الإدارة الذاتية لإقليم الجزيرة: مجزرة جندريسة أتت في سياق سلسلة جرائم دولة الاحتلال التركي ومرتزقته

أكدت الإدارة الذاتية الديمقراطية في إقليم الجزيرة أن مجزرة جندريسة أتت في سياق سلسلة من الانتهاكات التي تحدث في المناطق المحتلة بشكل يومي على يد هذه المجموعات التي تأتمر بأوامر من الجيش التركي وأجهزته الأمنية والائتلاف، الغطاء السياسي للاحتلال.

أدلت الإدارة الذاتية الديمقراطية لإقليم الجزيرة، اليوم ببيان إلى الرأي العام، تنديداً بالمجزرة التي ارتكبها مرتزقة (أحرار الشرقية) التابعون للاحتلال التركي، بحق 4 مواطنين في ناحية جندريسة، التابعة لمقاطعة عفرين المحتلة، في 20 آذار الجاري، بسبب إيقادهم شعلة نوروز.

وقرئ البيان بحضور ممثلي المجلس التشريعي والمجلس القضائي والمجلس التنفيذي، بالإضافة إلى هيئات المجلس التنفيذي، أمام مبنى المجلس في ناحية عامودا، من قبل الرئيسة المشتركة للمجلس التنفيذي للإدارة الذاتية الديمقراطية لإقليم الجزيرة، نظيرة كورية.

قال البيان في مستهله "عشية عيد نوروز، ارتكبت مجموعة إرهابية تابعة للفصائل المسلحة (أحرار الشرقية) التي تنضوي تحت مظلة ما يسمى الجيش الوطني في ناحية جندريسه، مجزرة مروعة راح ضحيتها أربعة مواطنين من الكرد المدنيين المتبقين في الناحية؛ بسبب إيقادهم نار نوروز، حيث تأتي هذه المجزرة في سياق سلسلة من الانتهاكات التي تحدث في المناطق المحتلة بشكل يومي على يد هذه المجموعات التي تأتمر بأوامر من الجيش التركي وأجهزته الأمنية والائتلاف، الغطاء السياسي للاحتلال.

وهذه ليست المرة الأولى التي ترتكب فيها هذه الأفعال الشنيعة، ولن تكون الأخيرة، طالما تعيش هذه المناطق في ظل الاحتلال وتحت نير ورحمة تلك المجموعات المسلحة التي خرجت من رحم التنظيمات الإرهابية (داعش- والقاعدة)".

وأكد البيان "الهدف من كل هذه الجرائم والأفعال هو إحداث تغيير جذري في الهندسة السكانية وإفراغ المنطقة من سكانها الأصليين تدريجياً؛ لإفساح المجال أمام تنفيذ مشاريعهم الاستيطانية وجعل المناطق المحتلة مرتعاً للإرهاب ومسرحاً لجرائمهم.

وما يجري في المناطق المحتلة من قبل تركيا يأتي ضمن مشروع احتلال منظم وسياسة واضحة تعتمد على التهجير والقتل وخلق الحروب الأهلية وبناء المستوطنات، حيث الانتهاكات الجسيمة والجرائم اليومية على يد تلك التنظيمات وبإيعاز من الدولة التركية في ظل صمت دولي مخزٍ ومريب، ضاربة بعرض الحائط مبادئ ومعايير إعلان العالمي لحقوق الإنسان والقوانين، التي تحمي حقوق الشعوب على أرضها ومبادئ السلامة العامة للمدنيين في ظل النزاعات المسلحة وفق القانون الدولي الإنساني".

مشدداً "إن صمود أهلنا في عفرين في الداخل والخارج، دليل على تشبثهم بأرضهم وإيمانهم بقضيتهم العادلة، على الرغم من السياسة المتبعة من قبل تركيا في المنطقة والفصائل والتنظيمات الإرهابية التي تتبعها علناً، هذا الصمود في وجه العدوان سيجبر المحتل على مراجعة سياسته وإرغامه على الانسحاب آجلاً أم عاجلاً".

وعزّت الإدارة الذاتية الديمقراطية في إقليم الجزيرة خلال بيانها، ذوي وعوائل الشهداء وتمنت الشفاء العاجل للجرحى والمصابين نتيجة الاعتداء الأخير على المدنيين، وأدانت هذه الأفعال الإجرامية التي ترتكب بحق شعب عفرين في الداخل.

وطالبت الإدارة الذاتية الديمقراطية "الشعب في سوريا عامة وشمال وشرق سوريا على وجه الخصوص بالوقوف إلى جانب مهجري مناطق (عفرين، وسري كانيه وكري سبي) وغيرها من المناطق المحتلة حتى تحقيق العودة الآمنة دون احتلال".

وطالبت أيضاً "الجهات الدولية والمنظمات الأممية بما فيها الحقوقية الكف عن دعم سياسة الدولة التركية في منطقة الشرق الأوسط كونها العامل الرئيس لحالة عدم الاستقرار والممولة "للإرهاب"، والضغط عليها وعلى مرتزقتها بالانسحاب من المناطق المحتلة لإفساح المجال أمام الحلول والمبادرات السلمية التي تطرح لحل الأزمة السورية والعمل على تهيئة الظروف الملاءمة لعودة السكان الأصليين إلى مناطقهم".

وشهدت عدة قرى ونواحي في عفرين المحتلة، عقب مجزرة جندريسة، احتجاجات ومظاهرات مطالبة بضرورة إنهاء الاحتلال.