النظام الإيراني يوسع شبكة التجسس والعمالة في شرق كردستان عبر منظومة الباسيج

أشار المقاتل في صفوف الكريلا هاوار سينه، إلى أن النظام الإيراني يسعى إلى توسيع شبكة التجسس والعمالة في شرق كردستان عبر تجنيد فئات المجتمع الكردستاني لصالح منظومة الباسيج وبشكل خاص الفئة الشابة، ويمنحهم هويات رسمية".

شعر الكريلا هاوار من  مدينة سينه في شرق كردستان، بالتغييرات على شخصيته وتوجه نحو العالم الروحي بعد انضمامه إلى صفوف قوات الكريلا والتعرف على فلسفة القائد عبدالله أوجلان،  ويتجه إلى العالم الروحي.

بهذه الكلمات تحدث الكريلا هاوار عن فلسفة القائد عبد الله أوجلان وقال: "لقد قرأت كتب القائد عبدالله أوجلان قبل انضمامي إلى صفوف الكريلا، ولكن بعد انضمامي عايشت هذه الفلسفة عن قرب وتعمقت فيها وتوسعت معارفي بالحياة أكثر، وأدركت أن فلسفة القائد عبدالله أوجلان لا يمكن فهمها من خلال كتبه فقط. عندما كنت أعيش في ظل النظام الإيراني، كنت أنظر إلى الحياة من الناحية المادية والشكلية، على سبيل المثال ؛ كنا من خلال شجرة واحدة نسعى إلى تحليل غابة بأكملها، وهذا لم يكن مثمراً؛ وفي الحقيقة لم نكن نثق بقدراتنا (الشباب) وكانت الحياة تفتقد الألوان، حيث هناك لونان فقد؛ هما الأبيض والأسود وهناك سلطة أحكمت قبضتها على كافة مناحي الحياة؛ ولكن فلسفة القائد عبدالله أوجلان تسودها عالم المعاني والكوانتوم الغني، فلسفة تجعل المرء يدرك ذاته ويحلل شخصيته وقوته من خلال الصعوبات والتحديات التي يمر بها، ليجعل من ذاته قوة الحل، وهنا في هذه الحياة التي نعيشها في ظل الطبيعة نفهم فلسفة القائد بشكل أكبر.

شعب سنيه مُقاوِم

ولفت الكريلا هاوار سينه إلى السياسات التي يتبعها النظام الإيراني ضد أهالي منطقة سينه الكردستانية، حيث قال: "لمنطقة سينه تاريخ مقاوم وشعب مقاوم، وكانت للعدو محاولات وسياسات وضغوط دائمة على هذه المنطقة، لقد واجه شعب سينه القتل ومقاومة الـ 24 يوماً ماثلة للعيان ولكنه لم يأبه ولم يركع وحافظ على إرادته؛ ولكن العدو دوماً يسعى إلى كسر تلك الإرادة وسلبها، وعندما أدرك العدو أنه بسياساته القمعية لن يتمكن من كسر إرادة شعب سينه في شرق كردستان، لجأ إلى استخدام السياسات الناعمة من إجل إفراغ فئات المجتمع من جوهرها وخاصة الفئة الشابة؛ على سبيل المثال؛ كان التعليم باللغة الفارسية، إلا أن النظام الإيراني يدرج اللغة الصورانية في مناطق شرق كردستان، وذلك تحت اسم الحرية!! ولكنه في الحقيقة ينشر ثقافته وسياسته باللهجة الصورانية، وبذلك يحاول خداع الشعب والأهالي.

منظومة الباسيج معادية للكرامة الكردية

وأشار هاوار سينه إلى منظومة الباسيج التي يسعى النظام الإيراني من خلالها، توسيع شبكة التجسس والعمالة بين شعب شرق كردستان، وقال: "إن منظومة الباسيج التي قام النظام الإيراني بنشرها وتوسيعها حتى في منطقة سينه، معادية للكرامة والعزة الكردية، ويسعى النظام إلى ضم النساء والشباب وحتى الأطفال إلى هذه المنظومة التجسسية، لدرجة منحهم هويات رسمية، وهو يفعل ذلك في المدارس والجامعات وكافة مناحي الحياة".

وحذر الكريلا هاوار من ألاعيب النظام الإيراني، حيث قال: "إن أهالي منطقة سينه وشرق كردستان، يصل بهم الحد أحياناً للقول "إن لم نحصل على هوية رسمية من الباسيج، ستكون الحياة صعبة جداً بالنسبة لنا!"، حيث يمنحون هويات انتساب إلى الباسيج منذ الصغر، وهذا أمر خطر للغاية ومعادٍ للقيم الكردية؛ إن النظام في إيران يجند الأطفال منذ الصغر ويحرضهم على التجسس على عائلاتهم وأقاربهم لصالح النظام الإيراني؛ إن ذلك الطفل الذي تربى بهذا الشكل لن يكون فرداً حراً صالحاً للمجتمع، فقط يكون عيناً للدولة وسلطتها وسياساتها القمعية، ولذلك يجب على عائلات الكرد في شرق كردستان أن تتنبه لخطورة هذا الأمر و تبدي موقفها الرافض لهذه السياسات".

وفي ختام حديثه، قال هاوار: "قبل حوالي عشرين عام، كنا في منطقة سينه نعتبر أي الانضمام لمنظومة الباسيج، عاراً وشيئاً معيباً وكانت بمثابة إهانة ومذلة، حينما يقول أحدهم "أن فلان عضو في الباسيج" ولم يكن أحد يقبل ذلك على نفسه، ولكن في الوقت الراهن، جعل النظام الإيراني يبدو الأمر اعتيادياً من دون أن يظهر موقف مناهض ورافض؛ وهذا أمر يدعو للحذر واليقظة، وعلى المجتمع الكردستاني في شرق كردستان أن يدرك ألاعيب النظام الإيراني هذه ويناضل لأجل حماية قيم الشعب الكردي وكردستان".