تركيا تسعى لتطبيع العلاقات مع الاتحاد الأوروبي وسط شكوك الأخير بتصريحاتها

سيعقد وزير الخارجية التركي مولود تشاويش أوغلو سلسلة من المحادثات حول "تطبيع" العلاقات مع الاتحاد الأوروبي،  فيما يشكك مسؤولون أوروبيون في التصريحات المتعمدة ويطلبون اتخاذ خطوات جادة وملموسة.

سيلتقي وزير الخارجية التركي مع الممثل السامي للاتحاد للشؤون الخارجية والسياسة الأمنية جوزيب بوريل في بروكسل بعد ظهر اليوم. ومن المقرر أن يستقبل رئيس المجلس الأوروبي تشارلز ميشيل والأمين العام لحلف الناتو ينس ستولتنبرغ، وزير الخارجية التركي مولود تشاويش أوغلو يوم الجمعة.

وبحسب وكالة فرانس برس، ستعمل أوروبا على تطبيع العلاقات مع أنقرة ولن توقف أنشطتها "العدوانية".

من الواضح أن الأوروبيين يلاحظون نية رجب طيب بتطبيع العلاقات معهم. لكن وفقاً للمتحدث باسم بوريل، بيتر ستانو، من المرجح أن الاتحاد الأوروبي يتقربن من "بيانات نوايا" بحذر ويتخذ خطوات ملموسة".

وقال وزير خارجية لوكسمبورغ جان أسيلبرون لوكالة فرانس برس "نأمل أن تتحول أقوال الرئيس التركي سريعا إلى أفعال ملموسة ودائمة تثبت إرادته الحسنة الفعلية حيال الاتحاد الأوروبي".

لكنه حذر من "أن أحدا لن يغض الطرف. فالاتحاد الأوروبي لا يزال عازما على الدفاع عن مصالحه ومصالح الدول الأعضاء فيه فضلا عن المحافظة على الاستقرار الإقليمي".

نقاط التوتر كثيرة ولا سيما النزاع مع اليونان وقبرص وضلوع تركيا في النزاعات في سوريا وليبيا وناغورني قره باغ والخلاف مع باريس وانتهاكات حظر الأمم المتحدة على الأسلحة في ليبيا والتحركات العسكرية العدائية في شرق المتوسط.

ومد القادة الأوروبيون اليد للرئيس اردوغان في تموز 2020 لكنه رفضها. كما قرر قادة الدول الأوربية في كانون الأول فرض عقوبات على انقرة لاستمرارها في عمليات التنقيب عن الغاز الأحادية الجانب في المنطقة القبرصية الاقتصادية الخالصة.

وسيدرج الأوربيون أسماء جديدة على قائمة باشروها في تشرين الثاني 2019 وتضم اسم مسؤولين اثنين في شركة النفط التركية منعا من الحصول على تأشيرات دخول وجمدت اصولهما في الاتحاد الأوروبي.

وأوضح جان أسيلبورن "العمل على هذه القائمة جار وهو معقد ومن المبكر الحديث عن نتائجه أو الموعد المحدد لإنجازه".

إلا أن دبلوماسيا أوروبيا قال: إنه قد يتم التوصل إلى اتفاق بشأن أسماء عدة خلال اجتماع وزراء الخارجية في 25 كانون الثاني.

وسيعرض جوزف بوريل تقريراً حول العلاقات السياسية والاقتصادية والتجارية بين الاتحاد الأوروبي وتركيا وسيقترح خيارات على القادة الأوروبيين خلال قمة تعقد في آذار، لذلك يستغرق الأمر شهرين حتى تقنع تركيا الاتحاد الأوروبي.

وقال بوريل: "هناك الكثير الذي يتعين القيام به حتى نبدأ حوارا مع تركيا"، مضيفا أنه يشك في التصريحات التركية.

إلا أن الظروف تغيرت بالنسبة لاردوغان مع خسارته دعم الولايات المتحدة ووصول جو بايدن إلى سدة الرئاسة.

وأوضح مسؤول أوروبي: "الوضع ينهار وهو بصدد خسارة الطبقة الوسطى".