الأحزاب الكردستانية في روج آفا: الوحدة الكردية ضرورة وضمان 

أكد المسؤولون في الأحزاب الكردية في روج آفا على ضرورة تحقيق الوحدة الوطنية، مشددين على ضرورة الابتعاد عن مخططات الدولة الفاشية التركية والسعي إلى توحيد جهود القوى الكردستانية لتحقيق الوحدة الوطنية.

في حوار مقتضب أجرته وكالة فرات للأنباء (ANF) مع قيادات من الحزب الشيوعي الكردستاني في سوريا، حزب الاتحاد الليبرالي الكردستاني وحزب اليسار الديمقراطي في سوريا، استنكروا قرار الولايات المتحدة الأمريكية الأخير بحق قيادات حركة التحرر الكردستاني، العزلة المشددة المفروضة على القائد الكردي عبد الله أوجلان وعمليات إغلاق مقرات حزب حركة حرية المجتمع الكردستاني في جنوب كردستان.

وفي حديثه أوضح الأمين العام للحزب الشيوعي الكردستاني في سوريا نجم الدين ملا عمر أن حزبهم دائماً ما يسعى إلى توطيد العلاقات ما بين الأحزاب الكردستانية الأخرى ويعمل إلى جانبهم لخدمة مصالح الشعب الكردي، مديناً الممارسات التي تتم من قبل حزب الاتحاد الوطني الكردستاني YNK بحق حزب حرية المجتمع الكردستاني في جنوب كردستان. 
وبالحديث عن قرار الولايات المتحدة الأمريكية الأخير بحق قيادات حركة التحرر الكردستاني قال: "هذه القرار يعتبر هجوماً وعداء لكل الشعب الكردي. هؤلاء المناضلين هم من أبناء كردستان الذين ضحوا بكل حياتهم في سبيل كردستان. هؤلاء يعتبرون قادة الشعوب المظلومة وقادة الحركة الاشتراكية المعاصرة. يجب أن لا ينظر إليهم على انهم قادة في حزب العمال الكردستاني فقط، فكما يعتبر الملا مصطفى البرزاني، مام جلال وقاسملو قيادات لحركات النضال الكردي الكردستاني ويعتبرون رموزاً للحركة الكردية هؤلاء أيضاً يعتبرون من الرموز البارزة وقادة في مسيرة نضال الشعب الكردي". 
وأضاف عمر إلى محاولات أمريكا وتركيا في خلق فتنه داخل البيت الكردي "تركيا التي تقتل الكردي في شمال كردستان وروج آفا كيف لها أن تدعم الكرد في جنوب كردستان؟ ويجب أن لا ينسى احد أن كل أجزاء كردستان ورغم كل شيء هي روح واحدة لا يمكن فصلها عن بعضها البعض. 
ولفت عمر إلى حرية ممارسة العمل السياسي من قبل الأحزاب في روج آفا، وقال: "لا شك أن تركيا وأمريكا تتفقان حول عمليات إغلاق مقرات حزب حرية المجتمع الكردستاني في جنوب كردستان. بالنسبة لنا نرى أن عملية إغلاق مقرات الحزب أمر خاطئ ، وهذا لان أعضاء وقيادات هذا الحزب لهم دور ومجهود كبير حتى تمكنوا من بناء هذه الحركة ، وقد يكون هناك اختلاف وتناقض ما بين وجهات النظر السياسية لحزب حرية المجتمع الكردستاني وحزبي الديمقراطي الكردستاني (PDK) والاتحاد الوطني الكردستاني (YNK) وهذا امر طبيعي جداً والحركة غير مجبورة على أن تكون متفقه مع كل برنامج باقي الأحزاب السياسية في جنوب كردستان.
الأحزاب هنا في روج آفا جميعها لها برنامجها الخاص، توجه معين ووجهات نظر مختلفة عن بعضها. لكن الجميع يقوم بممارسة نشاطه السياسي وفق برنامجه ولم يقدم احد على مهاجمة أو إغلاق مقر حزبنا فقط لأننا نخالفه في وجهة نظره. هنا الجميع من حقه إعلان وجهة نظره والدفاع عنها ، ولا يجوز حرمان حزب حرية المجتمع الكردستاني من ممارسة نشاطه السياسي". 
وشدد عمر على ضرورة تحقيق الوحدة الوطنية وبشكل عاجل، قائلاً: "على الأحزاب الكردية أن تسارع إلى تحقيق الوحدة الوطنية وفق ما تقتضي مصلحة الشعب الكردي في إطار عقد مؤتمر قومي وطني كردي. وهذا لان كل من تركيا، ايران، سوريا وأمريكا يجتمعون على طاولة واحدة ويتفقون في ما بينهم عندما تتعلق القضية بحق الشعب الكردي وكردستان على رغم الخلافات العميقة فيما بينهم. اذا لماذا نحن الكرد غير قادرين على إنجاز المؤتمر الوطني وتحقيق الوحدة الوطنية؟"
بدوره أوضح عضو اللجنة المركزية لحزب الاتحاد الليبرالي الكردستاني فرهاد تيلو أن إغلاق مقرات حزب حرية المجتمع الكردستاني مطلب تركي.
وقال: "نحن نرى هذه الممارسات على انه هجوم يستهدف الحركة الكردية ككل. وكيفما فسرنا هذه القضية فإننا نؤكد أن هزيمة أي طرف كردي تعني بداية هزيمة كل القوى الكردستانية الأخرى والشعب الكردي. فالمسألة إما أن ينتصر الكرد جميعاً أو يهزموا جميعاً. لهذا وبغض النظر عن الأسباب فإن قرار إغلاق مقرات حركة حرية المجتمع الكردستاني قرار خاطئ، ونحن نرفض هذه الممارسات بغض النظر عن الجانب المستهدف أو الجهة المنفذة نحن نرفض أي ضغوطات مهما كانت من قبل أي طرف كان على أي حركة كردية كانت". 
وأشار تيلو إلى قضية منع سلطات حكومة إقليم جنوب كردستان وصول وفد إلى روج آفا لحضور المنتدى الدولي حول عملية التطهير العرقي والتغيير الديموغرافي في عفرين".
وتابع: "عفرين اليوم هي الجرح العميق في صميم وقلب كل كردستاني، مأساة عفرين لا تقل عن مأساة حلبجه لهذا من الواجب أن يكون لكل القوى الكردستانية موقف من هذه القضية، عفرين المحتلة من قبل تركيا اليوم لا تخص روج آفا فقط أو شمال كردستان أو جزء من كردستان بعينه بل هي قضية تخص كل القوى الكردستانية في عموم أجزاء كردستان وكل القوى السياسية الكردستانية. محاولة منع وصول وفد للمشاركة في المنتدى المنعقد من اجل عفرين امر خاطئ. على كل القوى الكردستانية أن تسعى إلى وحدة الصف الكردي ودعم الأطراف الأخرى وإعلان موقف مشترك في القضايا الكردستانية".
ودعا تيلو قيادات حزبي الديمقراطي الكردستاني (PDK) والوطني الكردستاني (YNK) إلى اتخاذ خطوات فعلية والمبادرة إلى خلق الأرضية المناسبة لعقد المؤتمر الوطني الكردستاني.
وختم بالقول: "المؤتمر الوطني وحده العلاج والحل لقضية الشعب الكردي ومعاناته منذ مئات السنين".
من جانبه دعا الأمين العام لحزب اليسار الديمقراطي الكردستاني صالح كدو ، حزب الاتحاد الوطني الكردستاني (YNK) إلى كف الضغوطات وفتح مقرات حركة حرية المجتمع الكردستاني.
وقال: "منذ العام 1975 ، لنا علاقات جيدة مع الوطني الكردستاني YNK ، من تجربتنا الطويلة مع هذا الحزب وما نعرفه عنه انه حزب مدافع عن الهوية القومية للشعب الكردي، وخصوصية هذا الحزب هو دعمه لكل الأحزاب الكردستانية في جميع أجزاء كردستان. بالنسبة لنا لا فرق بين أي قوى او حزب كردستاني ودعمنا وتضامننا مستمر مع جميع هذه القوى الكردستانية".
وتابع: "وفي ما يتعلق بالتطورات الأخيرة والضغوط التي تفرض على حركة حرية المجتمع الكردستاني في السليمانية نحن نؤكد أن هذه المرحلة غير مناسبة للخوض في صراعات داخل البيت الكردي. بل على العكس هذه المرحلة تتطلب وحدة الصف و الاتفاق الداخلي. هذه الممارسات لا تخدم مصلحة الكرد وكما يجب أن لا تكون عقبة في وجه المساعي من اجل عقد المؤتمر الوطني الكردستاني. نأمل أن يبادر الـ YNK وتلاميذ مام جلال إلى الحد من تطور هذه الأزمة. الجميع يعلم أن قرار إغلاق مقرات حركة الحرية صادر من الجهات الداعمة والموالية لفكر الدولة القومية ونحن ندعوهم إلى العودة إلى جوهرهم والكف عن هذه الممارسات".
وتطرق كدو في حديثه إلى العزلة المفروضة على القائد الكردي عبد الله أوجلان وقال: "ليس الشعب الكردي وحدة يطالب بحرية أوجلان ، بل كل شعوب العالم التي تؤمن بفكر أوجلان تطالب بحريته ، وفي نفس الوقت هذا هو مطلب كل دعاة الحرية ، الديمقراطية وحقوق الإنسان".
وأوضح: "قبل عشرين عاماً تمكنت تركيا من غرس خنجر مسموم في جسد النضال التحرري ، هذا الجرح تأثرت به الحركة الديمقراطية بشكل كبير، وعلى هذا يتوجب على كل القوى الدولية وكل من أمريكا، روسيا ودول الاتحاد الأوروبي أن تضع حد لتركيا وتضغط في هذا الاتجاه اذا ما كانت فعلاً تتدعي الدفاع عن حقوق الشعوب والديمقراطية، حان الوقت لينال أوجلان حريته الجسدية ويواصل نضاله من اجل الحرية، السلام والديمقراطية خارج إطار العزلة المشددة".