخصوصا اولئك المعتقلين لدى الكرد، ودعا المسؤول الأمريكي الدول الى "تحمل مسؤولية" هؤلاء "عبر برامج إدماج أو إجراءات أخرى لتفادي سقوطهم مجددا في الارهاب".