جيا كرد: إذا لم يناضل شعوب سوريا ضد الاحتلال التركي، فسيبقى في المنطقة الى الأبد 

قال نائب الرئاسة المشتركة للمجلس التنفيذي للإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا بدران جيا كرد، إذا لم يناضل شعوب سوريا ضد الاحتلال التركي، فسيبقى في المنطقة الى الأبد. 

بشأن مسودة القرار التي صدرت عن البرلمان الأوروبي بعنوان" الحرب السورية ـ السنوات العشر بعد الانتفاضة"، التي اعتبرت وجود تركيا على الأراضي السورية احتلالاً، وطالبت بسحب تركيا جنودها من سوريا، أوضح جيا كرد بأنهم يرون موقف البرلمان الأوروبي شيئاً ايجابياً ويدعمونه ويعتبرونه كحل سياسي للأزمة السورية.

وأفاد كرد" احتلال الأراضي السورية يقف عائقاً أمام حل الأزمة السورية، ولن يكون هناك حل سياسي مادام هناك جزء من الأراضي السورية محتلاً؛ والحل السياسي يكون بإنهاء الاحتلال، وعلى الجميع أن يدرك هذا ويتحرك وفقاً له".

وأضاف جيا كرد "لا يتوافق الحل السياسي مع وجود الاحتلال، وإذا انتهى الاحتلال فسيكون هناك حل، وإذا كانت هناك إرادة دولية وتم أخذ القرار بإنهاء الاحتلال، فنحن واثقون بأن الأزمة ستنتهي". 

وجاء في مسودة القرار" قوات سوريا الديمقراطية(QSD) حليفتنا"، وفي هذا الصدد، ذكر جيا كرد بأن التحالف الدولي الذي يتألف من 79 دولة، ترى قوات سوريا الديمقراطية كحليف له، وحاربت لخمس سنوات ضد الإرهاب، من هذه الناحية كانت هناك مكتسبات عسكرية مهمة، وأضاف "بالنضال الذي تم خوضه ومن أجل الاستمرار في بقاء هذه المكتسبات، يجب أن يكون هناك قبول سياسي، وإجراء حوار سياسي مع الإدارة الذاتية، فإذا لم يتم حوار سياسي مع الإدارة السياسية، ولم يتم قبولها من الناحية السياسية وعلى رأسها دول التحالف، فهذا يعني أنه لن يكون استقرار سياسي دائمي، ولا بد من الاعتراف الرسمي بالإدارة الذاتية الديمقراطية بشكلها الإداري والسياسي من أجل الحفاظ على المكتسبات التي تحققت ضد الإرهاب بشكل دائم".

وبخصوص الاجتماع الذي انعقد في 11 آذار الجاري والذي ضم كل من تركيا وقطر وروسيا، أوضح جيا كرد، أن محاولات تركيا وروسيا بالنسبة للدول العربية شيء جديد، وخاصة بعد اجتماعات جنيف وآستانا التي لم يحققوا فيها شيء، بدأوا بسياساتهم وأساليبهم مرة أخرى، وقال جيا كرد، من أجل استبعاد إيران من آلية آستانا، مارست الولايات المتحدة وإسرائيل ضغوطاً على تركيا وروسيا، وأرادت إشراك بعض الدول العربية في هذه الآلية، كما أرادوا إشراك قطر في هذه الآلية باعتبارها تدعم الإسلام السياسي، ولطالما مولت قطر جماعات المعارضة في سوريا، بالإضافة إلى ذلك، يتم تمويل ظهور الجماعات الإسلامية السياسية في سوريا من قبل قطر، ومرة أخرى تريد هذه الجماعات الاستفادة من التمويل القطري ".

وأشار جيا كرد إلى أن روسيا تريد الإبقاء على النظام السوري كما هو، بالإضافة إلى أن تركيا سخرت الأموال القطرية لاحتلال المناطق السورية، وقال"هذه الدول الثلاث تبدي موقفها العدائي تجاه الإدارة الذاتية ومشروع الأمة الديمقراطية؛ وبالنسبة لنا هذه السياسة التي تتبعها الدول الثلاث مرفوضة تماماً ولا تصب لصالح الشعوب السورية وسوريا عموماً".

وتابع جيا كرد بالقول" مرة أخرى يحاولون تأليب الرأي العام ضد الإدارة الذاتية الديمقراطية، كما يحاولون بث الفتنة ونشر العداء بين الكرد والعرب في مناطق الإدارة الذاتية، هذا الاتفاق الثلاثي لا يخدم شعوب سوريا".

كما قال جيا كرد بخصوص الاحتلال التركي في شمال وشرق سوريا: "دولة الاحتلال التركي حينما تحتل أية منطقة، تسعى إلى البقاء طويل الأمد ولا تخطط للانسحاب منها أبداً".

وتابع جيا كرد موضحاً أن دولة الاحتلال التركي لا تحتل أجزاء من سوريا فقط، بل تحتل أيضاً أجزاء من الأراضي العراقية، كما أنها أرسلت قواتها إلى ليبيا وأذربيجان، وتنفذ جميع سياساتها في الشرق الأوسط على أساس حلمها في إعادة الإمبراطورية العثمانية.

وفي نفس السياق، قال جيا كرد" القواعد والحواجز التي أنشأتها في سري كانيه وكري سبي تدل على أنها باقية في المنطقة، حيث أنها تقوم بوضع النظام الإداري في المناطق التي احتلتها، وكذلك النشاطات والأعمال التي تقوم بها على الصعيد التعليمي والاقتصادي، تدل على أن دولة الاحتلال التركي تخطط لبقاء دائم في المناطق المحتلة، حيث من الواضح أنها ليست أعمال قوة تنظر إلى وجودها في المنطقة بشكل مؤقت لسنة أو سنتين! ولهذا يجب على الجميع أن يكون حذراً حيال ذلك، وألا يصمت تجاهه، فإذا ظل العالم صامتاً تجاه هذه الاعمال، وإذا لم يناضل شعوب سوريا ضد الاحتلال التركي، فسوف يبقى في سوريا الى الأبد ولن يفكر قط بالانسحاب منها".