اغتالوه بسبب قوله إن حزب العمال الكردستاني ليس منظمة إرهابية

خمس سنوات مرت على ذكرى اغتيال رئيس نقابة المحامين في آمد طاهر إلجي بعد قوله إن "حزب العمال الكردستاني ليس منظمة إرهابية" ليُستهدف بعدها أمام منارة جارلنغ في مدينة آمد، وكل أصابع الاتهام توجه للدولة التركية.

في مثل هذا اليوم تم اغتيال رئيس نقابة المحامين في آمد، طاهر إلجي أمام برج جارلنغ،  في وضح النهار وعلى مسمع ومرأى من الدولة التركية التي توجه لها أصابع الاتهام بالضلوع في تصفيته بسبب نضاله وتحركاته التي كان يؤكد خلالها بأن حزب العمال الكردستاني ليس إرهابياً كما تروج الدولة التركية.

وبدأت التداعيات التي أدت لاستهدافه واغتياله قبل خمس سنوات بلقاء له في 14 تشرين الاول 2015، مع برنامج "Tarafsiz Bolge" على قناة CNN التركية الذي يقدمه أحمد هاكان.

وخلال اللقاء رد طاهر إلجي على سؤال هاكان: "هل حزب العمال الكردستاني(PKK) منظمة إرهابية؟"، وأجاب: إن "حزب العمال الكردستاني ليس منظمة ارهابية ". 

ويبدو أن إلجي بحديثه المباشر هذا كتب مسوغات اغتياله، واستهدافه من قبل الدواة التركية، وسبقت عملية الاغتيال خطوات اتبعتها الدولة التركية تجاهه بدأت بالقبض عليه واقتياده إلى اسطنبول بعد ستة أيام من صدور مذكرة توقيف بحقه، ثم تم الإفراج عنه بعد أخذ افادته، تحت شروط عدم مغادرته البلاد.

وأصبح إلجي، الذي ولد في  منطقة الجزيرة التابعة لناحية شرناخ في عام 1996، رئيساً لنقابة المحامين في مدينة آمد في عام 2012 وظل في هذا المنصب حتى اغتياله في 28 تشرين الثاني 2015.

كان إلجي، الذي عمل في البحث عن أشخاص قُتلوا في جرائم "ضد مجهول" وعن ضحايا حرق القرى في كردستان، دائماً مستهدفاً من قبل الدولة التركية. ناضل كثيراً وسعى جاهداً إلى كشف أحواض الأسيد التي كانت الدولة تمحو أثر من كانت تقوم بقتلهم. كما كان معروفاً في كردستان وتركيا وأوروبا، لأنه أخذ الملفات التي كانت تكشف واقع القمع الذي مارسته دولة الاحتلال التركي في التسعينيات، إلى المحكمة الأوروبية لحقوق الإنسان (DMME) وكان يدليها باللغة الإنجليزية.

وبعد إعلان الإدارة الذاتية في منطقة سور، شنت الدولة التركية وعصاباتها هجوماً على منارة  جارلنغ في آمد، وذلك بعد أن أدلى طاهر إلجي زملائه بتصريح في مؤتمر أمام المسجد في 28 تشرين الثاني 2015.

وقال إلجي في بيان القاه في المؤتمر: "لنتجنب الحرب والصراع والسلاح والعمليات في هذه المنطقة. نحن هنا لهذا الغرض مع أصدقائنا الأعضاء في نقابة المحامين في آمد ومع شعب آمد".

وبعد المؤتمر، اغتيل طاهر إلجي أمام برج جارلنغ. وأقيمت مراسم تشييع إلجي في 29 تشرين الثاني 2015 في حديقة كوشويولو في آمد بمشاركة مئات الآلاف، ومن ثم دُفن في مقبرة ينيكوي بعد المراسم.