روسيا تساوم على مسألة وقف إطلاق النار في عين عيسى

تساوم روسيا التي كانت قوة ضامنة في سوتشي لوقف إطلاق النار، الآن في عين عيسى، وتمارس الألاعيب بين قوات سوريا الديمقراطية والدولة التركية بالإضافة لحضورمسألة ادلب ضمن هذه الالاعيب.

وكانت دولة الاحتلال التركي قد هاجمت كري سبي (تل ابيض) في التاسع من تشرين الأول من عام 2019، ووقعت انقرة اتفاقية مع الولايات المتحدة الامريكية في 17 تشرين الأول 2019، ومع روسيا في سوتشي في 22تشرين الأول 2019، وبالرغم من هذه الاتفاقيات تستمر بهجماتها على شمال وشرق سوريا، فمنذ أسبوع زادت من هجماتها على بلدة عين عيسى، روسيا الضامنة لوقف إطلاق النار في اتفاقية سوتشي، تمارس الألاعيب بين شمال وشرق سوريا والدولة التركية.

المسؤولون الروس كانوا قد التقوا مع قوات سوريا الديمقراطية قبل الهجمات، وصرحوا بأنه اذ لم يتم تسليم عين عيسى الى نظام دمشق ادارياً وعسكرياً، سوف تُهاجَم من قبل الدولة التركية.

الرد على روسيا هو أننا لا نقبل بسياسة الابتزاز

وبحسب المعلومات التي حصلت عليها وكالة فرات للأنباء من مصادر دبلوماسية، قالت الإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا" إن شمال وشرق سوريا هي جزء من سوريا، ومن اجل إيجاد حل دائم مع حكومة دمشق، فإنهم يدعمون الحوار، روسيا لا تنفذ ما كانت تقوله من قبل"، وصرحت بأنهم لا يقبلون بسياسة الابتزاز هذه.

انشاء نقاط المراقبة

وهاجمت دولة الاحتلال التركي ومرتزقتها بلدة عين عيسى بعد يوم من اللقاءات التي جرت بينهم، فقامت قوات سوريا الديمقراطية بصد الهجمات على أساس الدفاع عن نفسها، ووجهت ضربات موجعة للاحتلال ومرتزقته، المرتزقة انتشلوا جثث قتلاهم بناء على طلب وقف إطلاق نار انساني عبر روسيا، بعد ضغوط روسيا ورفض الإدارة الذاتية لهذه الضغوط، وهجمات المرتزقة ومقاومة قوات سوريا الديمقراطية، اجتمع الضباط العسكريين الروس وقوات سوريا الديمقراطية وحكومة دمشق في عين عيسى في 10 كانون الأول وقرروا إنشاء نقاط مراقبة وقف اطلاق النار، اثنان منها في غرب بلدة عين عيسى وواحدة في شرقها.

ضامنوا وقف إطلاق النار يتفرجون على الهجمات

وبعد يومين من انشاء نقاط المراقبة، زاد مرتزقة الاحتلال التركي من هجماتها على البلدة واستهدفوا قرية جلبيه ومشيرفة في شرقي البلدة، دولة الاحتلال التركي دعمت مرتزقة السلطان مراد والحمزات واحرار الشرقية وسليمان شاه بالأسلحة الثقيلة، كما تساندها من جواً، روسيا التي هي الضامنة لوقف إطلاق النار وحكومة دمشق في المنطقة تتفرجان على الهجمات وتقفان مكتوفة الايدي.

الهدف هو الطريق الدولي M4

بعد هذه الهجمات الواسعة دخل المرتزقة المدعومين من الدولة التركية بعض المناطق في قريتي جلبيه ومشيرفة، ولكن مقاتلو قوات سوريا الديمقراطية وجهت ضربات موجعة لهؤلاء المرتزقة وافشلوا هجومهم، ولكن جيش الاحتلال التركي ومرتزقته يستهدفون مركز بلدة عين عيسى والطريق الدولي (M4) بالأسلحة الثقيلة.

لقاءات بين روسيا والدولة التركية في شركراك

بعد الهجمات وفي المساء التقت هيئة من الشرطة الروسية مع المسؤولين الاتراك في صوامع شركراك التي تقع تحت سيطرة جيش الاحتلال التركي.

نفس الشروط

وبخصوص تفاصيل الاجتماع ليس هناك معلومات كافية، لكن بعض المصادر المقربة من الحكومة السورية زعمت أن مسؤولين عسكريين أتراك أبلغوا المسؤولين العسكريين الروس، بأنه ما دامت قوات سوريا الديمقراطية ومؤسسات الإدارة الذاتية موجودة في المدينة، ستستمر الهجمات"، شروط الدولة التركية تشبه الشروط التي تفرضها روسيا على الإدارة الذاتية وقوات سوريا الديمقراطية في شمال وشرق سوريا

بدأت الهجمات بعد اللقاءات

بعد عودة الشرطة الروسية من صوامع شركراك بساعات هاجمت مرتزقة الاحتلال التركي مرة ثانية، ومن المتوقع أن يلتقي المسؤولون الاتراك مع الروس اليوم ايضاً.

الاعيب روسيا

التطورات الأخيرة على الساحة تجعلنا نتذكر المزاودات التي اتبعتها روسيا سابقاً مع الدولة التركية من خلال اللعبة التي تلعبها روسيا الآن على خط عين عيسى بين الدولة التركية وقوات سوريا الديمقراطية، وخلال هذه المزاودات والشيء الاساسي الذي يخطر ببال المرء، هو أن تركيا وروسيا ستنظفان جنوب ادلب (شمال اللاذقية) من المرتزقة وتسليمها الى النظام في دمشق.

وحسب اتفاقية وقف إطلاق النار في ادلب والتي تم التوقيع عليها في 5آذار 2020، طلبت روسيا من الدولة التركية أن تسلم مناطق جبل الزاوية وسهل الغاب في شمال اللاذقية الى الحكومة السورية ولكن تركيا تعاند بهذا المجال.

وحسب المعلومات التي حصلت عليها وكالة فرات للأنباء من مصادر أمنية، أن روسيا تضغط على الدولة التركية بعد اللقاءات التي حدثت في شهر أيلول بين الوفد التركي وروسيا في العاصمة التركية انقرة.

القصف على شمال اللاذقية

وتزامناً مع الهجمات على عين عيسى، فإن الهجمات الروسية على جبل الزاوية وسهل الغاب مثيرة للاهتمام، وحسب المصادر فإن المسؤولون الاتراك قالوا للمسؤولين الروس بأن" هذه المناطق يسيطر عليها مرتزقة حراس الدين والحزب الإسلامي التركستاني ومن الصعب تحريرها في وقت قصير".  

ألاعيب روسيا

تحاول روسيا الآن تسليم عين عيسى لنظام دمشق من جهة، وأيضاً تسليمه مناطق جبل الزاوية وسهل الغاب الواقع جنوب الطريق الدولي (M4) من جهة ثانية، وتحاول روسيا أن تنظف هذه المنطقة ونشر الاستقرار والامن فيها.

من الواضح بأن الدولة التركية تراوغ حول الولايات المتحدة الامريكية في عين عيسى بشأن اتفاقيات وقف إطلاق النار التي وقعتها في 17 و22 تشرين الأول، وحسب المعلومات فإن الدولة التركية قبل انتهاء فترة ولاية دونالد ترامب تريد ان تحتل مناطق أخرى ومن اجل استخدام المجال الجوي تقوم ببعض المحاولات.

عين عيسى، تل تمر وزركان

الهدف من الهجمات على عين عيسى هو اسقاطها، والسيطرة على المثلث كوباني ـ الرقة، كوباني ـ منطقة الجزيرة، منبج ـ الجزيرة، في حين تقوم دولة الاحتلال التركي ومرتزقتها بتحشيد قواتها العسكرية على خط تل تمر وزركان (أبو راسين).