آلدار خليل: تركيا هي التهديد الأكبر للمنطقة.. والحديث عن المنطقة الآمنة

أكد مسؤول لجنة العلاقات الخارجية لحركة المجتمع الديمقراطي (TEV-DEM) آلدار خليل، رفضهم لأي "منطقة آمنة" تحت سيطرة تركيا، موضحاً أن تركيا تشكل الأخطر الأكبر الذي يهدد المنطقة.

وأجرت وكالة فر ات للأنباء ANF حواراً مع مسؤول لجنة العلاقات الدبلوماسية لحكرة المجتمع الديمقراطي (TEV-DEM) آلدار خليل تحدث خلاله خليل عن التصريحات حول منطقة آمنة ومحادثات الإدارة الذاتية الديمقراطية لشمال وشرق سوريا مع القوى الدولية والنظام السوري.

وأشار خليل في بداية حديثة إلى تصريحات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب حول "المنطقة الآمنة"، وقال: "نحن أيضاً نسأل عن هذه المنطقة ومن من ستحمي؟ هل هي من اجل حماية المنطقة من وحدات حماية الشعب والمرأة YPG/YPJ او من تنظيم داعش؟. اذا كان هذه التصريحات في إطار محاربة داعش فلا شك أن الجميع يعلم أن داعش بات إلى زوال، واذا ما كانت ضد النظام السوري، في الأصل لا يوجد أي تأثير للنظام في تلك المناطق. أما اذا كانت ضد قوات YPG و YPJ فحينها ستتضح الصورة. لكن اذا كان الهدف حماية مناطق شمال سوريا من الهجمات التركية فهذا ممكن من خلال الجمعية العامة للأمم المتحدة او بقرار من حلف الناتو. لكن بالنسبة لنا الحديث عن المنطقة الآمنة لا يطمئن ويثر لدينا الكثير من الشكوك ويضعنا أمام تساؤلات عديدة وعليه يتوجب علينا مناقشة وتحليل هذا الموضوع بشكل عميق.

وتابع خليل: "اذا كان الحديث عن موضوع حظر طيران فسيكون هذا بالنسبة لنا مفهوماً وهذا لان قوات YPG/YPJ لا يملكون طائرات. وحينها كان من الممكن القول اتخاذا تدابير إضافية لمنع أي هجمات جوية. لكن تحليل فرض منطقة آمنة في إطار اتفاق ما بين ترامب واردوغان يثير الكثير من التساؤلات. أمريكا تسعى إلى تنفيذ مشروع بيد الدولة التركية وتفعيل دورها في المنطقة بشكل اكبر. ومن الغير الممكن لما أن نقبل بمنطقة آمنة تحت سيطرة تركيا".

وأوضح خليل انهم يواصلون لقاءاتهم ومباحثاتهم مع كل الأطراف منذ اليوم الأول لقرار انسحاب القوات الأمريكية من المنطقة، وأضاف: "نواصل مباحثاتنا مع الأمريكيين، والفرنسيين، ومع الدول العربية وغيرهم. ولا تزال مستمرة. ونحن أيضاً في هذه المرحلة نريد أن تظهر المواقف الجادة في ظل هذه الظروف.

المهم بالنسبة لنا أن نقنع الجميع أن المكان الذي ستدخله تركيا لن ينعم بالأمن والاستقرار. وعلى الجميع أن يدرك أن الخطر الأكبر الذي يهدد المنطقة هي الدولة التركية ، تركيا لم ولن تكون عامل استقرار ولا ضامن للأمن. وهذا لان تركيا تتعاون مع التنظيمات الإرهابية مثل داعش وجبهة النصرة ولها دور في تدمير سوريا،وتركيا تعادي إرادة الشعوب وتحاول القضاء على المشروع الديمقراطي الذي اختاره شعوب ومكونات المنطقة من كرد, وعرب, وسريان وغيرهم...".

ولفت خليل إلى التهديدات التركية لمدينة منبج بالقول: "تركيا وبهدف محاصرة عفرين بشكل كلي والسيطرة على طريق الرقة وباقي المناطق تريد السيطرة على منبج. بمعنى أخر تركيا لا تستهدف قوات YPG, YPJ, وحزب PYD فقط كما تتدعي. هناك مخطط تركي كبير وهو إحياء الميثاق المللي وتطبيقه على الأرض. أميركا أيضاً دولة كبيرة ولها تأثيرها في العالم وتعمل من اجل حماية مصالحها. وهي من اجل تخفيف وتبديد مخاوفنا تظهر الجوانب الإيجابية وتصرح بعض التصريحات لصالحنا. لكن بالنسبة لنا هذا غير كافي ونحن قلنا لهم الشيء الوحيد الذي يريح تركيا وتسعى إليه هي إبادة الكرد".

وأكد خليل إلى أن هناك ثورة في مناطقنا ونحن نسعى إلى ضمان مكتسبات هذه الثورة، وعلى هذا نحن لا نعلق آمالنا في حل الأزمة في سوريا، ومناطق شمال وشرق سوريا وروج آفا على مثل تلك التصريحات الإيجابية.

مثال على هذا نحن والى الأن نتباحث مع الجانب الروسي, ونحن غير قادرين على بناء سياساتنا وفق تغريدات الرئيس الأمريكي ترامب. لا شكل نحن نولي أهمية كبيرة لحماية علاقاتنا مع أمريكا ونحثها على الوقوف إلى جانبا يكون لها تأثيرها في ضمان بقاء مكتسباتنا لكن في المقابل لا يمكننا الانتظار لتتحقق هذا من تلقاء نفسه.

ولفت آلدار خليل إلى انهم ومنذ بداية الثورة اكدوا على الاعتماد على الذات وحل الأزمة بالمجهود الذاتي ولم نعول على أي طرف خارجي. وقال: "من اجل حل الأزمة السورية سنعمل نحن السوريين معاً لحلها، واذا ما كان هناك دعم خارجي لحل الأزمة فهذا الأمر سيكون جيداً. واذا ما أوفت أمريكا بوعودها فهذا جيد. وعلى هذا نحن نؤكد أننا منفتحين على الجميع ونقبل بالحادثات مع كل الأطراف في إطار حل الأزمة وسنواصل هذه السياسة. في هذا الاطار مباحثاتنا مع الجانب الأمريكي ستستمر من اجل الوصول إلى حل ، منع وقوع مجازر أخرى بيد الدولة التركية, حماية المنطقة ودعم قواتنا التي تحمي المنطقة وحماية المكتسبات.

نحن نعمل من اجل حل الأزمة السورية والاعتراف بمكانتنا. في هذا الاطار اجتماعاتنا متمرة مع الجان الأمريكي. ولا شك أننا إلى جانب هذا نلتقي مع الدول الأوروبية ونبني علاقتنا معهم في هذا السياق. مستقبلاً قد يكون هناك دور للدول الأوروبية في إطار مشاريع إعادة الإعمار, دعم المؤسسات وحماية المكتسبات.

وعن المباحثات مع الجانب الروسي والنظام خليل قال: "لا مفر من التواصل مع دمشق. لان النظام يعتبر طرف أساسي في الأزمة السورية. وهو الذي يمثل سوريا في الأمم المتحدة. في الطرف الأخر روسيا أيضاً لها تأثير كبير في سوريا, ولها دور كبير في حل الأزمة السورية. وعلى هذا الأساس اردنا بناء علاقة مع الجانب الروسي ومحاولاتنا مستمرة. روسيا أكدت لنا أنها ستدعم أي اتفاق ما بيننا وبين النظام وأعربت عن استعدادها لدعم المباحثات ما بيننا وبين دمشق.

واذا ما تمكنا من الوصول إلى اتفاق مع الروس ، أو كان هناك تطور في هذا الجانب فسنعمل على دفع النظام إلى حل الأزمة ، لكن مع هذا فأي اتفاق مع النظام لن يكون وفق ما يدعي البعض ويقولون: سيعود النظام ويسيطر على المنطقة من جديد. وعلى هذا نؤكد لك أبناء شعبنا في دير الزور ، الرقة ،الطبقة ، منبج وكل المناطق الأخرى نحن نرفض عودة النظام بشكله السابق. النظام السوري بحاجة إلى إجراء تغير ديمقراطي. ويجب أن توقع على هذا. على النظام السوري أن يتعرف بالنظام الديمقراطي القائم في هذه المناطق ، واذا ما اعترف خلال اللقاءات بهذه الإدارة حينها يمكننا القول أننا سنتوصل إلى اتفاق. نحن قادرين على الاتفاق مع النظام حول المناطق الحدودية ونسمح لقوات النظام بالانتشار على الشريط الحدودي لكن هؤلاء الجنود يجب أن يكونوا من أبناء المنطقة وهنا يمكن الوصول إلى صيغة مشتركة حول من يحمي الحدود.

وتطرق خليل بالحديث عن أهمية استعداد الشعب لأي طارئ وأضاف: "الثورات تنطلق من اجل التغيير ، ولا شك أنها تحقق أهدافها من خلال التضحيات الكبيرة. المرحلة التي نحن مقبلين عليها هي مرحلة المقاومة وعلى هذا يتوجب على كل أبناء شعبنا أن يكون مستعداً لأي طارئ. وعلم على التحضير الجيد واتخاذ الاحتياطات على كل المستويات.

شعبنا شعب مناضل وثوري ، شعب يعيش حالة الثورة لن ينصاع لاحد ولن ينتظر احد لا أمريكا ، روسيا ولا حتى النظام ليدافع عنه اذا ما تعرض للخطر. بل يعمل من اجل تحقيق المزيد من الانتصارات.

واكد خليل في الختام: "اذا ما كان التحضير جيد للمرحلة المقبلة فمهما كانت حجم المخاطر شعبنا سيكون قادراً على الرد وحماية نفسه ومكتسبات ثورته ويحقق الانتصار".