المراسلة الميدانية دجلة أحمد: كنت محظوظة لأنني شهدت الحملة التاريخية لتحرير منبج

عبرت المراسلة الميدانية لوكالة أنباء هاوار (‏ANHA‏)، دجلة أحمد، عن سعادتها بحضور حملة تحرير منبج، وقالت: "إن أبناء منبج شاركوا في حملة تحرير كوباني، وكانوا دعامة القوات التي قادت حملة التحرير، واستمروا بعدها في المشاركة لتحرير مناطق أخرى مثل صرين.

على رأس عملها كمراسلة ميدانية تنقل الخبر من الجبهات الأمامية لحملة تحرير منبج، تحدثت الصحفية دجلة أحمد لوكالة فرات للأنباء (‏ANF‏)، بمناسبة الذكرى ‏الخامسة لتحرير مدينة منبج من تنظيم داعش الإرهابي.‏

أفادت دجلة أحمد بأن حملة تحرير منبج جاءت بناءً على طلب أهالي المدينة من أجل الخلاص من الظلاميين مرتزقة داعش الإرهابيين، وقالت: "أهالي منبج تعرضوا للظلم والقمع الشديدين من إرهابيي داعش على مدار 3 سنوات متواصلة؛ ولكن الواقع أثبت أن منبج أبدت مقاومة عظيمة ولم تستسلم أبداً رغم كل الاضطهاد والقمع، حيث كان أهالي منبج يتعرضون لشتى أنواع التعذيب والتنكيل بشكل يومي".

وأضافت دجلة: "استغرقت الاستعدادات لبدء حملة تحرير منبج، شهراً كامل، حيث بدأت بتاريخ الأول من حزيران 2016؛ في الحقيقة شهدنا الكثير من القصص المأساوية لأهالي منبج، إلا أننا شهدنا ايضاً ملاحم البطولة والفداء التي سطرها مقاتلي ومقاتلات وحدات حماية الشعب والمرأة (YPG-YPJ) ومقاتلي قوات سوريا الديمقراطية.

وأشارت الصحفية دجلة أحمد إلى شدة الضغوط التي كانت تمارس على النساء بشكل خاص، وأن نساء منبج كانت ترزح تحت ضغط العادات والتقاليد الدينية البالية، حيث لم يكن باستطاعة المرأة أن تخرج من منزلها بمفردها ودون ارتداء الحجاب؛ وكان إرهابيي داعش يجبرون النساء على ارتداء النقاب والحجاب الأسود الكامل، وكانت النساء تتعرض للعقوبة بالحبس ضمن قفص بالمقبرة عدة ايام، إذا خالفت وظهر شيء من يد المرأة أو شعرها.

وأكدت دجلة أحمد أن عدداً من الفتيات أصبنّ بالجنون، نتيجة الحالة النفسية الصعبة التي مررن بها في ظل فترة حكم مرتزقة داعش الإرهابيين، كما أن العديد من النساء تعرضن للرجم بالحجارة، والبعض الآخر للاغتصاب؛ وقالت: "من يستمع إلى القصص المأساوية لأهالي منبج، يدرك الحقيقة الوحشية لتنظيم داعش الإرهابي".

وتابعت دجلة أحمد حديثها بالخوض في تفاصيل تحرير المدينة ولحظات الدخول إلى مدينة منبج، وقالت: "كان هناك دوار في مركز المدينة، تتوسطه حجرة كبيرة لا تزال آثار الدماء عليها واضحة؛ حيث أن إرهابيي التنظيم كانوا يقطعون عليها رؤوس المدنيين".

بالعودة إلى التقدم العسكري في حملة تحرير منبج، تقول دجلة: "بدأت حملة تحرير منبج من محورين، وتقدم قوات التحرير بشكل جيد ودون أية معوقات، واستغرقت الحملة بالكامل (الريف مع المدينة) 75 يوماً، حيث تمكنت القوات المتقدمة تحرير 200 قرية قبل الوصول إلى المدينة؛ طبعاً الجدير بالذكر أن المسافة بين هذه القرى ‏والمدينة كانت قصيرة جداً، ولكن الإرهابيين كانوا قد زرعوا حقولاً من الألغام، الأمر الذي سبب تأخيراً في تقدم القوات؛ كما فقدت قوات التحرير العديد من المقاتلين جراء انفجار الألغام التي زرعها إرهابيو داعش،  واستشهد زميلنا ‏الإعلامي مصطفى وجرح زميلنا كندال جودي أيضاً جراء انفجار لغم.‏

وذكرت دجلة بأن قمع ووحشية تنظيم داعش الإرهابي ازدادت مع بداية حملة تحرير المدينة، وكان المدنيون يقتلون من قبل مرتزقة داعش ‏عندما كانوا يخرجون لتلبية احتياجاتهم اليومية، وكان لديهم قناصون في جميع أنحاء المدينة، حيث كانت القناصة ‏تستهدف الأشخاص الذين يحاولون الهروب والوصول إلى مناطق وحداتنا، وفي الحقيقة حاول الكثير من المدنيين الفرار إلا أنهم كانوا يدخلون حقول الألغام التي زرعها الإرهابيون ويفقدون حياتهم، كانت هناك امرأة قد ولدت حديثاً ومعها طفلتها التي لم تبلغ أربعون يوماً، هذه ‏المرأة أثناء هروبها من مرتزقة داعش، انفجر بها لغم مزروع مما أودت بحياتها.‏

وأشادت المراسلة الميدانية دجلة أحمد بالمقاومة التاريخية التي جرت في منبج، والروح الفدائية التي أظهرها مقاتلو ومقاتلات وحدات حماية الشعب والمرأة، وقالت: "نفذ العديد من المقاتلين والمقاتلات عمليات فدائية؛ حيث نفذت المقاتلة كوجر عملية فدائية ضد مرتزقة داعش الإرهابي؛ وكان هناك اعتقاد سائد لدى إرهابيي داعش "بأن من يقتل على يد إمرأة، لن يدخل الجنة..!!" ولذلك كان الإرهابيون يخشون كثيرون من القتل بيد مقاتلات وحدات حماية المرأة؛ حيث كانوا يلوذون بالفرار حينما يسمعون زغاريد المقاتلات في وحدات حماية المرأة".

وأضافت: "كانت اللحظة الأكثر الإثارة والتي تأثرت بها جداً، هي اللحظة التي عانق الأهالي فيها المقاتلين فور رؤيتهم، كان الأطفال ‏والنساء ومن شدة سعادتهم يحضنون المقاتلين، لقد رأيت تلك اللحظات والتقطت لها صوراً ومشاهد.‏

كان أهالي المدينة يشاهدون فضائية روناهي ‏TV‏ في المنزل سراً، والأهالي كانوا يقولون إنهم تأثروا كثيراً بالشهيد ‏مصطفى الذي كان يغطي الأخبار باللغة العربية، وقالوا: " في كل مرة كان يخرج فيها الشهيد مصطفى وعندما كان يقول ‏إن المقاتلين أصبحوا قريبين جداً منا ولم يتبق سوى القليل، وعند نشره هذه المعلومات كانت معنوياتنا وآمال النجاة ترتفع ‏في نفوسنا".‏

كما ساعد مجلس منبج المدني أهالي المدينة، لأنه لم يكن هناك منظمة إغاثة، وأن المجلس ومن خلال إمكانياته الضئيلة ‏كان يقوم بإيوائهم ويوفر لهم السكن والخيام والاحتياجات".‏