الإدارة الذاتية: قطعنا الطريق أمام محاولات تقسيم سوريا ونحارب منذ ثماني سنوات لحماية ترابها ووحدتها

أكدت الإدارة الذاتية أنهم قطعوا الطريق أمام محاولات تقسيم سوريا وأنهم ومنذ ٨ سنوات يخاربون القوى الاحتلالية ومرتزقة داعش والنصرة، لحماية تراب ووحدة سوريا.

حول المستجدات والتطورات التي تشهدها مناطق شمال وشرق سوريا، أصدرت الإدارة الذاتية اليوم بياناً للرأي العام، أكدت فيه على الدور الذي قاموا به للحفاظ على وحدة التراب السوري، وحرصهم على قطع الطريق أمام كافة محاولات التقسيم.

وقالت الإدارة: "نحن قطعنا الطريق أمام محاولات تقسيم سوريا ومنذ ٨ سنوات نحارب القوى الاحتلالية ومرتزقة داعش والنصرة، لحماية تراب ووحدة سوريا وأن هذا النصر هو فخر لكل شعوب سوريا. مثلما ليست لنا أي نوايا لتقسيم سوريا، يجب على الجميع ايضاً الابتعاد عن التفكير بعودة سوريا إلى ٨ سنوات قبل الآن. الافضل هو قبول الآخر وتطوير خطاب الحل تجاه بعضنا البعض". 

وقرأ البيان باللغة العربية الرئيس المشترك للمجلس التنفيذي للإدارة الذاتية لشمال وشرق وسوريا عبد حامد المهباش، وبحضور الرئيسة المشتركة للمجلس التنفيذي للإدارة الذاتية لشمال وشرق وسوريا بيريفان خالد، ووسائل إعلام، وذلك في دائرة العلاقات الخارجية للإدارة الذاتية لشمال وشرق وسوريا.

وجاء في نص البيان:

”تستمر دولة الاحتلال التركية ومجموعاتها المرتزقة الفاشية في هجماتها القذرة ومجازرها الوحشية على مكونات شمال وشرق سوريا.

إن مكونات شمال وشرق سوريا الذين ضحوا في الحرب ضد داعش بأغلى ما يملكون؛ اليوم وبتوافق ضمني من قبل الدولة الأمريكية والروسية، يتعرضون للهجمات والمجازر الوحشية من قبل دولة الاحتلال التركي ومجموعاتها المرتزقة من بقايا النصرة وداعش، وها هم مجدداً يقدمون تضحيات جسام في صد هذه الهجمات وتتعرض قراهم ومدنهم ومناطقهم للقصف والدمار.

يتم انتهاك حقوق الانسان وارتكاب جرائم الحرب بشكل يومي؛ كإغتيال السياسية هفرين خلف وراعي الكنيسة الأرمنية الكاثوليكية في قامشلو الأب هوڤسيب بيدويان إلى جانب والده، كذلك قتل المئات من النساء والاطفال واستخدام الأسلحة المحرمة دولياً.

تزامنا مع مساعي التغيير الديمغرافي والمجازر التي تتعرض لها مكونات شمال وشرق سوريا، فإن الصمت وعدم إبداء موقف واضح من قبل أمريكا وروسيا، وأيضاً زيارة الأمين العام للأمم المتحدة غوتريش، يضفيان الشرعية للدولة التركية ويمنحان فاشي العصر أردوغان المزيد من الجرأة.

إن تجربة دولة الاحتلال التركية في عفرين أمام الأعين، فقد تم تهجير مئات الآلاف من الكرد وتوطين عوائل داعش والنصرة التابعتين للجيش الوطني السوري المرتزق في منازلهم، كذلك تم اختطاف المئات من النساء والأطفال الكرد العفرينيين وتم ممارسة النهب والسرقة بأبشع الوسائل، لكن بالمقابل، ما زالت الأمم المتحدة والقوى الدولية صامتة إزاء هذه المجازر والتغيير الديمغرافي الذي يحصل بحق الشعب الكردي في عفرين.

والآن يهدف فاشي العصر أردوغان ودولة الاحتلال التركية إلى توطين المرتزقة من بقايا داعش والنصرة، الذين تم تدريبهم برعاية الدولة التركية في مناطق شمال وشرق سوريا خصوصاً وفي منطقتي سري كانيه/ رأس العين وكري سبي/ تل أبيض.

العالم كله يشهد بإن التي دربت ونظمت داعش ومنحته الفرصة، هي ذاتها دولة الاحتلال التركية؛ فقد تم قتل زعيم تنظيم داعش الارهابي أبو بكر البغدادي على مقربة ٥ كم من حدود الدولة التركية في منطقة إدلب الخاضعة لسيطرة تركيا، وأيضاً قتل نائبه أبو حسن المهاجر في منطقة جرابلس التي كان يصفها أردوغان بـ "المنطقة الاكثر أمانا في سوريا"، والخاضعة لاحتلاله واعتقلت شقيقة البغدادي في إعزاز وقبل أيام تم اعتقال زوجة البغدادي من قبل تركيا.

رغم كل الادلة التي تثبت إن فاشي العصر أردوغان ودولة الاحتلال التركية هما شركاء داعش والنصرة، فأنه ما زال وبشكل يومي يهدد العالم وأوروبا بإرسال مرتزقة داعش إليهم وفتح الابواب أمام اللاجئين. أمام أعين العالم وفي البيت الأبيض بأمريكا، رأى أردوغان الأحقية لنفسه مجددا بإظهار خريطة الاحتلال على الملأ والتحدث عن مطالبه وخططه لاحتلال شمال وشرق سوريا والكشف عن نواياه لإبادة شعوب المنطقة.

إنها لوصمة عار كبيرة؛ لا الدولة السورية ولا أي جهة أخرى، لم تبدي موقفاً تجاه تهديدات ومطامع الفاشي أردوغان وذلك دفاعاً عن القيم الإنسانية والديمقراطية.

بخصوص مسألة اللاجئين في تركيا، لقد تم اتباع سياسة واستراتيجية ممنهجة من قبل الدولة التركية، فالدولة التركية فتحت ابوابها أمام اللاجئين اتباعا لمخطط ممنهج، فقد تم تنظيمهم وتوطينهم في تركيا ليتم استخدامهم كتهديد وورقة ابتزاز ضد الانسانية وأوربا خصوصاً، بشكل غير اخلاقي وبعيد عن كل المعايير.

نناشد جميع العالم والإنسانية بأن يرفعوا أصواتهم ضد إبادة المجتمعات الكردية والعربية والسريانية، وضد الهجمات الاحتلالية على شمال وشرق سوريا والتغيير الديمغرافي وأن يبدوا موقفاً تجاه هذه الوحشية.

يبدو جلياً إن دولة الاحتلال التركية استمدت قوتها من اللقاء الذي تم بين ترامب والفاشي أردوغان، يستطيع أردوغان وبكل سهولة أن يقولها في واشنطن بانه سيعمل على توطين مليون لاجئ في الرقة ودير الزور.

أردوغان، كخليفة عثماني، ينظر إلى شمال وشرق سوريا على إنها ملك له ويعتبر سوريا ولاية عثمانية.

كان من المتوقع أن يقول ترامب لأردوغان لا يحق لك احتلال أراضي دولة أخرى والمساس بديمغرافية المجتمعات وارتكاب المجازر والإبادة بحق الكرد والعرب والسريان، على العكس من ذلك، أدعى بأن وقف إطلاق النار صامد والكرد راضون عن ذلك.

قبل كل شيء، هذا الأمر غير صحيح، لا أحد راض عن الإبادة والاحتلال، كيف لمئات الآلاف من الكرد والعرب والسريان الذين يبادون تحت وطئت قصف دبابات ومدافع وطائرات الاحتلال التركي، ويتم ترحيلهم قسراً من قراهم ومدنهم أن يكونوا راضون بتوطين أناس غرباء في قراهم ومدنهم! لن يكون من الكرد والعرب والسريان أحد راضٍ الا بعد انهاء الاحتلال وانسحاب القوى الظلامية ودولة الاحتلال التركية من أراضينا ولن يكون مسروراً بوقف إطلاق النار بهذا الشكل.

يوجد الآن أكثر من عشرة آلاف من معتقلي داعش الاكثر تطرفاً موقوفين في شمال سوريا. مكونات المنطقة من الكرد والعرب والسريان وبمساندة التحالف الدولي، ضحوا بعشرات الآلاف من الارواح في الحرب ضد داعش. بعيداً عن موافقة وإرادة مكونات شمال وشرق سوريا لا يمكن لأحد أن يرى الأحقية لنفسه بتمرير مخططاته وحساباته على مصير ومحاكمة معتقلي داعش.

إذا لم يتم إنهاء عمليات الإبادة واحتلال الدولة التركية بحق شعوبنا، فإن خطر داعش الاكبر سيظهر من الآن وصاعداً. لكي لا يصبح تنظيم داعش الارهابي بلاء على الانسانية ولأن هجمات دولة الاحتلال التركية على شمال سوريا يعيد إحياء تنظيم داعش الارهابي، فإننا نناشد وفي المقدمة أمريكا، روسيا، التحالف الدولي، الإتحاد الاوروبي، جامعة الدول العربية، الأمم المتحدة بأن يبدوا موقفاً واضحاً ضد هجمات واحتلال الدولة التركية وأن يسعوا لانسحاب القوى الاحتلالية من أرضنا في اقرب وقت.

نناشد الحكومة السورية بتطوير لغة الحوار والتوافق نحن كمكونات شمال وشرق سوريا لم يكن لدينا أي هدف لتقسيم سوريا، الاقوال والاتهامات التي تطلق ضدنا والتي تدعي سعينا لتقسيم سوريا، غير صحيحة وبعيدة عن الواقعية، نحن قطعنا الطريق أمام محاولات تقسيم سوريا ومنذ ٨ سنوات نحارب القوى الاحتلالية ومرتزقة داعش والنصرة، لحماية تراب ووحدة سوريا وأن هذا النصر هو فخر لكل شعوب سوريا. مثلما ليست لنا أي نوايا لتقسيم سوريا، يجب على الجميع ايضاً الابتعاد عن التفكير بعودة سوريا إلى ٨ سنوات قبل الآن. الافضل هو قبول الآخر وتطوير خطاب الحل تجاه بعضنا البعض. 

لأجل سوريا ديمقراطية تتمتع فيها كافة الشعوب بهويتها وحقوقها، إن مكونات شمال وشرق سوريا مستعدين للقيام بواجباتهم وتحمل مسؤولياتهم.

وكمكونات قررنا مسبقاً الدفاع عن أرضنا وكرامتنا حتى آخر لحظة وسنقاوم مهما كانت التضحيات ولن تستقر سوريا بأي شكل من الأشكال إلا بعد إنهاء الاحتلال وانسحابه من أرضنا".