الاحتلال التركي يرسل العديد من عناصر داعش الارهابي الى ليبيا

أكد أحد مرتزقة الفصائل الإرهابية التابعة لدولة الاحتلال التركي، أن تركيا أرسلت الكثير من مرتزقة داعش الإرهابيين إلى ليبيا.

آراس حاج علي من قرية "جوزات" في ريف الدرباسية، هو أحد المرتزقة الفارين من صفوف الفصائل الإرهابية التابعة لدولة الاحتلال التركي، والذي استسلم لقوات سوريا الديمقراطية (QSD) مؤخراً.

يقول المرتزق آراس أنه دخل إلى تركيا هرباً من خدمة الدفاع الذاتي ضمن مناطق الإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا، لكنه وقع في أيدي عصابات تابعة للفصائل الإرهابية من مرتزقة الاحتلال التركي، وأنه في تشرين الثاني 2018 ذهب مع شخص آخر إلى مدينة الباب السورية من أجل الانضمام إلى الفصائل المرتزقة الإرهابية، حيث انضم في بداية الأمر إلى لواء نورالدين ضمن فرقة الحمزات ومن ثم انضم إلى "لواء السلطان مراد" بعد احتلال تركيا ومرتزقتها لمنطقة سري كانيه.

وشارك ضمن فرقة الحمزات الإرهابية في احتلال سري كانيه إلى جانب جيش الاحتلال التركي، إلى أن تواصل مع عائلته وأخبرهم برغبته في الاستسلام لقوات سوريا الديمقراطية، حيث سلم آراس حاج علي نفسه في شهر نيسان 2020.

وقال أراس حج علي، الذي شاهد استعدادات الدولة التركية وعصاباتها قبل الهجمات الاحتلالية على سري كانيه وكري سبي: "كانوا يستعدون قبل الاحتلال، حيث أرسلوا قواتهم للتدريب، وانضممت إليهم أيضاً، طلبوا مني الانضمام إلى العملية بسبب نقص في عدد عناصرهم، وكلفوني بالوقوف على نقطة تفتيش؛ لقد كانت استعداداتهم مكتملة، وجمع قادة اللواء قواتهم، وعقدوا معنا اجتماعاً وقالوا لنا: إن تركيا تعطيكم مالاً قليلاً، لكن لا تتذمروا وخذوا ما يحلوا لكم من الأشياء أثناء مداهمتكم للمناطق ولا تعفو عن أحد".

العصابات الارهابية نهبت كل شيء بما فيها الأبواب والنوافذ

انتقل آراس حج علي الذي كان أحد عناصر فرقة الحمزات، من منطقة الباب إلى سري كانيه المحتلة في 15 كانون الثاني 2019 بناءً على طلبه. حيث خدم لمدة أسبوع تحت رعاية لواء نور الدين التابع لفرقة الحمزات وانسحب منها للانضمام إلى عصابة السلطان مراد في المدينة.

وذكر المرتزق آراس حاج علي أنه شاهد عيان على السلب والنهب الذي تم في سري كانيه، وقال: "لم أرى كل شيء، لكن ما رأيته كان سيئاً للغاية، حيث نزح سكان المنطقة إلى منطقة الحسكة وضواحيها خوفاً من بطش العصابات الإرهابية الذين نهبوا كل شيء من منازل المدنيين بما فيها الأبواب والنوافذ".

العصابات الارهابية تمارس الجرائم ضد العائلات الكردية على وجه الخصوص

واعترف آراس حاج علي بالضغط الشديد الممارس على العائلات في سري كانيه، مؤكداً بأن الضغوط كانت شديدة بشكل خاص على العائلات الكردية وقال: "لقد وصلت الجرائم التي تمارسها العصابات الارهابية في المنطقة الى اختطاف النساء من عائلاتهم وبشكل خاص العائلات الكردية، حيث لم يبقى في 7- 8 عائلات كردية إلا المسنين منهم؛ كان هناك ضغط رهيب، وكانت تحدث خلافات بيني وبين أعضاء تلك العصابات على خلفية أنني "كردي"، لانهم كانوا يقولون: نحن جئنا لمحاربة الكرد".

وأضاف: "عندما كان يعود بعض المدنيين الذين نزحوا الى مدينة الحسكة الى منطقتهم، كانوا يتعرضون للضرب والتعنيف والاعتقال ويتهمونهم بتواصلهم مع قوات سوريا الديمقراطية (QSD) والادارة الذاتية ولا يطلقون سراحهم إلا بفدية مالية معينة".

 العناصر الارهابية تتصارع بين بعضها البعض بسبب الممتلكات المسروقة

وذكر حاج علي أن الفصائل الإرهابية التابعة لدولة الاحتلال التركي كانت تخطف المدنيين من أجل الحصول على فدية مالية، كما أن الفصائل المرتزقة كانت تتقاتل وتتصارع فيما بينها من أجل السيطرة على منازل المدنيين، وقال: "إن جميع العصابات الارهابية لصوص، فالجميع يمتهن السرقة و نهب أملاك المدنيين ويستولي على منازلهم ويبيعونها الى الغير، وعندما يعود اصحاب المنازل إليها، يبيعونهم إياها، بعبارة أخرى، لا حياة ولا أمن ولا سلام في سري كانيه".

يرسلون عناصر داعش ايضاً الى ليبيا

وأكد المرتزق آراس حاج علي على أن دولة الاحتلال التركي ترسل عناصر سابقة من داعش ضمن الفصائل الإرهابية المنضوية تحت ما يسمى "الجيش الوطني السوري" للقتال في ليبيا، وقال: " ثلث الجيش الوطني السوري هم من بقايا تنظيم داعش الإرهابي، لقد تحدثت مع اثنين منهم واستمعت لقصصهم، كما التقيت بأحدهم قبل أسبوع من وصولي من منطقة الباب إلى سري كانيه، وكان اسمه علاء الدين أحمد كرو، أخبرني شخصياً أنه "داعشي" وكان أميراً في الرقة، حيث انتقل بعد ذلك إلى مناطق الجيش السوري الحر وتم اعتقاله من قبل أحرار الشرقية، وتم إطلاق سراحه مقابل فدية مالية والتحق بجماعة محمد شبلي وانضم إلى فرقة الحمزات، وعندما كنت في سري كانيه، ذهب هو إلى ليبيا وقُتل هناك".

وتابع حاج علي حديثه عن عناصر داعش الإرهابيين الذين أرسلتهم دولة الاحتلال التركي إلى ليبيا وقال: "شخص آخر اسمه حسين محمد من مدينة حماه السورية، مان من فصيل صقور الشمال، ذهب إلى ليبيا ومن ثم حاول الفرار ولكن تم اعتقاله، والدولة التركية تدرك جيداً أنهم من عناصر داعش الإرهابيين، حيث تقوم بإرسالهم إلى ليبيا، والكثير منهم قتلوا هناك مثل علاء الدين أحمد كرو".

300 مرتزق من سري كانيه توجهوا الى ليبيا

وأشار أراس حج علي إلى أن الفصائل المرتزقة بعد أن انتهوا من سلب ونهب وسرقة الأموال والممتلكات في سري كانيه، ولم يبقى شيء آخر لينهبوه، تتوجه العصابات المرتزقة الإرهابية هذه المرة إلى ليبيا، بناء على أوامر وتعليمات دولة الاحتلال التركي، مقابل مبلغ مالي قدره (2000) دولار أمريكي، وقال: " لقد هربت من سري كانيه في 27 نيسان 2020 وسلمت نفسي لقوات سوريا الديمقراطية (QSD)، في ذلك الوقت شاهدت ما يقارب 300 عنصر ارهابي توجهوا من سري كانيه إلى ليبيا، كما انني سمعت إن ما يقارب 4 – 5 آلاف عنصر توجهوا من منطقة الباب للقتال في ليبيا والعديد منهم قتلوا هناك خلال المعارك مع الجيش الليبي.

 وتابع حاج عليه حديثه "كانت الدولة التركية تعطي ما يقارب 7 آلاف دولار للقياديين، أما العناصر العادية فكانت تعطيهم مالاً قليلاً. عندما كنت في سري كانيه، ذهبت مجموعة من فرقتنا وأحدهم كان شقيق أحد أصدقائي هناك، كان اسمه احمد ابراهيم محمود وهو أيضاً قتل بعد فترة قصيرة من ذهابه في أحد المطارات الليبية، وأرسلوا جثته فيما بعد إلى سري كانيه،  نعم أغلبية المرتزقة الذين يتم إرسالهم إلى ليبيا يتعرضون للقتل".