مراسم لإحياء مقاومة 14 تموز في إقليم الجزيرة

عقدت مدن ونواحي مقاطعة قامشلو والحسكة مراسم لإحياء الذكرى الاربعون لمقاومة 14 تموز، حيث اكد المشاركون انهم سيقفون بنفس الروح بوجه هجمات الاحتلال التركي في المنطقة وسينتصرون.

عقدت العديد من الاجتماعات الموسعة في عدة مدن ونواحي في مقاطعتي الحسكة والجزيرة في إقليم الجزيرة، احياءً لذكرى مرور اربعين عام على مقاومة "صيام الموت" العظيمة في 14 تموز.

وكانت عملية الإضراب عن الطعام التي انطلقت في 14 تموز عام 1982 في سجن آمد بباكور (شمال كردستان) ضد الانقلاب الفاشي بقيادة كنعان إيفرين في 12 أيلول 1980، حيث أعلن عضو اللجنة المركزية لحزب العمال الكردستاني محمد خيري دورموش أمام محكمة أمن الدولة التركية في آمد عن الإضراب عن الطعام لينضم إليه المناضلين كمال بير وعلي جيجك وعاكف يلماز، وتتحول السجون إلى ساحة رئيسية للمقاومة ضد فاشية الدولة التركية ونظام كنعان ايفرين

الحسكة

في مدينة الحسكة، عقد حزب الاتحاد الديمقراطي (PYD) اجتماعاً بمناسبة الذكرى السنوية الـ 40 لمقاومة سجن آمد (14 تموز 1982) بريادة المناضلين، كمال بير ومحمد خير دورموش وعلي جيجك وعاكف يلماز، وذلك في صالة رشو بحي المشيرفة.

بدأ الاجتماع الذي حضره المئات من أهالي المدينة وأعضاء المؤسسات المدنية، بالوقوف دقيقة صمت، تلاه إلقاء المحاضرة من قبل عضوة منسقية مؤتمر ستار آفاشين عفرين، وقالت في مستهل حديثها: "مقاومة 14 تموز كانت الأساس لظهور حركة حرية كردستان، وأصبحت هذه المقاومة وطريقاً ومفهوماً للانتصار على كافة أشكال الخيانة والظلم والاستبداد".

وأضافت: "اتبعت دولة الاحتلال التركي كافة الأساليب الوحشية بحق المناضلين بهدف كسر عزيمتهم وإرادتهم، لكن المقاومة التي أبدوها في سجن آمد ضد الخيانة والظلم أصبح إرثاً تاريخياً لجميع الأجيال"، مؤكدة أن ثورة 19تموز في روج آفا وشمال وشرق سوريا، تعتبر امتداداً لمقاومة سجن آمد 14 تموز.

الدرباسية

في السياق ذاته نظم حزب الاتحاد الديمقراطي اجتماعاً لأهالي ناحية الدرباسية التابعة لمقاطعة الحسكة، في الملعب البلدي في الناحية حضره العشرات من الأهالي.

الاجتماع بدأ بالوقوف دقيقة صمت إجلالاً لأرواح الشهداء، ثم ألقت الإدارية في مقاطعة الحسكة، فيدان حسكة، كلمة استذكرت من خلالها شهداء 14 تموز، وانتصار إرادتهم على الاحتلال التركي الفاشي.

ولفتت أن عملية الإضراب عن الطعام حتى الموت لمقاومي 14 تموز في سجن آمد، "كان انتصاراً للشعب الكردي"، مبيّنة أن روح مقاومتهم تلك لا تزال مستمرة حتى يومنا هذا في السجون التركية الرامية إلى إبادة الكرد في الأجزاء الأربعة من كردستان.

وأشارت فيدان حسكة أنه من أجل الاستمرار على نهج شهداء 14 تموز "ينبغي توحيد صفنا والعمل من أجل تحرير كافة أراضينا المحتلة.

وأهابت شعوب شمال وشرق سوريا بانتهاج مبدأ (المقاومة حياة) الذي أطلقه المناضل مظلوم دوغان في سجن آمد، والوقوف في وجه تهديدات وهجمات الاحتلال التركي المستمرة على شمال وشرق سوريا.

يشار إلى أن حزب الاتحاد الديمقراطي قد نظم في السياق نفسه عدة اجتماعات في البلدات التابعة لناحية الدرباسية، وهي:  سيكر، غنامية، وتل كرمة، قرماني.

تل تمر

فيما استذكر أهالي ناحية تل تمر التابعة لمقاطعة الحسكة شهداء مقاومة 14 تموز، خلال اجتماع نظمه مجلس الناحية في صالة الخيمة، حضره العشرات من مكونات المنطقة وأعضاء المؤسسات المدنية.

بدأ الاجتماع بالوقوف دقيقة صمت إجلالاً لأرواح الشهداء، ثم ألقى الرئيس المشترك لحركة المجتمع الديمقراطي، غريب حسو، أشاد فيها بالإرادة الفولاذية لمقاومي 14 تموز.

وتحدث غريب حسو وباستفاضة عن حياة ومقاومة روّاد عملية صيام الموت العظيم (محمد خيري درموش، كمال بير، علي جيجك، وعاكف يلماز) في سجن آمد، وقال إنهم "انتصروا بإرادتهم القوية على ظلم الدولة التركية".

كما سلط الضوء إلى الظروف المحيطة بعملية صيام الموت العظيم في عام 1982، ومنها انقلاب 12 أيلول 1980 في تركيا، وسعيه للقضاء على أي نشاط أو حركة تحررية ثورية في البلاد.

واعتبر غريب حسو مقاومة 14 تموز في سجن آمد "إنجازاً كبيراً"، ومضى مضيفاً إلى حديثه: "لأول مرة في تاريخها صدمت الدولة التركية بمقاومة في وجهها انطلقت في سجن آمد، إذ كانت تركيا تعرض المعتقلين في سجونها لمضايقات كبيرة".

في ختام حديثه استذكر الرئيس المشتركة لحركة المجتمع الديمقراطي، جميع الشهداء في شخص شهداء 14 تموز وانتصارهم المشرف في سجون ومعتقلات الدولة التركية المحتلة والمستبدة.

الشدادي

كما عقد حزب الاتحاد الديمقراطي اجتماعاً موسعاً في صالة الحرية في مجلس ناحية الشدادي، بحضور ممثلي جميع المؤسسات المدنية والأحزاب السياسية، وحشد من الأهالي.  

بدأ الاجتماع بالوقوف دقيقة صمت استذكاراً لأرواح شهداء الحرية والكرامة، ثم ألقى عضو المجلس العام لحزب الاتحاد الديمقراطي، مصطفى الأحمد، أشار فيها إلى أن الدولة التركية لا تزال تحاول إلى يومنا هذا تحقيق آمال العثمانيين بتوسيع نفوذهم واحتلال مناطق أخرى وكسر إرادة الشعوب التواقة للعيش بحرية وديمقراطية في ظل أخوة الشعوب.

وأضاف "شهداء 14 تموز هم جسر عبور لجميع الشعوب التي انطلقت نحو مفهوم الأمة الديمقراطية والتعايش المشترك والوقوف في وجه جميع السياسات التركية التي تحاك ضد شعوب المنطقة".

اختتم مصطفى أحمد حديثه بالقول: "سطع نور ثورة شعوب شمال وشرق سوريا من مقاومة جميع الشهداء وتكاتف المكونات مع بعضها أمام كافة الهجمات والسياسات التي حاولت ضرب المكتسبات التي تحققت بفضل الشهداء، وهذا دليل أننا يد واحدة ضد جميع المؤامرات التي تحاول زعزعة أمن واستقرار مناطقنا، ونعاهد بالسير على خطا الشهداء الذين بذلوا الغالي والنفيس لننعم ونعيش بحرية وكرامة وفق مفهوم الأمة الديمقراطية".

الهول

وفي ناحية الهول استذكر أهالي الناحية المقاومة التي أبداها المناضلين الأوائل لحركة حرية كردستان، وذلك في القاعة العامة للاجتماعات بالناحية.

بدأ الاجتماع بالوقوف دقيقة صمت إجلالاً لأرواح الشهداء، ثم تحدث الإداري في حزب الاتحاد الديمقراطي عمار موسى، عن مقاومة المناضلين في سجون الاحتلال التركي، واستذكر في مستهل حديثه "مقاومة الأبطال الذين كتبوا تاريخ البطولة والمقاومة بإرادتهم القوية".

وأكد أن مقاومة المناضلين في سجن آمد أثرت بشكل كبير على المسار السياسي لدولة الاحتلال التركي، مفيداً بأنه كما انتصرت مقاومة المناضلين الكرد ضد الفاشية في سجن آمد، ستنتصر مقاومة مكونات شمال وشرق سوريا في التصدي للاحتلال التركي أيضاً.

هذا وانتهى الاجتماع بعرض سنفزيون عن مقاومة 14 تموز، وسط ترديد الحاضرين شعارات تحيي مقاومة قوات الدفاع الشعبي في جبال كردستان.

يشار إلى أنه تم عقد اجتماعات مماثلة في حي غويران ومخيم واشو كاني بالحسكة.

قامشلو

أقيم في القسم الشرقي من مدينة قامشلو، اجتماعاً جماهيرياً، في صالة عفرين، حضره ممثلو المؤسسات المدنية والأحزاب السياسية وحشد من الأهالي.

بدأ الاجتماع بالوقوف دقيقة صمت إجلالاً وإكراماً لأرواح الشهداء، ثم تحدثت الرئيسة المشتركة لحركة المجتمع الديمقراطي، روكن أحمد، مستذكرة شهداء 14 تموز، وقالت: "في شخص شهداء مقاومة 14 تموز نستذكر جميع شهداء الحرية".

وأكدت أن المقاومة التي بدأها علي جيجك، كمال بير، محمد خيري دورموش وعاكف يلماز مستمرة إلى يومنا هذا، ويسير على دربهم الآلاف من المناضلين من إعلاء صوت الحرية ضد الفاشية.

ولفتت روكن أحمد القرار الإضراب عن الطعام حتى الموت اتخذ في محكمة أمن الدولة التركية في آمد، نتيجة عدم سماحها للمعتقلين بالدفاع عن أنفسهم ناهيك عن تطبيق أقسى ضروب التعذيب ضدهم في السجون لدفعهم نحو الاستسلام، لكن جميع محاولات الاحتلال التركي تكللت بالفشل الذريع، وانتصرت مقاومة رواد حركة حرية كردستان المعتقلين عليه.

على جانب آخر، أشارت روكن أحمد إلى التهديدات التركية، وقالت إنها تستهدف جميع مكونات المنطقة دون استثناء، وقالت: "على الشعب أن يكون على جاهزية تامة أمام هجمات العدو".

أما في الجهة الغربية من مدينة قامشلو أقيم اجتماع جماهيري في مركز محمد شيخو للثقافة والفن، حضره العشرات من عوائل الشهداء وأعضاء المؤسسات المدنية والأحزاب السياسية.

بدأ الاجتماع بالوقوف دقيقة صمت إجلالاً لأرواح الشهداء، تلاه إلقاء كلمة من قبل الإداري في حزب الاتحاد الديمقراطي، صابر محمد، الذي حث الحضور على اتباع نهج شهداء 14 تموز في وجه هجمات وتهديدات التركية القائمة.

نوه صابر محمد إلى أهمية تكاتف شعوب المنطقة في ظل الهجمات التركية، وقال: "يجب علينا كمجتمع شمال وشرق سوريا بمختلف مكوناته ألا ننسى بأننا قدمنا الغالي والنفيس حتى تحققت حريتنا ووحدة الشعوب".

وشدد صابر محمد، على ضرورة التحلي بالمسؤولية تجاه تضحيات الشهداء والقائد عبدالله أوجلان، وقال: "الآلاف من المعتقلين والشهداء ضحوا بأرواحهم من أجل الديمقراطية والعيش بحرية، والقائد عبدالله أوجلان يخوض النضال منذ أكثر من 20 عاماً في سجن إمرالي في سبيل القضية الكردية".

عامودا

أما في ناحية عامودا، أقيم اجتماع في المركز الثقافي بالناحية، حضره المئات من الأهالي وممثلين عن الأحزاب السياسية والمدنية، حيث زينت الصالة بصور شهداء مقاومة 14 تموز، وصور القائد عبد الله أوجلان.

الاجتماع بدأ بالوقوف دقيقة صمت، ثم تم عرض مقطع سنفزيوني عن ماهية مقاومة 14 تموز، والمناضلين الأوائل المبادرين لصيام الموت، تلاه إلقاء كلمة من قبل عضو حزب الاتحاد الديمقراطي في ناحية عامودا سعيد سيبان، استذكر فيها شهداء 14 تموز وكافة شهداء ثورة كردستان.

كما شدد سعيد سيبان، على ضرورة رفع وتيرة النضال والسير على درب شهداء 14 تموز.