فيصل أبو ليلى .. أحد أبطال معركة كوباني

أوضح موسى الحلبي، أحد مقاتلي أبو ليلى، بأن أبو ليلى كانت منخرطاً في المقاومة حتى اللحظات الأخيرة، وقال: "يجب علينا السير على خطى آمال وأهداف الشهداء من خلال وحدتنا"

وُلد القائد العام للواء شمس الشمال، فيصل بلال سعدون (فيصل أبو ليلى) في العام 1984 بمدينة كوباني، ونشأ في كنف عائلة فقيرة، وكان أباً لأربعة أطفال، وعمل في مهنة تصليح السيارات، وعندما اندلعت الثورة، إنضم إليها، وناضل ضد النظام البعثي، ويُعتبر أحد المؤسسين الأوائل للواء جبهة الأكراد في مدينة منبج، وعمل هناك كأحد قادة اللواء.    

         

وحارب ضد النظام البعثي في أحياء الأشرفية والشيخ مقصود وحلب القديمة واللاذقية، وبعد ظهور جبهة النصرة وداعش، حارب في منبج وجرابلس والباب وجسر قره قوزاق وعين عيسى وكري سبي، وانضم إلى مقاومة كوباني، وترك بصمته في معركة كوباني، وشراك في حملة تحرير بلدة صرين، وحارب حتى منبج بدون أي توقف.          

وأوضح موسى الحلبي، أحد مقاتلي أبو ليلى بأنه انضم إلى الثورة مع فيصل أبو ليلى في العام 2013، وقال بهذا الخصوص: "لقد قمتُ بالانضمام إلى الثورة في مدينة حلب، حيث دفعتني الصفات التي كان يتحلى بها فيصل أبو ليلى إلى الانضمام لواء شمس الشمال، ولم أكن أحلم حتى في يوماً من الأيام بالانضمام إلى لواء شمس الشمال، لكنه جذبني إليه من خلال مقاومته و أسلوب حياته، وحاربنا ضد مرتزقة داعش وشاركنا في جميع الحملات التي أطلقت ضد داعش انطلاقاً من كوباني وحتى نهايتها".        

وبعد حملة تحرير منبج التي انطلقت في 1 حزيران، والتي كان يقودها فيصل أبو ليلى، الذي كان أحد قادة جبهة المعارك، والذي استشهد بتاريخ 5 حزيران، حيث تم تسمية الحملة باسمه احتراماً ووفاءً لجهوده ومقاومته، واستمرت الحملة باسمه، وسُميت باسم "حملة الشهيد القائد فيصل أبو ليلى"، وفي 15 أب، تم تحرير مدينة منبج وريفها بالكامل من ظلامية داعش.          

حارب القائد أبو ليلى حتى حملة تحرير منبج

وأشار موسى الحلبي، إلى أن فيصل أبو ليلى ناضل ضد مرتزقة داعش انطلاقاً من حملة كوباني حتى تحرير منبج، وقال بهذا الصدد: "لقد عشنا الحياة مع بعضنا بكل ما تحملها من سعادة وحزن، وكانت أسعد لحظات الحياة، عندما كنتُ أنا وأبو ليلى معاً خلال معركة كوباني، حيث إن الصفات التي كان يتحلى بها فيصل أبو ليلى، هو أنه مهما كنت حزيناً، فإنه كان يمنح الإنسان المعنويات العالية بمقولة واحدة".    

وذكر موسى الحلبي بأن أبو ليلى شارك في حملة تحرير منبج بمعنويات كبيرة، وتابع بالقول: "عندما وصلنا إلى قرية خفية أبو قلقل، تعرضنا للهجوم هناك من قِبل داعش بطريقة وحشية، حيث هاجم الكثير من المرتزقة عن طريق الانتحاريين والمفخخات، حيث وقعت مجموعة من مقاتلي شمس الشمال في الحصار، ولكن عندما سمع أبو ليلى بهذا الأمر، حمل سلاحه واتجه نحو تلك المجموعة، وحينها ذهبتُ أنا أيضاً برفقة أبو ليلى، وتوجهنا إلى تلك المجموعة المحاصرة، في البداية وصلنا إلى القرية، ودرات معركة بيننا وبين المرتزقة، وفي تلك اللحظات شن المرتزقة الهجوم عبر قذائف المدفعية والدبابات، وفي خضم ذلك الوقت ، قال لي "انظر من أين تخرج القذائف"، حيث كانت المسافة التي تفصل بيننا هي مترين، وفي تلك اللحظة رأيتُ توجه قذيفة صوبنا، وكانت الرؤية منعدمة نتيجة الغبار والدخان المتصاعدان، وعندما تلاشى الغبار، رأيت فيصل أبو ليلى وهو ممد على الأرض وقد أصيب بجروح، وعلى الرغم من مناداتي المتواصلة لأبو ليلى، لكنه لم يرد عليّ، لكنني لم أكن أعرف بأنه كان قد أصيب في رأسه"                            

 لنعمل على تحقيق أحلام أبو ليلى

وختم موسى الحلبي حديثه بالقول : "لقد تم نقلي إلى مشفى كوباني بسبب الإصابة التي تعرضت لها، فيما نُقل أبو ليلى إلى جنوب كردستان، وبعد عدة أيام، وصل خبر استشهاده، كانت لحظات أليمة للغاية، لا يمكن نسيانها، و أتوجه بالنداء إلى كل مقاتل متواجد الآن في خنادق القتال، لنكن دائماً على درب شهدائنا، ولنقاوم بتكاتفنا الموحد، فهذا هو حلم أبو ليلى، وينبغي علينا أيضاً أن نسير على خطى آمال وأهداف الشهداء من خلال وحدتنا".