في مراسم إحياء 12 آذار: إرادة الشعوب من قامشلو إلى آمد واحدة ضد الاستبداد

اشارت الكلمات التي ألقيت خلال مراسم إحياء الذكرى الـ 19 لمجزرة وانتفاضة 12 آذار عام 2004 في قامشلو، ان إرادة الشعوب من قامشلو إلى آمد واحدة ضد الاستبداد

جاء ذلك خلال فعاليات مراسم إحياء الذكرى السنوية الـ 19 لمجزرة وانتفاضة قامشلو التي انطلقت صباح اليوم، في ملعب شهداء 12 آذار في مدينة قامشلو، تحت شعار "بروح انتفاضة 12 آذار سنهزم الاحتلال وننتصر بإرادة الشعوب".

بعد الوقوف دقيقة صمت إجلالاً لأرواح الشهداء وتقديم فرقة سردم النحاسية لعرض موسيقي، وبعد انتهاء كلمتي الإدارة الذاتية الديمقراطية لإقليم الجزيرة، ونائب الرئاسة المشتركة لمجلس دير الزور المدني، ألقيت كلمة باسم مؤتمر ستار، ومجلس عوائل الشهداء في مدينة قامشلو.

أشارت الناطقة باسم مؤتمر ستار، رمزية محمد، أن "شهداء انتفاضة 12 آذار أصبحوا ميراث الثورة روج آفا وكردستان أجمع".

وقالت "بفضل التضحيات والمقاومات والبطولات والملاحم التاريخية التي سطرت من قبل آلاف الشهداء، ضد الذهنية الحاكمة، وعلى الرغم من الظروف الصعبة التي كانت تمر بها المنطقة، إلا أن الإرادة الشعبية القوية حققت الكثير من الإنجازات وأثبتت مدى كفاءة مشروع أخوة الشعوب".

وأضافت "لخلق التناقضات بين مكونات المنطقة من الكرد والعرب والسريان، حاولت حكومة دمشق تأجيج لهيب الفتنة بينهم، وإشعال حرب عرقية وطائفية ومذهبية، استشهد على إثرها العشرات وأصيب المئات واعتقل الآلاف من أبناء المنطقة، كما لجأ قسم من شعب المنطقة للهجرة خارج البلاد هرباً من وحشية وقمع النظام البعثي".

وعن أهداف حكومة دمشق، قالت رمزية "جميع تلك المحاولات والمساعي باءت بالفشل، فأحلام النظام السوري، بأن المجزرة التي حصلت آتت أُكلها، تحولت إلى كوابيس تواجهه، من قامشلو وإلى معظم المناطق في سوريا وحتى قلب العاصمة دمشق، وتحولت إلى انتفاضة شعبية لم تكن في حسبانه، وأيضاً كانت خطوة جديدة ليستطيع الكرد الوقوف أمام ظلم النظام البعثي ويبدأوا بتنظيم صفوفهم وشق طريقهم نحو الثورة".

مرحلة جديدة للانتفاضة

سلطت رمزية محمد الضوء على ثورات الربيع العربي، وانتهاز الكرد للفرصة خلال تلك الظروف مطلع عام 2011، "لتتحول الانتفاضة الشعبية التي كانت شرارتها 2004 إلى لهيب وتدخلْ جميع مدن ونواحي شمال وشرق سوريا وتخطو الخطوات الأولى نحو الثورة والحرية، وبات انتفاضة قامشلو مصدر إلهام وقوة لجميع شعوب العالم، ومصدر إلهام لثورة Jin, Jiyan, Azadî، في روج آفا وروجهلات كردستان".

وأكدت "مثلما استطعنا الانتصار بثورة 8 آذار في روج آفا، تحت شعار Jin, Jiyan, Azadî سنتمكن من الانطلاق نحو حرية المرأة في كافة المجتمعات على الشعار نفسه، وسنستطيع الانتصار أيضاً بهذا الشعار، وبروح المقاومة الشعبية".

ونوهت "وبعد مرور أعوام من ثورة شعب شمال وشرق سوريا والوصول إلى هذه المرحلة من الإنجازات وتقديم التضحيات، ونشر الأمن والسلام في المنطقة، إلا أن حكومة دمشق لا تزال تسعى جاهدة لنشر الفوضى وتشن حربها الخاصة على المنطقة لإفشال ثورة شعب المنطقة".

أشادت الناطقة باسم مؤتمر ستار، رمزية محمد، في ختام كلمتها، بالتكاتف الشعبي في الحفاظ على المكتسبات "كما حافظنا على وجودنا من مجزرة النظام البعثي 2004، سنبقى محافظين على وجودنا وثقافتنا في المنطقة ووحدتنا، وعهدنا مع الشهداء حتى الوصول إلى الحرية والكرامة والتآخي".

بدوره، استذكر الرئيس المشترك لمجلس عوائل الشهداء في مدينة قامشلو، معصوم حسن، في شخص شهداء 12 آذار الذين قاوموا "استبداد البعث ومؤامرته ضد الشعوب"، جميع شهداء الحرية، وقال "بعد مرور 19عاماً على انتفاضة ملعب قامشلو، والتي كان مخططاً لها مسبقاً من الدوائر الاستخباراتية بهدف كسر إرادة الكرد وزرع الكراهية بين الكرد والعرب، لكي تكون ذهنية البعث ونظامه القمعي هو المستفيد، كان رد شعبنا قوياً وحازماً في وجه الأجهزة الاستخباراتية، واتحدت كلمة الكرد من ديرك حتى دمشق، وبدأت المظاهرات الشعبية في كافة القرى والمدن وشارك خلالها الرجال والنساء وحتى كبار السن، ليؤكدوا للعالم أن الكرد شعب مقاوم محب لأرضه ويحترم الآخرين ولن يعطي المجال لأنظمة الاستبداد بخلق النعرات بين مكونات المنطقة المتعايشة مع بعضها منذ آلاف السنين".

مؤكداً أن "انتفاضة قامشلو كسرت حاجز الخوف لدى المواطن السوري؛ لأنها المرة الأولى التي يقول فيها الشعب لا للظلم ونعم لأخوة الشعوب، ولم تتحقق أهداف البعث من وراء هذه المؤامرة وعكس ذلك، شكلت هذه الانتفاضة أرضية صلبة واستمد منها شعب المنطقة في بدايات 2011 إبان الحراك الثوري في سوريا من خلال مفهوم وفلسفة الأمة الديمقراطية أن الشعوب تحيا معاً من خلال تقبل ثقافات البعض عكس ما زرعه نظام البعث من سياسات التشتت والتفرقة".

معصوم حسن أكد أن "أهالي دير الزور وإقليم الجزيرة قاوموا معاً، خلال عشرة أعوام الماضية ضد الفكر الظلامي للمنظمات الإرهابية المدعومة من الأنظمة الاستبدادية الكارهة لإرادة الشعوب وحريتها، ومن هنا باسمكم جميعاً كوطنين أحرار وفرق مشاركة في هذا الملعب الذي رُوي بدماء عشرات الشهداء، نحيي فريق آمد سبور وشعبنا المقاوم في آمد ووقفته النضالية ضد فاشية أنقرة التي ذكرتنا مرة أخرى بأن الاستبداد واحد سواء في دمشق أو أنقرة، وبالمقابل إرادة شعبنا واحدة من قامشلو حتى آمد".

ودعا في ختام كلمته "الشعب السوري في كافة المدن والمحافظات، خلال عام 2023 الالتفاف حول مشروع الإدارة الذاتية الديمقراطية وأخوة الشعوب والإرادة الشعبية التي أثبتت على مدار سنوات بأنها الأنسب لديمقراطية سوريا وجميع مكوناتها".