الإدارة الذاتية تؤكد التزامها بالنضال لتحرير عفرين

أكدت الإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا التزامها بالعمل والإصرار على النضال من أجل تحرير عفرين، مشددة على أن وجود الاحتلال التركي كان ولايزال سببًا معمقًا للأزمة السورية.

يصادف اليوم، الـ 18 من آذار، الذكرى السنوية الثالثة لاحتلال عفرين من قبل تركيا ومرتزقتها، وفي هذا السياق أصدرت الإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا اليوم، بيانًا إلى الرأي العام، قالت فيه "إن الاحتلال الذي يشمل أيضًا مناطق أخرى من سوريا يعتبر بمثابة الخنجر في الجسد السوري.

وجاء في نص البيان:

"لقد تم احتلال عفرين في مؤامرة دولية تجسدت باتفاق بين كل من روسيا وتركيا وصمت مرافق من قبل أمريكا والتحالف الدولي وجهات أخرى.

إن وجود الاحتلال التركي كان ولايزال سببًا معمقًا للأزمة التي مرت عليها عشر سنوات، هذا الاحتلال الذي يساهم بكل الإمكانات في فرض حالة التقسيم الجغرافي والمجتمعي داخل سوريا، وكذلك يعمل على تشويه هوية المناطق الكردية الأصيلة عبر عملية التغيير الديمغرافي في عفرين ويساهم في دعم المرتزقة والإرهابيين الذين باتو عبئًا كبيرًا على سوريا".

وتابع "إننا في الإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا نؤكد أن عفرين ستبقى من القلاع الحصينة التي أنجزت ثورة شمال وشرق سوريا.

احتلال عفرين اليوم يمثل خطرًا كبيرًا ليس فقط عليها، بل على عموم سوريا لما تحمله عفرين من قيمة معنوية وتاريخية ونؤكد أنه لا يمكن الحديث عن أي استقرار أو نجاح لثورتنا دون أن يتم تحرير عفرين وعموم مناطق سوريا المحتلة من قبل تركيا، وفي الوقت نفسها نتوجه بالنداء إلى كافة المنظمات الحقوقية والإنسانية ومؤسسات الأمم المتحدة والقوى الفاعلة في سوريا والحريصة على استقرارها بأن تلعب دورًا واضحًا ومسؤولًا حيال ما تفعله تركيا في عفرين من ممارسات وانتهاكات لا علاقة لها بالأخلاق والقانون.

ونؤكد أنه على القوى التي صمتت أمام الاحتلال التحركَ وإبداء مواقفها وعدم الاستمرار كشريكة في هذه المأساة والممارسات الخطيرة، ونؤكد أن عملية التغيير الديمغرافي هي إبادة ممنهجة ضد الكرد في عفرين وضد الهوية السورية، ونطالب بشكل رسمي بتشكيل لجنة تقصي حقائق تكون حيادية للاطلاع على واقع ممارسات الاحتلال التركي وانتهاكاته في عفرين وعموم المناطق المحتلة مع ضرورة تقديم المجرمين بمن فيهم المسؤولين الأتراك إلى المحاكم الدولية.

 ونناشد الرأي العام العالمي ومؤسسات المجتمع المدني، وكذلك دعاة الديمقراطية والسلام والمؤسسات التي تعمل من أجل المرأة وحريتها بالتحرك والوقوف إلى جانب عفرين، والعمل على منع استمرار ما تتعرض له، فما يحدث في عفرين هو تجاوز لكل القيم كما تحركت بعض الجهات في البداية، حيث نشكر كل الأصدقاء والقوى الداعية إلى الديمقراطية والسلام لما أبدوه من مواقف تستحق الشكر إبان العدوان التركي على عفرين، ونؤكد أننا معهم في المزيد من العمل نحو فضح تركيا وجرائمها".

الإدارة الذاتية أكدت أن مقاومة عفرين ستكون طريقًا نحو تحريرها "في الختام نؤكد أن مقاومة عفرين وما تمخضت عنه ستكون طريقًا نحو تحريرها، ولن نقبل إلا بعفرين حرة تعود إلى أهلها، ونحيي المقاومة المستمرة سواء في عفرين أو مناطق الشهباء، حيث أهلنا المُهجّرون الذين يتحدون كل الظروف والصعوبات ويؤكدون التزامهم بالمرحلة الثانية من مقاومة الـ 58 يومًا عبر تمسكهم بخيار العودة بكرامة دون أي خيار آخر.

هذه المقاومة التي أبدتها وحدات حماية الشعب YPG ووحدات حماية المرأة YPJ وحالة الالتفاف العميق لأهالي عفرين حولها والتضحيات التي تم تقديمها هي ميراث تاريخي لشعبنا ولعموم الشعوب التي تدافع عن كرامتها وإرادتها وقرارها ومستقبلها الحر.

اليوم تمر ثلاث سنوات على الإبادة الممنهجة والقتل والخطف والترهيب، تم خلالها تهجير أكثر من 400 ألف من بيوتهم عنوةً، وتوطين الآلاف من الغرباء، وتم خطف أكثر من 7000 مدني، وقتل المئات تحت التعذيب، وقطع الملايين من أشجار الزيتون والسيطرة على المنازل ونهب محتوياتها، وهذه جرائم بحق الإنسانية وبحق القيم والأخلاق في العالم".

بينما أكدت أنها ستبقى ملتزمة بالعمل من أجل تحرير عفرين وجاء في ختام البيان "سنبقى في الإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا ملتزمين بالعمل والإصرار على النضال من أجل تحرير عفرين بكل ما نمتلك من إمكانات وطاقات".