"لا ماء ولا قمح" جريمة تقف تركيا خلفها

منطقة الجزيرة السورية كانت السلة الغذائية لكل سوريا على مدى قرونٍ وربما ألفيات من الزمن؛ لكنها الآن تواجه خطر "لا ماء ولا قمح"..!، تركيا تقطع الماء من جهة والجماعات الإرهابية المتطرفة التي مرت من هنا وأحرقت الأخضر واليابس كما فعل المغول من جهة أخرى.

كان نهر الخابور يرفد الأراضي السورية على ضفتيه بالمياه، وكانت الحياة بادية على الشجر والبشر في مناطق الجزيرة السورية؛ ولكن الصورة انقلبت رأساً على عقب، حيث أصبح الأرض قاحلة ومتجهة صوب التصحر، فلا ماء ولا قمح هنا في سلة سوريا الغذائية يوماً...!

احترقت المحاصيل الاستراتيجية مرات عديدة وتدمرت البنية التحتية للزراعة جراء العبث والإرهاب الذي تسببت به الجماعات الإرهابية المتطرفة وعلى رأسها داعش، و فر السكان المزارعين من أراضيهم ناجين بأرواحهم تاركين أرضهم وزراعتهم ولم يعد إليها معظمهم...والمياه اختفت أيضاً بفعل راعي الإرهاب تركيا التي طالما هددت سوريا والسوريين بورقة المياه.

دمار البنية التحتية للزراعة واختفاء المياه نتيجة سياسات الاحتلال التركي المائية، ينذر بكارثة إنسانية في الجزيرة السورية وسوريا عامة حيث "لا ماء ولا قمح".

بعد عشرة أعوام من الحرب في سوريا ودمار مدن بأكملها ومقتل مئات الآلاف من السوريين، باتت المياه هي الكارثة الأكبر التي تهدد سوريا وشعبها.

نشرت منظمة السلام الهولندية (Pax)، تقريراً هذا الأسبوع أكدت فيه جفاف نهر الخابور في شمال شرق سوريا، نتيجة جرائم الاحتلال التركي ومرتزقته بقطع المياه عن سوريا.

وقال المتحدث باسم قوات سوريا الديمقراطية، آرام حنا لصحيفة التايمز البريطانية: تركيا ترتكب جرائم ضد الانسانية بقطعها المياه عن سكان شمال وشرق سوريا، وللأسف لا نرى أحداً يحاول منعها.

وتشير الصحيفة البريطانية إلى أن سياسات تركيا المائية واستغلالها كورقة ضغط، هي إحدى أسباب قلة المياه عن سوريا، إلى جانب أسباب أخرى تتعلق بتغير المناخ والجفاف وكذلك الحروب والصراعات التي دمرت سهول نهر الفرات وروافده.

وأبدى جاسم محمد، أحد المزارعين في ريف دير الزور، حزنه حيال موسم القمح وقال: فشلنا في زراعة القمح هذا العام، إنها كارثة حقيقية "لا قمح ولا خبز".

وأضاف جاسم أنه خلال العام تمكن مرة واحدة فقط من ري محصوله وذلك بعد سحب المياه من على بعد ثلاثة كيلومترات، وأنه يعتمد على المياه الجوفية التي لم تخدم محاصيله جيداً وبالتالي كان جودة المحصول سيئة.

وحاول جاسم نقل صورة قلة محصول القمح حينما قال: على أبواب المخابز أطفالٌ ينامون حتى الصباح الباكر، لأجل الحصول على الخبز، كل ذلك نتيجة قلة القمح.

ذكر تقرير صادر عن تحالف من وكالات الإغاثة، في شهر آب الماضي، أن خمسة ملايين شخص في سوريا وسبعة ملايين في العراق فقدوا الوصول إلى المياه. وفي كلا البلدين، ينهار إنتاج القمح، وهو جوهر الزراعة بالنسبة للسكان الذين يشكل الخبز، غذاءهم الأساسي.

وحذرت الوكالات من أن هجرة المزارعين لأراضيهم سيؤدي في النهاية إلى أزمة لاجئين جديدة، حيث يبحث السكان عن فرص في أماكن أخرى، ليصبحوا أمثلة حية للهجرة الناتجة عن تغير المناخ.

كما يعود الاستخدام المفرط للمياه الجوفية من قبل المزارعين السوريين إلى عقود مضت، عندما حاول، حافظ الأسد، الرئيس السوري السابق، تعزيز الإنتاج الزراعي من خلال تشجيع الري الجماعي من خلال مضخات المياه باستخدام الوقود المدعوم، حيث انخفض منسوب المياه الجوفية بما يصل إلى 100 متر في بعض الأماكن.

وقالت منظمة "Mercy Corps"، وهي منظمة إغاثة أخرى، إن نقص مياه الشرب النظيفة في تلك المناطق أدى إلى إصابة عشرات الآلاف بالإسهال الحاد هذا الصيف. كما سجلت سبع وفيات جراء الغرق بين أشخاص سقطوا في قنوات الري أثناء محاولتهم العثور على المياه.