سلسلة فعاليات تطالب بفرض حظر جوي

احتجت مدن الرقة وحلب وكوباني على الهجمات التي تشنها دولة الاحتلال التركي وصدرت دعوات تطالب بإغلاق المجال الجوي لشمال وشرق سوريا أمام الدولة التركية.

الرقة

تجمّع المئات من أهالي الرقة وأعضاء المؤسسات المدنية وأعضاء حزب سوريا المستقبل أمام حديقة الشهيدة هفرين خلف في الطرف الجنوبي للمدينة، حاملين أعلام قوات سوريا الديمقراطية وصور الشهداء، ويافطات كتب عليها "لا للصمت الدولي، نطالب بحظر الطيران على شمال وشرق سوريا".

انطلقت المظاهرة إلى ساحة الإطفائية، وردد خلالها المتظاهرون شعارات تطالب بفرض حظر جوي على المنطقة وشعارات أخرى تندد بالهجمات التركية.

لدى الوصول إلى الساحة، بدأ برنامج المظاهرة بالوقوف دقيقة صمت، تلته كلمة، ألقاها رئيس حزب سوريا المستقبل عبد حامد المهباش، قال في مستهلها: "إن المرحلة التي تمر بها سوريا وشمال شرق سوريا بشكل خاص، هي مرحلة حساسة وحرجة من عمر الأزمة السورية، وتحتاج منا نحن السوريين أن نكون على قدر هذه المرحلة في تحمّل مسؤولياتنا اتجاه بلدنا ووطننا".

وأوضح عبد حامد المهباش "لقد تجاوزنا السنة 11 من عمر الأزمة وشعبنا وأهلنا في سوريا أو خارجها يعانون من التداعيات والآثار السلبية لهذه الأزمة في تعنّت بعض الأطراف في مواقفها تجاه المصلحة العليا وتقف في وجه طموح الشعب في الحرية والديمقراطية والعدالة الاجتماعية، ما أفسح المجال لأطماع الدول الإقليمية لتنفيذ أجنداتها ومصالحها المشبوهة في سوريا".

وأشار إلى "أن النظام التركي بقيادة حزب العدالة والتنمية وعلى لسان رئيسه رجب طيب أردوغان، ومنذ أكثر من شهرين يهددنا بعملية عسكرية لاحتلال مناطق في الإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا، بحجج واهية تارة بحجة مناطق آمنة لتكون ملاذ آمن لداعش وأخواتها من حراس الدين وأحرار الشرقية".

وأضاف المهباش "وتارة بإعادة توطين اللاجئين السوريين ضارباً بعرض الحائط الاتفاقات الدولية التي تم التوصل إليها عام /2019/ من قبل الدول الضامنة، فالقوانين والمواثيق الدولية تكفل إعادة اللاجئين إلى مناطقهم الذين هجروا منها قصراً وليس مناطق يختارها لهم أردوغان ونظامه كيفما يشاء".

وأوضح المهباش "إن الهدف من ذلك هو احتلال المزيد من الأراضي السورية على طول الحدود التركية الجنوبية بدءاً من المتوسط، من لواء اسكندرون إلى المالكية في أقصى الحدود السورية، وهناك مخطط تركي استعماري كبير وهو احتلال حلب بالكامل والرقة ودير الزور واحتلال شمال العراق، بدءاً من الموصل وصولاً إلى كركوك وضم شمال سوريا وشمال العراق إلى الدولة التركية؛ استناداً إلى الاتفاق الملّي المزعوم عام 1920".

وبيّن المهباش "بهذا الصدد نقول للدولة العثمانية بقيادة أردوغان؛ لن تفلحوا أنتم وأدواتكم ومرتزقتكم المأجورين الذين نسوا هويتهم ودينهم لهذا الوطن لن تخيفنا طائراتكم ولا مسيّراتكم ولن تخيفنا حشودكم ومدافعكم، فلنا تجربة عميقة في ذلك ونحن أصحاب حق سنقاومكم وندافع عن التراب السوري بكل إرادة وقوة وعزيمة وتصميم".

وطالب عبد المهباش في ختام حديثه "بفرض حظر جوي شامل ووقف إطلاق النار عن المنطقة التي تحاول تركيا ضرب أمنها واستقرارها".

حلب

أصدرت مؤسسات المجتمع المدني اليوم، بياناً، حول هجمات دولة الاحتلال التركي على شمال وشرق سوريا، حضره العشرات من أعضاء الاتحادات التابعة لمؤسسات المجتمع المدني.

قرئ البيان من قبل عضو مؤسسات المجتمع المدني كاميران رشيد، أمام مقرها الواقع في القسم الشرقي من حي الشيخ مقصود بمدينة حلب.

لفت البيان إلى اجتماع طهران الذي جمع رؤساء روسيا وإيران وتركيا بتاريخ 19 تموز الحالي، وقال: "له معناه التاريخي، لتزامنه مع حلول الذكرى العاشرة لثورة الشعوب في روج آفا، وبالتالي هذا اللقاء انشغل أولاً بجوهر هذه الثورة واستهدافها وإمكانية إفشالها، لكنه لم يتمخض عن ما يرضي تركيا وأخذها الضوء الأخضر من هذه الدول".

مبيّناً أن تركيا بدأت بعد اجتماع طهران باستهداف خيرة القيادات العسكرية (في إشارة إلى القياديات الثلاث جيان تولهدان وروج خابور وباريت بوتان) عبر مسيّراتها، لافتاً في الوقت نفسه أن تركيا "تستهدف المدنيين بشكل يومي ومستمر".

وطالب البيان "كافة المنظمات الدولية والحقوقية والإنسانية وكافة الأطراف المعنية بالملف السوري العمل معاً ميدانياً لتحرير كل المناطق المحتلة من تراب سوريا من كافة الاحتلالات وخاصةً الاحتلال التركي والسير وفق رؤى سياسية وحقوقية وبناء وطن ديمقراطي حر ووضع دستور يحترم خصوصية كافة المكونات الموجودة على الجغرافيا السورية".

واختتم البيان بالقول "لا مناص من الانتصار في صراع الوجود، والشعوب هي من تقول كلمتها الأخيرة".

لتنتهي الفعالية بترديد شعارات من قبيل "لا للاحتلال الفاشي"، "عاشت مقاومة الشعوب".

كوباني

في السياق نفسه أصدرت حركة المجتمع الديمقراطي ومنظمة حقوق الإنسان في إقليم الفرات، بياناً مشتركاً، حول الهجمات الجوية التركية وآخرها استهداف سيارة تابعة لقوى الأمن الداخلي بالقرب من مخيم تل السمن في عين عيسى.

قرئ البيان في ساحة الحرية وسط مدينة كوباني، من قبل الرئيس المشترك لمنظمة حقوق الإنسان في إقليم الفرات.

وجاء في مستهل البيان: "بتاريخ 28/7/2022 استهدفت طائرة مسيّرة تركية سيارة تابعة لقوى الأمن الداخلي أثناء أدائهم لواجبهم في حماية أمن واستقرار المنطقة، مما أدى إلى فقدان أربعة من عناصر قوى الأمن لحياتهم، وإن استهداف الدولة التركية بطائراتها المسيّرة وبشكل مستمر للمواطنين هدفه تخويفهم وترويعهم وتهجيرهم من قراهم ومدنهم وإحداث تغيير ديمغرافي في المناطق ذات الأغلبية الكردية".

 مضيفاً: "إن ارتكاب مثل هذه الجرائم واستهداف المدنيين الآمنين يشكل تهديداً حقيقياً لأمن واستقرار المنطقة في ظل الظروف الإنسانية الصعبة التي يعيشها الشعب السوري، وما يرتكب من جرائم وحشية بحق جميع المواطنين في شمال وشرق سوريا حيث إن هذه الاعتداءات من قبل الدولة التركية تأتي مع انخفاض حدة الحروب، وانحسار ساحاته في سورية مع التفاؤل باقتراب تحقيق إمكانية الوصول إلى حلول سلمية لإنهاء الحروب المتفرقة في أنحاء سوريا".

وأشار البيان إلى أن هذه الهجمات والممارسات العدوانية التركية تتزامن مع صمت إعلامي ودولي رغم انتهاكها بشكل علني وفاضح للمواثيق والقوانين الدولية، وأضاف "إن استمرار الدولة التركية بالاعتداءات السافرة على مناطق شمال وشرق سوريا أدى إلى وقوع ضحايا بين صفوف المدنيين، علاوة على الأضرار بالممتلكات المادية العامة والخاصة".

واعتبرت حركة المجتمع الديمقراطي ومنظمة حقوق الإنسان في إقليم الفرات في بيانهما المشترك أن "التهديدات الفاشية التركية المستمرة باحتلال مدينة كوباني ومنبج وتل رفعت واعتداءاتها المستمرة بالطائرات المسيّرة والمدفعية على مناطق شمال وشرق سوريا جريمة بحق الإنسانية ترتقي إلى مصافي الجرائم الجنائية، التي يتوجب معاقبة مرتكبيها أياً كان".

وطالب البيان في ختامه "المجتمع الدولي والمنظمات الحقوقية والإنسانية الدولية كافة، بالتدخل الفوري لوقف التهديدات، والاستهدافات التركية التي تضرب القانون الدولي والقانون الدولي الإنساني والمواثيق والمعاهدات الدولية بعرض الحائط في وقت أصبحت فيه تركيا ممراً للعبور الآمن لداعش".