الشهداء الأمميون لثورة روجآفا -2 : ساريا أوزغور

بقولها "إن حماية كوباني هي مهمة كل إنسان شريف، وأنا أيضاً أريد أن أكون في خضم هذا النضال المشروع"، توجهت بالروح القوية للنضال إلى كوباني وقاومت مع رفاق ورفيقات دربها.

ساريا اوزغور، التي تُعتبر الشهيدة الأممية الأولى في روجآفا، عندما تصل إلى المنطقة، تقول ما يلي : "إن المجيء إلى روجآفا والانضمام إلى المقاومة الجارية هنا، هو أمر في غاية الأهمية بالنسبة لهذا الارتباط، وإننا نتخذ من الشعار "أينما كان هناك شخص مسحوق، فنحن هناك"، وإن روجآفا هو المكان المهم للنضال الذي يتولى قيادة المسحوقين والمضطهدين".

سنتحدث في ملفنا الثاني عن حياة ونضال إحدى قياديات الحزب الشيوعي الماركسي اللينيني (MLKP)، ساريا أوزغور (سيبال بولوت).

بدأت النضال في سن مبكرة

تفتح عيناها على الحياة في العام 1986 في مدينة ديرسم بشمال كردستان، وتشارك في ريعان شبابها في النضال التنظيمي، وتدير النضال في مدن مثل مدينة إسطنبول ووان، وتتولى لفترة من الوقت العمل بمنصب مديرة شؤون التحرير في صحيفة آتليم التي تصدر في تركيا، ساريا المعروفة من قبل رفاق ورفيقات دربها بروحها الفدائية وشفافية غايتها، تؤكد باستمرار على أن تحرر الشعب التركي ممكن مع حرية الشعب الكردي، وكانت تعرّف هذه الحالة ك"وجود ارتباط مصيري"، وفي تشرين الأول 2013 تأتي إلى روجآفا وتقول هذه الأمور:  
 "هناك ارتباط مصيري مشترك بيننا، وإن المجيء إلى روجآفا والانضمام إلى المقاومة الجارية هنا، هو أمر في غاية الأهمية بالنسبة لهذا الارتباط، وبالإضافة إلى هذا الأمر أيضاً، يقع الواجب على عاتقنا نحن الشيوعيين أيضاً، وإننا نتخذ من الشعار "أينما كان هناك شخص مسحوق، فنحن هناك، ففي أي مكان كان من العالم أو سواءً كان في أي بلد" أساساً لذلك، والوقوف إلى جانب جميع الأشخاص المسحوقين والمضطهدين، وتولي القيادة والنضال من أجلهم، و هذه هي أهمية روجآفا بالنسبة لنا ".

"حاربت في الخنادق الأمامية، ولم تستكين، علّمت وشكلت تأثيراً" 

وبقولها "سنتوجه إلى الثورة، ونخلق ساريا جديدة، تركتُ ساريا الأخرى خلف الحدود" جاءت إلى روجآفا واستقرت لفترة من الوقت في البدايات في قيادة وحدات حماية الشعب (YPG) لكي تتعرف على المنطقة، ساريا أوزغور، التي بدأت نضالها الأولي في روجآفا  ضمن كتيبة متنقلة ، شغلت مكانها في الخنادق الأمامية في جميع العمليات والأنشطة العسكرية، وبناءً على احتياجات النضال، انتقلت بعد شهرين إلى كتيبة الأسلحة الثقيلة، وعلى الرغم من مواجهتها لمشكلة اللغة في المنطقة، كانت قادرة على التواصل مع الناس والتأثير على محيطها، وإذا كان هناك امراً لا تعرفه، لم تكن تتصرف كما تعلم، لكنها كانت تبذل الجهود لتعلم ذلك الأمر، لقد كانت قيادية تتعلم أيضاً أثناء قيامها بالتعليم.

"إنه واجب إنساني ، وينبغي عليّ أن أكون في قلب هذه الحرب المشروعة"

وبقولها "إن الوقوف إلى جانب كوباني هو واجب على كل إنسان يتحلى بالكرامة، ويجب على كل صاحب ضمير حي الوقوف مع أهالي كوباني في هذه الحرب، و كشيوعية، يجب أن أكون في قلب هذه الحرب المشروعة " ترغب في الذهاب إلى كوباني، وتتوجه بروح فدائية عظيمة وروح أممية من مقاطعة الجزيرة في 16 أكتوبر 2014 إلى كوباني.

وكامرأة تحارب في الخنادق الأمامية ، و كقيادية وكثورية، كانت الشهيدة ساريا تؤمن من صميم قلبها في الخطوط الأمامية للثورة أنه يجب أن تكون هناك حرية للمرأة. وكانت ساريا قد قالت في الوقت:

"إن ثورة روجآفا هي في ذات الوقت ثورة المرأة، وكان يُنظر للمرأة دائماً على أنها كجنس ثاني وتتعرض للاضطهاد، وكان عنف هذا الضغط موجوداً بكثرة في الشرق الأوسط، ولكن مع انطلاق ثورة روجآفا تصدرت الصفوف الأمامية، ونزلت المرأة إلى الساحات، وحملنَّ السلاح وبدأنَّ في الحرب، وبتنَّ يحاربنَّ في الخنادق الأمامية، ويستشهدنَّ ويتولينَّ القيادة، ويظهرنَّ إرادة فريدة منقطعة النظير، ويدرنَّ النضال بتصميم وعزيمة،  كان الأمر هو نفسه في منطقة الجزيرة، كما هو الحال في كوباني".
 
يُرسل نعشها بالقول "مرحباً بكِ إلى جانب ساكينة جانسيز"

تستشهد الشهيدة ساريا أوزغور في 12 كانون الأول 2014 في المقاومة الجارية ضد مرتزقة داعش في الجبهة الجنوبية لكوباني، وأصبحت الشهيدة الأممية الأولى التي تستشهد في روجآفا، وظلت حتى في استشهادها متمسكة بأحلامها وأهدافها في الحياة.

وتستذكز والدتها، زكية بولوت جميع الفدائيين الثوريين الذين استشهدوا في كوباني وتقول: "سأكون غبار وتراب أقدامهم"، وأدلى والدها، مراد بولوت أيضاً بهذه الرسالة: "لقد توجهت ابنتي إلى هناك وحارب بقولها "يجب على كل شخص ثوري أن يكون هناك"، نحن فخورين بها وبجميع رفاق ورفيقات دربها الشهداء"، ويجري دفن نعشها في ديرسم، وتُرسل بالقول "مرحباً بكِ إلى جانب ساكينة جانسيز".

تحيا في العديد من الأماكن باسمها ونضالها

أطلق اسم الشهيدة ساريا أوزغور، المفعم بالنضال والمقاومة على أحد الشوارع وسط مدينة كوباني لكتيبة تابعة للحزب الشيوعي الماركسي اللينيني، ويقيم الشعب إحياءً لذكراها في ذلك الشارع بمدينة كوباني مراسيم الاستذكار بشكل متواصل، ويستمر رفاق ورفيقات دربها من الحزب الشيوعي الماركسي اللينيني (MLKP) في نضالها بالقول "سلاح رفيقة الدرب ساريا بيد رفاق ورفيقات دربها ولن يصمت حتى تحقيق النصر".

وكان رفاق ورفيقات دربها في الحزب يقولون: "عندما كانت المرأة في صلب الموضوع، كانت تصبح عاطفية أكثر، وكانت تؤمن بأنه يجب إيلاء أهمية كبيرة لتعليم المرأة، وهذا شرط أساس لرفاقية المرأة الحرة! وكانت في كل فرصة مناسبة وحديث بأن ثورة روجآفا هي ثورة المرأة، وهذا الأمر كان يعبر عن إيمانها القوي بذلك، كانت مؤمنة بهذا الأمر، لأنها كانت ترى الصدى الحقيقي للثورة المرأة وإرادة التغيير في ممارستها العملية، وكانت على ذلك اليقين بأنه إذا ما انتهج أسلوب إضعاف المرأة، فإن ذلك سوف يؤدي بالنتيجة إلى إضعاف جميع النساء، كانت تحمي رفيقات دربها، وكانت ضد سلبيتهنَّ في مواجهة المشاكل النضالية، وكامرأة، ينبغي علينا أن نحمي بعضنا البعض، لكن هناك دائماً بعض الأشخاص الذين يتوجب حمايتهم، لذلك ، من الضروري أن تتمتع كل امرأة بالقوة لحماية نفسها ".

فاليوم في الوقت الحاضر، لقد جعلت ساريا أوزغور والكثير من رفيقات دربها من كوباني مكاناً لتحقيق النصر، قد لا يشاركنَّ في حلقات رقصة النصر ، لكن أهالي كوباني لن ينسوهنَّ أبداً، ولن تخفض رفيقات دربهنَّ  راية نضالهنَّ أبداً، وكلما مر أهالي كوباني من شارع الشهيدة ساريا أوزغور، سوف يستذكرون دائماً نضالها.

غداً: الشهداء الأممين لثورة روجآفا-3: روجفان كوباني