أكاديمي مصري: نظام أردوغان عدو مشترك لشعوب المنطقة

أكد الدكتور جلال زناتي أستاذ التاريخ السياسي في جامعة الإسكندرية ومدير مركز حورس للدراسات الاستراتيجية أن نظام الرئيس التركي رجب طيب أردوغان بمثابة عدو مشترك لشعوب ودول المنطقة، مشيراً إلى أن مصر أكدت إدانتها للاحتلال التركي لعفرين من اليوم الأول.

العدو المشترك لسوريا ومصر هو التيار الأردوغاني المتأسلم والخطر العثماني يهدد كل المنطقة

قال الدكتور جلال زناتي أستاذ التاريخ السياسي في جامعة الإسكندرية ومدير مركز حورس للدراسات الاستراتيجية إن القوى الدولية اختارت عفرين كـ "ضحية"، وإن هناك ثمة اتفاق مسبق بين الولايات المتحدة الأمريكية وتركيا بشأن عفرين.

وأكد زناتي أن هناك أهداف استعمارية في المنطقة بشكل جديد يتوائم مع العصر الحديث، لدول الناتو، لافتاً إلى حدوث لقاء تم على الأرض روسي - تركي انتهى بتسليم عفرين إلى تركيا بموافقة الإدارة الأمريكية.

واعتبر أن من بين أهم وأبرز تغيب الدول العربية عن المشهد الراهن في سوريا بشكل عام وعن الشمال السوري على وجه الخصوص جاء بسبب خلافات داخلية على السلطة.

وأوضح في لقاء خاص مع وكالة فرات ANF  على هامش مشاركته في المنتدى الدولي عن عمليات التطهير العرقي والتغير الديموغرافي في عفرين أن المشاركين في المنتدى والذي عقد على مدار ثلاثة أيام، وخاصة ممن مثلوا الدول الكبرى المشاركين في المنتدى سيكون بمقدورهم أن يكونوا قوة ناعمة للضغط على حكومات دولهم ونقل الصورة الحقيقية إليهم من خلال الإعلام.

ولفت إلى أن مصر منذ اليوم الأول للهجمات التركية على عفرين أعلنت موقفها الرافض، وأدانت الهجمات التركية، مؤكدة أنها بمثابة انتهاك واضح للسيادة السورية.

وشدد على أن مصر منذ البداية تؤكد أن تركيا ونظامها عدو مشترك.

فإلى نص الحوار:

** هناك غياب عربي عما يحصل في سوريا مقابل التدخل الدولي والإقليمي الكبير في الأزمة، كيف تفسرون هذا الصمت حيال الأزمة وتجاه مستقبل سوريا؟

  • ما حصل في المنطقة منذ العام 2011 وحتى 2018 هو أنها تعرضت لنوع من الضغوط والحراك الجماهيري من الداخل. مثال على هذا ما حصل في مصر، والتي تعرضت خلال هذه الفترة لأزمتين، تمثلت الأولى في ثورة 25 كانون الثاني/يناير والثانية في ثورة 30 حزيران/يونيو.

والحقيقة أن دور مصر وبصورة عامة ظهر مشهد الأحداث في الدول العربية، وتمكنت من إسقاط نظام الإخوان المسلمين الموالي للعدو المشترك للدولة السورية وهو أردوغان، الذي ينتمي إلى التيار المتأسلم، ويهدف بالأساس إلى تحقيق أهداف سياسية استعمارية.

أما الدول العربية فقد تغيبت عن المشهد في اعتقادي بسبب خلافات داخلية على السلطة.

** وهذا السؤال إذا وضعناه أيضا في سياق عفرين التي جاء المنتدى حولها فلماذا أيضا هذا الصمت الكبير حيالها عربياً مقابل الموقف الدولي الواضح؟

  • القوى الدولية اختارت عفرين كـ "ضحية"، وسياسياً نستطيع القول إن هناك اتفاق مسبق بين الولايات المتحدة الأمريكية وتركيا حولها.

    وأرى أن هذه التحركات تأتي وفق أهداف استعمارية في المنطقة، تستهدف المنطقة بشكل جديد ومختلف الغلبة فيه لدول الناتو، وعلى الأرض كان هناك لقاء روسي تركي انتهى بتسليم عفرين إلى تركيا بموافقة الإدارة الأمريكية وهو ما يؤكد تصوري.

    وعلى جانب آخر فإن الموقف عربياً من سوريا لا يختلف عن عفرين، لكن في المقابل فإن مصر وبعد يوم من هجمات تركيا على عفرين كان لها موقفاً واضحاً، وأعلنت الخارجية المصرية إدانتها للهجمات التركية معتبرة أنه انتهاك للسيادة السورية.

والموقف المصري ومنذ البداية واضح ويؤكد أن تركيا ونظامها عدو مشترك للعرب واليوم يوجد تمثيل مصري في هذا المنتدى الدولي حول عفرين من أكاديميين، مختصين وخبراء.

** كيف يمكن تسخير هذا المنتدى حول عفرين في خدمة إنهاء احتلال تركيا لمقاطعة عفرين وإعادة المهجرين إلى منازلهم وإنهاء تدخله في الأزمة السورية بصورة عامة؟

  • المنتدى الدولي حول سياسات تركيا الرامية إلى التطهير العرقي والتغيير الديموغرافي تناول خمسة محاور أساسية وهي المحور السياسي، الثقافي، التاريخي، الاقتصادي والحقوقي، وتحدث المحاضرون عن التاريخ المشترك للمنطقة.

والأهم في رأيي كان المحور الحقوقي، ومن خلال محاضرات الزملاء تم التركيز على كيفية وسبل محاكمة النظام المحتل التركي للأراضي السورية وخاصة منطقة عفرين، عبر اللجوء إلى منظمات حقوق الإنسان الدولية، محكمة الجنايات الدولية.

والحقيقة أن المؤتمر نجح في عرض روايات شهود عيان لما يحدث من إبادة وتطهير وانتهاك للحقوق، سلب ونهب الممتلكات العامة والخاصة، إضافة إلى إظهار الجرائم التركية من عمليات قتل، خطف واعتداء على الأطفال والنساء وانتهاك للمعاهدات الدولية في معاملة المدنيين وأسرى الحروب.

واعتقد أن الممثلين السياسيين وخاصة عن الدول الكبرى المشاركين في المنتدى سيكون بمقدورهم أن يكونوا قوة ناعمة للضغط على حكومات دولهم ونقل الصورة الحقيقية إليهم من خلال الإعلام.

** وكيف يمكن برأيك تحقيق ذلك؟

  • الإعلام الموالي للتيارات الاستعمارية له تأثيره على الرأي العام الدولي والحكومات الغربية، وكل ما ينقل إلى الرأي العام ينقل من خلال الإعلام الموالي للتيارات الاستعمارية ومن دول تتحكم في صناعة الرأي العام.

والمحاضرون والمشاركون في المنتدى من أوروبا، أمريكا الشمالية والجنوبية وعدد من المؤسسات الكبيرى والجهات العربية أيضاً قادرة في المراحل القادمة على صنع رأي عام موازي يحقق ضغط على المستوى السياسي ضد احتلال تركيا لعفرين وباقي المناطق السورية وتحقيق هدف إجلاء القوات التركي المحتلة للأراضي السورية قريباً.