مالذي يجري في الشهباء منذ بداية الزلزال وحتى الآن؟

بدلاً من استخدام سلطته لمساعدة شعبه ، واصل نظام حكومة دمشق سياسة التجويع ضد مناطق الشهباء.

مناطق الشهباء التي هجر إليها أهالي عفرين منذ 5 سنوات ويقاومون هناك للعودة إلى عفرين, من ناحية أخرى ومنذ بداية التهجير وحتى الآن ، تفرض حكومة دمشق حصارًا شديدًا على المنطقة، ونتيجة لذلك لا تتوفر الأدوية وحتى أبسط مستلزمات الحياة في المنطقة بسهولة, ومع ذلك، دعت الإدارة الذاتية سكان المناطق الأخرى لمساعدتهم نتيجة الزلزال الذي حدث.

على الرغم من زلزال 6 شباط ، الذي كان مركزه شمال كردستان، تضررت مناطق واسعة من سوريا راح ضحيتها الآلاف,و بدلاً من استخدام سلطته لمساعدة شعبه، واصل نظام حكومة دمشق سياسة التجويع ضد مناطق الشهباء, مع الهجرة القسرية لأهالي عفرين إليها، بدأ حصار حكومة دمشق, حيث انقطعت كل ضروريات الحياة عن الناس، وبدلاً من تخفيفها اثناء وقوع زلزال، كان الحصار أشد.

في الساعات الأولى من الزلزال ، توجهت قافلة المساعدات التي أرسلتها الإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا إلى مناطق الشهباء وحيي الشيخ مقصود والأشرفية, لكن قافلة المساعدات أوقفت من قبل حكومة دمشق عند معبر التايهة الواقع في منبج ، وذلك بعد 12 يومًا من رفع مستوى الأنشطة العامة وظهور التظاهرات التي تندد بحظر حكومة دمشق، وصلت قوافل الإغاثة إلى مناطق الشهباء وحيي الشيخ مقصود والأشرفية بحلب.

هجمات الدولة التركية

جيش دولة الاحتلال التركي ومرتزقته لم يوقفوا قصفهم على مناطق الشهباء وناحية شيراوا, في وقت تمر فيه تركيا والمناطق الواقعة تحت احتلالها في شمال وغرب سوريا بكارثة خطيرة راح ضحيتها عشرات الآلاف من الأشخاص بسبب الزلزال، لكن لم تتوقف تركيا عن استهداف الشعب الكردي.

وبحسب تقرير ، فمنذ بداية زلزال 6 شباط وحتى الآن ، قصفت دولة الاحتلال التركي مقناطق الشهباء وناحية شيراوا في عفرين المحتلة بالقذائف, وقذائف الهاون حوالي 97 مرة بتاريخ 16-02-2023، بنتيجتها طال القصف بلدة تل رفعت بستة قذائف هاون، واستشهد المواطن يوسف عبيد 70 عاما ، كما أصيب مواطن يبلغ من العمر 50 عاما ويدعى الشيخ طه عبد الفاتح.

والجدير بالذكر أن المواطن يوسف عبيد انتقل إلى تل رفعت في مناطق الشهباء بسبب تضررمنزله نتيجة الزلزال في حلب, لكنه فقد حياته نتيجة قصف الدولة التركية على تل رفعت.

رغم الإمكانيات المتاحة، فإن بلدية الشعب في الشهباء في حالة استنفار

أصدرت الإدارة الذاتية لمقاطعتي عفرين والشهباء بيانًا صحفيًا في الأيام الأولى للزلزال، ودعت جميع الشعوب لتقديم المساعدة, وبحسب الإدارة، فقد توجه آلاف الأشخاص من حلب ومناطق أخرى من سوريا إلى الشهباء، حيث استقبل أهالي عفرين والشهباء كل القادمين.

حتى الآن ، تم بناء 450 خيمة في مناطق مختلفة للأشخاص الذين ليس لديهم منازل في الشهباء، بالإضافة إلى المخيمات القائمة (سردم - برخدان - فاغر(العودة) - الشهباء - عفرين) نصبت 350 خيمة جديدة في مخيم سردم و 80 خيمة في مخيم فاغرالعودة و 20 خيمة في مخيم المقاومة برخدان , ووفقًا لمجلس الإدارة  لمقاطعتي عفرين والشهباء، فإنهم سيساعدون جميع ضحايا الزلزال ضمن الإمكانيات المتاحة.

وحاليًا ، انتقلت نحو 3700 عائلة من مناطق مختلفة من سوريا، معظمهم من حلب إلى الشهباء وينتشرون في مناطق ومخيمات الشهباء, وبحسب هذا التوزيع فإن متضرري الزلزال في مناطق الشهباء على النحو التالي:

492 عائلة تضم 1835 شخصًا في تل رفعت في الشهباء.

511 عائلة تضم 2121 شخص في ناحية فافين التابعة للشهباء.

860 عائلة قوامها 3491 شخص في ناحية شيراوا في عفرين المحتلة.

649 عائلة تضم 2467 شخصاً  بناحية إحرص في الشهباء.

799 عائلة تضم 3100 شخصا بناحية إحداث في الشهباء.

138 عائلة تضم 591 شخصًا في مخيم سردم بناحية إحداث  في الشهباء.

190 عائلة تضم 680 شخصًا في مخيم المقاومة بناحية فافين بمنطقة الشهباء.

إضافة إلى ذلك توجهت نحو 100 عائلة تضم 456 شخصًا إلى مخيم فاغر (العودة) في ناحية شيراوا في عفرين المحتلة.

وبحسب مجلس الإدارة المحلية لمقاطعتي عفرين والشهباء ، فقد تم تشكيل لجنة من قبلهم ، وقالوا: "اللجنة التي تم تشكيلها تضم مهندسين وخبراء في البناء وعليه فأن مهمة هذه اللجنة متابعة وفحص جميع المباني في الشهباء, وحلب , حيث إن اعمال هذه اللجنة لاتزال مستمرة وفق الإدارة.

الجانب الصحي في الشهباء

وفي هذا الصدد، تحدث من إدارة الهلال الأحمر الكردي ، حسن نبو ، عن الوضع الصحي في الشهباء، وذكر أنها قد مرت بالفعل بحرب عنيفة ، ومن ناحية أخرى هناك حصار شديد ، وقال: "في مناطق الشهباء، توجد 7 نقاط تابعة للهلال الأحمر الكردي ، ولكن بسبب قلة الإمكانات ، لا تستطيع هذه النقاط أداء مهامها بالشكل المطلوب ، ومؤخراً مع وقوع الزلزال ، انتقل الهلال الأحمر الكردي من بعض نقاطه من الشهباء صوب أحياء حلب لتقديم المساعدة ، حيث نصبت هناك 4 خيام كبيرة لإيواء الأهالي.

بالإضافة إلى مساعدة الأهالي في احتياجاتهم اليومية، بعد ذلك أرادت إدارة الهلال الأحمر الكردي في شمال وشرق سوريا مساعدة الأهالي في هذه المناطق ، لكن بسبب الحصار الحالي ، بقيت قوافل الإغاثة عند المعبر لأكثر من عشرة أيام, و نتيجة ذلك الحصارعلى المنطقة, و بعد أكثر من 10 أيام إرسلت المساعدات ، ومن جانبهم أرسل أهالي السليمانية المساعدات إلى الأهالي، وتوجه الأطباء الألمان إلى المنطقة لمعرفة أوضاعها وما يمر به الأهالي من مشقات, حيث لاحظوا بأنهم يواجهون الصعوبات في أبسط احتياجاتهم.

أوضاع المدارس في الشهباء

ضرب الزلزال الذي ضرب شمال كردستان وتركيا، سوريا ، مما أدى إلى خروج 3 مدارس في مناطق الشهباء عن الخدمة بشكل كامل, حيث يدرس 5500 طالب في الخيام لإكمال دراستهم.

بعد زيارة وفد من المهندسين أرسله مجلس مقاطعتي عفرين والشهباء تقرر أن 3 مدارس خارج الخدمة تمامًا وأن 70 مدرسة بحاجة للترميم ، ولهذا تم تعليق التعليم في مناطق الشهباء لمدة 3 أسابيع منذ بداية الزلزال.

وعليه, عقدت مقاطعتي عفرين والشهباء اجتماعا طارئا من أجل سلامة الطلاب وقرروا مناقشة الحلول البديلة, سعى المجلس لترميم المدارس المتضررة ، لكن الحصار الذي فرضته حكومة دمشق على منطقة الشهباء لم يسمح بمرور مواد البناء.

وبسبب ذلك قرر المجلس فتح الفصول الدراسية لمواصلة العملية التعليمية, وفي هذا السياق ، تم نصب 33 خيمة في مدرسة الشهيد عكيد في ناحية إحداث ، و 3 خيم في مدرسة الشهيدة فيان آمارة، و 22 خيمة في مدرسة الشهيد كندال بقرية تل قراح, بالمجمل بلغ عدد الخيام التي يمكن للطلاب أن يتعلموا فيها 58 خيمة.

الطالب شيار جيلو الذي يدرس في قرية تل قراح في الشهباء ، بين إنه وبسبب تعرض المدارس التي كانت متضررة سابقا زاد الزلزال من ضررها، وقال: "مدارسنا التي كنا ندرس فيها هي بالأساس متضررة , ووقع الزالزال في 6 شباط  ليزيد هذا الضرر, وعليه تضررت مدارسنا على الفور, وعليه تم تعليق الدراسة لفترة ولكننا الآن نواصلها تحت الخيام ".