واشنطن تربط بقاء قوات التحالف بنجاح العملية السياسية في سوريا

ربطت أمريكا بقاء قوات "التحالف الدولي" بعد القضاء على تنظيم داعش الارهابي في سوريا, بنتائج عملية السلام التي تقودها الأمم المتحدة في جنيف, الأمر الذي رفضته دمشق ووصف تواجد تلك القوات ب"العدوان" على الاراضي السورية.

أعلنت الولايات المتّحدة الأمريكية أنّ بقاء قوات التحالف الدولي في سوريا, بعد الانتهاء من القضاء على تنظيم داعش, مرهونٌ بسير مفاوضات السلام في جنيف, مشيرةً إلى رفضها لمغادرة سوريا من دون تحقيق نتائج ايجابية في عملية السلام. في الوقت الذي ردّت فيه دمشق برفض هذا الاعلان الامريكي, وأعتبرت تواجد تلك القوات "عدواناً" على سوريا.

وقال وزير الدفاع الأميركي, جيم ماتيس, اليوم الأربعاء (15 تشرين الثاني) في مؤتمرٍ صحفي في البنتاغون: "لن نغادر في الحال بعد هزيمة داعش, ولن نقْدم ببساطة الآن على الانسحاب من سوريا, ولن ننسحب قبل بدء ظهور نتائج جنيف, وسنجلي بعض قواتنا عن سورية, إلا أننا سنربط ذلك بحزمة من الشروط". وتابع قائلاً: "يجب القيام بشيء ما بخصوص هذه الفوضى وليس فقط الاهتمام بالجانب العسكري والقول حظاً سعيداً للباقي".

كما أعرب ماتيس عن اعتقاده بأن الأمم المتحدة سمحت لأميركا بالدخول إلى أراضي سوريا. وأوضح تعليقاً على الأساس القانوني لتواجد الجيش الأميركي فيها: "أعلنت الأمم المتحدة أننا نستطيع, من حيث المبدأ, ملاحقة تنظيم داعش، ونحن بالفعل هناك (في سورية) من أجل تدميره".

وكان المبعوث الأممي إلى سورية, ستيفان دي ميستورا، أعلن الخميس الماضي أنّ جولة جديدة من محادثات جنيف ستعقد في 28 تشرين الثاني الجاري. وأعلن نائب وزير الخارجية الروسي, غينادي غاتيلوف, أنه أبلغ دي ميستورا بأن روسيا تنوي عقد "مؤتمر الحوار الوطني السوري" بداية كانون الأول المقبل. وقال غاتيلوف إن هدف روسيا من أستانا و مؤتمر الحوار السوري هو تسريع التسوية وليس خلق بديل من مفاوضات جنيف.

في السياق ذاته, أعلن النظام السوري عن رفضه لتواجد القوات الأمريكية على الأراضي السورية, كما رفض ربط بقاء قوات التحالف بنتائج العملية السياسية. وبحسب مصدرٍ في وزارة خارجية النظام, فإن الربط الأمريكي "ماهو إلّا ذريعة ومحاولة لتبرير هذا الوجود". مشدّداً على عدم قبلوهم لفرض واشنطن أيّ حلٍّ من خلال "الضغط العسكري". كما طالب المصدر ذاته بالانسحاب الفوري وغير المشروط من الأراضي السورية, معتبراً اياه "عدواناً على سيادة سوريا واستقلالها".