الشباب والرياضة تعقد ندوة حول أهداف المؤامرة الدولية التي استهدفت القائد أوجلان وكيفية التصدي لها

عقدت هيئة الشبيبة والرياضة، اليوم، في صالة زانا بقامشلو، ندوة لشرح أهداف المؤامرة الدولية التي استهدفت القائد عبد الله أوجلان ودور الشبيبة والمرأة في فضحها والتصدي لها.

نظمت، اليوم، هيئة الشباب والرياضة لإقليم الجزيرة، ندوة تحت شعار "بمشاعر الانتقام حطم المؤامرة واكسر العزلة"، وحضرها  ممثلون وممثلات عن هيئة الداخلية لإقليم الجزيرة، وكافة الحركات الشبابية لإقليم الجزيرة، إضافة إلى أعضاء من مؤسسات المجتمع المدني.

 الندوة التي أقيمت في صالة زانا، بدأت بالوقوف دقيقة صمت، تلاها كلمة المستشار العام للشؤون المدنية لدى قوات سوريا الديمقراطية ريزان كلو، رحب خلالها بجميع المشاركين، وتطرق من خلالها إلى الظروف السائدة في مرحلة المؤامرة، وقال:" بعد انهيار الاتحاد السوفيتي، تحول العالم إلى محور القطب الواحد، وتزامن ذلك مع حرب الخليج، فأمريكا كانت ترغب في السيطرة بشكل كامل على كافة مقدرات الشرق الأوسط".

أضاف كلو " القوى الدولية لها مواقف سلبية تجاه أي تحرك من شأنه أن يؤدي إلى إحداث أي تحرك إيجابي لصالح الكرد في المنطقة، وإن القوى والمؤامرة الدولية استهدفت القائد أوجلان نتيجة الفكر التحرري الذي نشره القائد بين أنصاره ومن ثم عموم الشعب الكردي وشعوب المنطقة".

تابع كلو بأن القائد استطاع استقطاب من حوله وتشبيع الثقافة الاجتماعية " حيث استطاع امتلاك أكبر دعم أو استقطاب جماهيري وقوة عسكرية ومشروع قائم على قيم تشبعت من صلب الثقافة الاجتماعية لشعوب المنطقة، من هنا بدأت الدولة التركية بالتعاون والتنسيق مع أجهزة الاستخبارات الدولية للتخطيط لاعتقاله".

وتابع بالحديث عن تنامي فكر النضال التحرري لدى الشعب الكردي بشكل خاص وشعوب منطقة الشرق الأوسط بشكل عام " أدخل الخوف في نفوس تلك القوى وحلفائها فبادر للإسراع في تمرير المؤامرة، لأن ما كانت تخطط له الدول الاستعمارية كان يتعارض من حيث المبدأ مع مشروع القائد أوجلان الديمقراطي في تحرير شعوب الشرق الأوسط، ولأن مشروع أوجلان بات يعيق تقدم نفوذها وسيطرتها على هذه المنطقة الغنية بالثروات الباطنية والأراضي الخصبة لذا تم استهداف القائد".

المؤامرة مستمرة بشكل آخر

أشار كلو إلى أن المؤامرة وعلى الرغم من مرور عشرين عاماً لاتزال مستمرة بشكل آخر، وقال "فالهجمات التركية على شمال شرق سوريا تأتي في إطار استمرارية المؤامرة، وذلك لأن النظام الذي يطبق في إدارة الشمال السوري مستمد من فكر أوجلان ومشروعه الديمقراطي الذي يحقق المساواة والعدل بين شعوب المنطقة".

وأكد المستشار العام للشؤون المدنية لدى قوات سوريا الديمقراطية ريزان كلو، في ختام كلمته، بأن مشروع القائد أفشل أهداف المؤامرة، "نجاح مشروع القائد يعري تركيا والقوى التي تآمرت معها، ونجاح مشروع القائد في الشمال السوري يجعله نموذجاً للحل في سوريا والشرق الأوسط وهنا تفشل الأهداف التي تجمعت من أجلها كافة القوى في هذه المؤامرة".

ومن ثم عرض سنفزيون، تضمن أهداف وأبعاد المؤامرة وأسباب استهداف القائد أوجلان إضافة إلى أسباب خروج القائد أوجلان من الشرق الأوسط إلى أوروبا، تلاه البدء بالمحور الأول للندوة، الذي ألقته نائبة الرئاسة المشتركة لهيئة الداخلية لإقليم الجزيرة، همرين علي، بعنوان "ما هو الهدف من المؤامرة الدولية على القائد".

اعتقال القائد أوجلان قتلٌ للتاريخ

أشارت همرين علي إلى أن مؤامرة الـ9 من تشرين الأول هدفت للقضاء على حزب العمال الكردستاني وتدميره في شخص القائد أوجلان" وأن أكبر عقبة أمام القوى المهيمنة الحالية التي تخطط لتغيير الشرق الأوسط وفرض ثقافتها عليه هي حركة التحرر الكردستانية، خالقة الحياة الجديدة والقائد أوجلان، الذي استمدت منه أصولها".

تابعت همرين علي " إن تاريخ الـ 15 من شباط 1925 و الـ 15 من شباط 1999 مرتبطان ببعضيهما، كلا التاريخين يمثلان صورة "الجمهورية الاستبدادية"، و "الجمهورية الديكتاتورية"، وكلاهما شيئان متناقضان، فبتاريخ 15 شباط 1925 حكمت المحكمة التركية على الشيخ سعيد بالإعدام، فيما يمثل الـ 15 من شباط 1999 تاريخ الحكم على القائد أوجلان بالإعدام من قبل المحكمة التركية"، مضيفةً " إن المحاكم التركية هي أقوى فرع للجمهورية الاستبدادية ولم تحافظ على قيم العدالة والمبادئ القانونية".

سلطت همرين علي الضوء على اعتقال القائد، وقالت" كان سيعلن القائد أوجلان على أنه العدو الأكبر للحداثة الرأسمالية، واعتقاله و "القضاء عليه" بالتعاون مع الدول التي تعادي بعضها، وبهذه الطريقة كانوا سيشتتون حزب العمال الكردستاني ويتسببون باندثاره، وبهذا أرادوا بقاء الشرق الأوسط في ظلمته، لكن هذا لم يحدث بالطريقة التي أرادوها".

صمت الساحة الدولية عن حرية القائد الجسدية

تساءلت همرين علي، حيال الصمت الدولي من أجل الحرية الجسدية للقائد أوجلان؟ "يجب أن نعلم جيداً أن كل المعاناة والظلم الذي عانى منه الشعب الكردي هو من صنع القوى الدولية، إننا نعادي قانون الحرب، مثال ذلك الصحافة الحرة في العالم، يوجد قسم الصحافة الحرة إلا أن مراكزهم جميعاً تقع في عواصم الحداثة الرأسمالية، وتتلقى الدعم منها، والغاية هي طمس معالم النضال الذي يسود منطقة الشرق الأوسط، وبالأخص طلبة القائد عبدالله أوجلان وعلى رأسهم الشبيبة الثورية".

مؤكدة في ختام كلمتها أن العزلة المفروضة على القائد في إمرالي قتل للإنسانية وكارثة إنسانية وأن " الصمت الدولي يعني المشاركة في الجريمة".

والمحور الثاني للندوة كان بعنوان" دور الشبيبة في فضح المؤامرة الدولية على القائد أوجلان والوقوف في وجهها"، ألقاه الرئيس المشترك لهيئة الشباب والرياضة في الإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا، بوزان بركل وأشار إلى أن القائد أوجلان قام بتفعيل "دور الشبيبة والمرأة وأراد أن يلعبوا دورهم ومن أجل ذلك عمل القائد كل شيء من أجل أن يكون للمرأة والشبيبة الإرادة الحرة وأن يكونوا الطليعيين وأراد فتح الأبواب المغلقة أمام الشبيبة والمرأة وعندما أحست القوى الرأسمالية بخطر وعي المرأة والشبيبة الأبوجية التي قاومت ذهنية الدولة وبدأت بالنضال من أجل مجتمع يسوده العدل والحرية، سارعت القوى المتآمرة إلى اعتقال وأسر القائد".

منوهاً بأن القوى المتآمرة أرادت في شخص القائد القضاء على المجتمع وفي طليعته الشبيبة والمرأة وذلك لأن القائد يرى في الشبيبة والمرأة القاعدة الأساسية للمجتمعات.

طالب بوزان بركل في ختام كلمته بناءً على ما سبق من محاضرات وتوجيهات للشبيبة " فإن على الشبيبة التعمق في هذه السمات والتي هي إحدى أهم الركائز التي ستكسر وتفضح هذه المؤامرة، كونها تمثل الشخصية الثورية التي يطمح لها القائد بقيادة المجتمع والمشروع الديمقراطي".

أضاف " تبني خيار المقاومة بمختلف أشكالها العسكرية والثقافية والشعبية والاقتصادية، نهجًا وممارسة في عملية تحرير الأراضي المحتلة وإعادة المهجرين إلى أراضيهم، وتثقيف الشباب في المدارس والجامعات حول المؤامرة الدولية ونهج الأمة الديمقراطية، استخدام وسائل التواصل الاجتماعي والانترنت في دعم وتعزيز مشروع الأمة الديمقراطية ورفض العزلة والتجريد على القائد أوجلان".

اختتمت الندوة التي نظمت من قبل هيئة الشباب والرياضة بفتح باب المداخلات أمام الحضور.