مشروع إعادة تأهيل الجسر الجديد في الرقة.. أهمية استراتيجية وتخفيف عبء على الأهالي

قال المهندس في الإدارات المحلية والبيئة في الإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا، وضاح المهباش، أنّ مشروع تأهيل الجسر الجديد "الرشيد"، له أهمية استراتيجية كونه يربط طرفي نهر الفرات بمدينة الرقة، ويساهم في تخفيف العبء على الشاحنات الثقيلة.

بعد إعلان الإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا عن مشروع إعادة بناء جسر الرقة الجديد بتاريخ 1تشرين الأول، باشرت شركة مورياس للجسور وهيئة الإدارات المحلية والبيئة في الإدارة الذاتية بعمله في إعادة بناء الجسر الجديد في بداية تشرين الثاني.

ويعد جسر الرقة الجديد من أهم وأكبر الجسور التي تقع على نهر الفرات، ويربط المدينة بالريف والمدن الأخرى، وإعادة تأهيله سيخفف العبء عن أهالي المنطقة بشكل عام من الجانب الزراعي والسفري والتجاري.

ويقع الجسر الجديد "الرشيد" بطول 525 متراً وعرض12.5 متراً، في الطرف الجنوبي الغربي من مدينة الرقة، فيما يقع جسر القديم "المنصور" في الطرف الجنوبي من مركز المدينة.

وفي كانون الثاني عام 2017، خرج جسر الرشيد، الذي شيد في ستينيات القرن الماضي، عن الخدمة كلياً خلال معارك طرد مرتزقة داعش من المدينة على يد قوات سوريا الديمقراطية.

وفي حزيران عام 2019، أنهت لجنة الإدارة المحلية والبلديات بمجلس الرقة المدني ترميم جسر المنصور "القديم"، إلا أنه غير صالح لمرور الشاحنات الثقيلة، ويضطر سائقو شاحنات في الرقة وريفها من قطع مسافات طويلة بسبب خروج جسر الرشيد عن الخدمة، والذي يعتبر من أهم الجسور على نهر الفرات ويربط المدينة بأريافها الجنوبية والغربية والشرقية.

وتلجأ شاحنات الحمولة للطريق القديم بين الرقة والطبقة مروراً بجسر سد البعث (كديران)، 35 كيلومتراً غرب الرقة، فتقطع المسافة ذاتها من الطرف الآخر لنهر الفرات للوصول إلى الريف الجنوبي الذي يبعد 15 كيلومتراً فقط عن المدينة.

ويقع على نهر الفرات داخل الأراضي السورية 26 جسراً رئيساً تتوزع على امتداد مجرى النهر من نقطة دخوله لسوريا في بلدة “جرابلس” شمالاً وحتى نقطة خروجه للأراضي العراقية قرب بلدة “البوكمال” جنوباً، بالإضافة لعشرات العبارات والجسور الصغيرة التي أقيمت فوق فروع النهر والوديان المجاورة، وتضم مدينة الرقة وريفها نحو 130 جسراً، من ضمنها سدا الفرات والبعث (كديران)، دمر منها 60 جسراً بشكل كلي أو جزئي، ويستمر مجلس الرقة المدني على تأهيل الجسور المدمرة، وإعادة تأهيلها.

وفي ذات السياق، اجرت وكالة فرات للأنباء (ANF)، لقاءً مع المهندس المشرف على مشروع إعادة تأهيل الجسر الجديد، والذي أكد بأن المشروع له أهمية استراتيجية في المنطقة عموماً.

وقال المهندس، وضاح المهباش، "بعد عدة شهور من التواصل مع الشركات المحلية والخارجية المختصصة ببناء الجسور وترميمها، توصلت هيئة الإدارة المحلية والبلديات إلى التعاقد مع شركة من خارج حدود الإدارة الذاتية، بعد الانتهاء من الدراسات، وقمنا بإعادة تأهيل الجسر الجديد منذ بداية الشهر الحالي".

ولفت وضاح المهباش "طول الجسر 530متر بعرض 12ونص متراً، وتقدر مدة المشروع بعام بحسب دراسات الإدارات المحلية والبيئة، وأهمية الجسر الجديد "الرشيد"، يربط طرفي نهر الفرات بمدينة الرقة، ويعد من المشاريع الاستراتيجية التي أخذتها الإدارة الذاتية على عاتقها ووضعتها ضمن مشاريعها في عام 2022، ويأتي المشروع بدعم كامل من الإدارة المحلية والبلديات التابع للمجلس التنفيذي للإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا".

واختتم وضاح المهباش "يعتبر جسر الجديد من الجسور الاستراتيجية، والذي سيساهم في التخفيف من الازدحام المروري وحركة النقل وتخفيف عبء الحمولات على سد الفرات كونه يربط الجهة الجنوبية بالجهة الشمالية لمدينة الرقة وعموم مناطق الإدارة الذاتية".