ملاذ كرد: هزيمة جيش الاحتلال في كارى بداية الهزيمة الكبرى للتحالف الفاشي

أحد قادات قوات الدفاع الشعبي (HPG ) آمد ملاذكرد: كارى كانت البداية, مستوى الحرب التي ظهرت في كارى تُشير بأنه سوف تندلع في كردستان وفي الأيام القادمة حرب قوية.

تحدث عضو القيادة المركزية لقوات الدفاع الشعبي (HPG)، آمد ملاذكرد في برنامج خاص على قناة (Stêrk TV) الفضائية، واستذكر في بداية حديثه شهداء شهر آذار في شخص الشهيد مظلوم دوغان وزكية آلكان.

حرب الكريلا تضيق الخناق على الدولة التركية

ذكر أمد ملاذ كرد، أن دولة الاحتلال التركي تدعي في الكثير من المرات بأن حزب العمال الكردستاني (PKK ) لا يستطيع القتال!! وقال بهذا الخصوص: "إن قوات الكريلا في شمال كردستان وكل الأماكن الأخرى يسطرون الملاحم البطولية ويلحقون الخسائر بالعدو، وبشكل خاص في السنوات الـ (5-6) الأخيرة، حيث تمكنت قواتنا من تضييق الخناق كثيراً على الدولة التركية وحكومة العدالة والتنمية. على الرغم من تسخيرهم لكل الإمكانيات المادية والمعنوية واستخدام التكنولوجيا العسكرية المتطورة، إلا أنهم باؤوا بالفشل، ويحاولون التغطية على هزيمتهم من خلال التضليل الإعلامي وأساليب الحرب الخاصة، فقد حاولوا إخفاء الحقيقة عن الرأي العام من خلال نشر الأخبار الكاذبة، ولكن المعارك القوية التي اندلعت، أجبرتهم على الاعتراف بأعداد قتلاهم.

الدولة التركية قامرت في كارى وخسرت

أوضح أمد ملاذ كرد الهجوم الاحتلالي على كارى، وقال: "الهجوم على كارى كانت عملية خاصة, حيث قاموا بالتخطيط لخطة سرية وكبيرة جداً؛ فالذين خططوا لهذه العملية هم أنفسهم الذين اصدروا قرار التنفيذ.  ليس فقط الجيش التركي، بل الفريق السياسي التابع لأردوغان ومكتب الاستخبارات التركية ووزارة الداخلية، جميعهم اشتركوا في إعداد الخطة وتنفيذها، كانوا يظنون أنهم سوف يحققون انتصاراً، لدرجة أن أردوغان نفسه قال في خطاب له: "انتظروني يوم الأربعاء، كي أزف لكم بشرى"، وكانت البشرى التي يتحدث عنها، هي هذه العملية التي استهدفت منطقة كارى، حيث كان يخطط للظهور على وسائل الإعلام والتباهي بإنجاز عملية عسكرية ناجحة في كارى، في حال تحقيقها أي نتائج؛ نعم لقد خططوا لهذه العملية منذ أكثر من خمسة شهور بحسب ادعاءاتهم، وجميعنا نرى نتائجها.

وتابع ملاذكرد حديثه، بالقول: "لقد نقلنا الأسرى من المناطق المعرضة للقصف الجوي, لأننا كنا نعلم أن دولة الاحتلال التركي ستقوم بقصفهم حال علمت بأماكن تواجدهم، لذلك اتخذنا التدابير و وضعناهم في مكان آمن وخاص يصعب التأثير عليه بالقصف الجوي... بالرغم من ذلك فقد حصلت دول الاحتلال التركي على بعض المعلومات حول أماكن تواجدهم، وقامت بالتخطيط الموسع لها وبحسب ما صرح المسؤولون الترك انفسهم، فقد شاركت 40 طائرة حربية والعشرات من الطائرات بدون طيار في هذه العملية؛ لقد قاموا بقصف رهيب على معسكر الأسرى في محاولة قتل الأسرى واختلاق كذبة عملية "تنفيذ الإعدام الميداني" وإلصاق التهمة بقواتنا، ولو كانوا قد حصلوا على الأسرى أحياء، كانوا سيعتبرون ذلك انتصاراً لهم، لذلك فإن دولة الاحتلال التركي كانت تظن بأنها سوف تربح في لعبة القمار هذه بأي شكل من الأشكال".

وذكر ملاذكرد بأن الدولة التركية أبدت في السابق انزعاجها من عمليات استسلام جنودها، وصرح مسؤولوها مراراً "كان من الأحسن أن يقتلوا"، في إشارة إلى أن دولة الاحتلال التركي لا تأبه أبداً لأمر جنودها، وهذا ما حصل في عملية كارى، وقال: "كانوا يظنون أنها ستكون عملية سهلة وناجحة بالنسبة للجيش التركي والقوات الخاصة التركية؛ لأنهم لم يضعوا في الحسبان قوة وإرادة قوات الكريلا؛ وعلى العالم جميعاً أن يعلم أن مجموعة صغيرة مؤلفة من أربعة رفاق من الكريلا مستعدة للتصدي لمئات الجنود الترك والمقاومة حتى الرمق الأخير، وهذا واقع حال أربعين سنة من الكفاح المسلح؛ هذا ما لم تأخذه الدولة التركية في حساباتها.

قوات الكريلا قهرت القوات الخاصة التركية

وأفصح ملاذكرد عما جرى في معسكر الأسرى في كارى، قائلاً: "أقدم الجيش التركي على قصف المعسكر وبوابة المغارة ومحيطها بالقنابل شديدة الانفجار واستعملوا الغازات السامة، ومن ثم هبطت القوات الخاصة التركية إلى ميدان المعركة، وقد كان عدد القائمين على حراسة معسكر الأسرى (8)، استسلم منهم اثنان، فيما قاوم ستة من الرفاق إلى النهاية و ألحقوا ضربات موجعة بالقوات الخاصة التركية، وبالتالي كانت النتيجة هزيمة جيش الاحتلال التركي؛ ولكن حكومة أردوغان وبخجلي يؤلفون الأكاذيب والافتراءات ويدعون بأن حزب العمال الكردستاني قتل الأسرى، وهذا محض كذب وافتراء، لأنهم بألسنتهم اعترفوا بمدى القوة العسكرية التي استخدموها من القصف الكثيف والغازات السامة".

وأضاف ملاذكرد: "على الجميع أن يعلم أن رفاقنا الكريلا حافظوا على حياة الأسرى وكأنها أمانة بين ايديهم، وقاموا في وجه جيش الاحتلال التركي ثلاثة أيام متتالية، ولو تخلى الرفاق عن الأسرى كان باستطاعتهم ترك المعسكر ومغادرة المكان، ولكنهم ظلوا من أجل حماية الأسرى وقاوموا حتى الرمق الأخير، وسطروا بدمائهم مقاومة اسطورية".

رفاقنا الشهداء تلقوا أيضاً رصاصات في الرأس!

وأفاد ملاذكرد عن معلومات تفيد بأن مقاتلي الكريلا الستة، تلقوا رصاصات في رؤوسهم، وقال: "مما لا شك فيه أن ذلك من جرائم وممارسات جنود الاحتلال التركي، من هذا المنبر أقول بأن دولة الاحتلال التركي قصفت معسكر الأسرى بالقنابل الثقيلة واستخدمت الغازات السامة وارتكبت جرائم حرب، وأدعو منظمات حقوق الانسان والعفو الدولية والدول التي تدعي بحماية حقوق الإنسان إلى القدوم إلى المنطقة والتحقيق في مجريات العملية، ويكشفوا الحقيقة و يؤكدوا الأسباب التي أدت إلى هؤلاء الناس... وبالعلامة بعد الهجوم الفاشي على مخيم الأسرى، أرسلنا مجموعة من رفاقنا لأجل إجراء بحث في المنطقة، وبالرغم من مرور خمسة أيام، إلا أن الرفاق ورغم ارتداء القناع الواقي لم يتمكنوا من دخول المغارة بسبب الغاز الكيماوي؛ كما يجب الإشارة إلى أن دولة الاحتلال التركي كانت قد خططت مسبقاً لمقتل هؤلاء الجنود الأسرى، لأنه من الصعب جداً أن يسلم أي شخص تحت هذا القدر من القذائف والقنابل والغازات السامة".

لم نجد طرفاً مخاطباً لأجل إعادة الأسرى

وأشار ملاذكرد إلى محاولات سابقة لجيش الاحتلال التركي، لاستهداف هؤلاء الأسرى، وقال: "في العام 2017 اندلعت اشتباكات عنيفة, واستخدمت الدولة التركية الطائرات الحربية بشكل كثيف, في ذلك الوقت ناقشنا هذا الأمر وتوصلنا إلى استنتاج "أن الدولة التركية تسعى وراء قتل هؤلاء الأسرى عن معرفة"، لذلك تواصلنا مع عوائل الأسرى عن طريق بعض المعارف من أجل إعادة أولادهم، كما أننا سمحنا لهم بكتابة الرسائل إلى عائلاتهم. في الحقيقة لم نجد طرفاً مخاطباً لأجل إعادة الأسرى... دولة إسرائيل مثلاً تطلق سراح 400-500 فلسطيني مقابل أحد جنودها، ونحن كنا مستعدين عن إطلاق سراح خمسة أسرى مقابل أن يطلقوا سراح أحد رفاقنا، ولكن الدولة التركية بالمطلق لا تأبه لجنودها.... ومن الجهة الأخرى يقولون كذباً بأنهم مدنيين!! جميعهم رجالات شرطة وجنود وضباط استخبارات، تم اسرهم وهم على رأس عملهم أو خلال الاشتباكات أو على نقاط التفتيش على الطرقات".

هزيمة جيش الاحتلال في كارى بداية الهزيمة الكبرى لتحالف العدالة والتنمية وحزب الحركة القومية

ولفت ملاذكرد الانتباه إلى أن دولة الاحتلال التركي قامرت بالفعل في هذه العملية وخسرت الرهان، وقال: "لقد راهنت دولة الاحتلال التركي على التكنولوجيا العسكرية التي تمتلكها وعداد قواتها الخاصة، و قامرت في كارى إلى أن خسرت الرهان، فلا يجوز القمار في الحروب، وبشكل خاص في مواجهة مقاتلي حزب العمال الكردستاني؛ كان أردوغان يظن بأن قواتنا سوف تترك المعسكر وتغادر! هل فقد أردوغان عقله؟ متى حدث ذلك في تاريخ حزب العمال الكردستاني؟ الحقيقة الواضحة للروح القتالية لحزب العمال الكردستاني، هي أنه لو بقي اثنان فقط من الرفاق، سوف يقاومون حتى الرمق الأخير، وبالنسبة للجهة المسؤولية عما جرى، فإننا نحمل كامل المسؤولية على الأطراف السياسية الحاكمة في السلطة التركية التي اتخذت قرار تنفيذ هذه العملية".

وتابع ملاذكرد: "لقد راهنت الدولة التركية بكامل رأسمالها في كارى، ولكنها خسرت؛ كانت الدولة التركية تسعى وراء تحقيق انتصار جديد في الذكرى السنوية لمؤامرة 15 شباط الدولية, وتحركت على هذا الأساس, ولكنها تعرضت لخسارة كبيرة في الاعتبار والإرادة وهُزِمَتْ في كارى، وستصبح هزيمة جيش الاحتلال في كارى بداية الهزيمة الكبرى لتحالف العدالة والتنمية وحزب الحركة القومية الفاشية".