معارك الإرادة و الفداء في صحراء دير الزور

متمسكين بروح المقاومة و الإرادة الصلبة مقاتلي حملة عاصفة الجزيرة يتقدمون في صحراء دير الزور, في هذه الصحراء المعركة ليست ضد مرتزقة داعش فقط إنما التأقلم مع الظروف الجوية و طبيعة الصحراء القاسية معركة أخرى لها خصوصياتها.

 حملة عاصفة الجزيرة والتي أعلنت في 9 أيلول 2017 و بقادية مقاتلي YPGYPJ و مجلس دير الزور تدخل يومها الثالث عشر بعد المئة. قوات سوريا الديمقراطية وعلى ضفاف نهر الفرات تتقدم و تحرر الكثير من القرى , المزارع و البلدات من مرتزقة داعش. QSD ومن اجل تحرير هذه المناطق عليها فرض سيطرتها على الصحراء القاحلة . هنا في هذه الصحراء المقاتلين يتقدمون لأيام, أسابيع و شهور في الصحراء القاسية من اجل فرض السيطرة. هذه الصحراء معروفة بالحرارة الشديدة في الصيف و البرد القارس في الشتاء. كما ان هذه الصحراء مشهورة بعواصفها الرملية التي تمتد إلى الكثير من المناطق الأخرى على مسافات مئات الكيلومترات. مع حصول مثل هذه العواصف تكاد تكون الرؤية معدومة وليس بإمكان الفرد ان يرى ابعد من مسافة متر واحد. لهذا فالمعركة في هذه الصحراء معركة إرادة و تحمل. و البقاء هنا يعني التحلي بروح الفداء و التضحية.

حتى تكون الضربات قاضية التحضيرات تكون كبيرة

منذ مدة ونحن نتابع تقدم مقاتلي QSD في صحراء دير الزور, في ظل الظروف الجوية القاسية في الصحراء هناك مقاومة كبيرة.

مقاتلي QSD ومن اجل التقدم نحو بلدة هجين, يقومون بتحضيرات كبيرة. الطريق إلى البلدة يتطلب عبور منطقة صحراوية بطول 30 كم و تحرير أربعة قرى في محيط البلدة من مرتزقة داعش. هذه البلدة تعد منطقة استراتيجية بالنسبة لمرتزقة داعش, لهذا المرتزقة وضعوا خطوط دفاعية قوية في المنطقة وشهدت هذه المنطقة الكثير من المعارك القوية. مع تحرير بلدة الهجين من داعش فهذا يعني الانتقال إلى مرحلة جديدة من مراحل تقدم قوات عاصفة الجزيرة, هذا لان المرتزقة سيجبرون على الخروج من المنطقة و لن تجد مكان أخر تتمركز فيه في هذه المنطقة. فالبلدة هجين بالنسبة لداعش على ضفاف نهر الفرات هي بمثابة القلب لهذا التنظيم.

بدء التحرك نحو قلب داعش

في الساعة الثالثة من بعد الظهر, بدأت الخطوة الأولى نحو تحرير الهجين المقاتلين الذين كانوا يتحضرون لبدء الهجوم ركبوا العربات المدرعة استعداً للتحرك. أثناء التحرك كان تسمع أصوات الشعارات من بعض العربات و أحياناً أخرى صوت أغاني باللغة العربية و البقية يصفقون لهذه الأصوات الجميلة. في الخارج تزداد برودة الجو, من اجل التقاط بعض الصور للرتل الذي يتجه نحو بلدة هجين أخرجت كاميرا التصوير من خلال النافذة وبعد دقيقة واحدة أدخلت يدي إلى داخل العربة بسبب البرد الشديد. لكن المقاتلين وكأن الجو لم يتغير عليهم لايزالون يغنون و يصفقون بحرارة و الابتسامات ترتسم على وجوههم. هذه المعنويات العالية و الحماسة التي أبداها المقاتلون منحتنا الدافع و القوة أيضاً.

عند وصولنا إلى النقطة الأخيرة كان الظلام القى بصمته على هذه الصحراء. الآليات بدأت بتجهيز المتارس و التحصينات الدفاعية. المقاتلين بدأوا بنصب الخيم و جلب مستلزماتهم إلى التحصينات. المدرعات العسكرية و الرشاشات تمركزت في مواقعها. في هذه الأثناء نحن أيضاً بدأنا بالتحرك إلى المقر الإعلامي.

المعركة الأولى و الانتصار الكبير

في اليوم التالي توجهنا إلى حيث خطوط الدفع التي أنشأت يوم أمس, عند الوصول وكأن المكان موجود منذ شهور. عربات اللوجستيك ( المؤن) وصلت إلى المكان و قامت بتوزيع المؤن على المقاتلين. بعد التحضيرات الأخيرة سمعنا على جهاز اللاسلكي أن مجموعة من المقاتلين الذين دخلوا احد القرى في المحيط و بدأوا بالقتال وهم بحاجة إلى إرسال التعزيزات لهم. فوراً بدء مجموعة من المقاتلين و العربات المدرعة بالتوجه إلى المكان و تقديم الدعم وشنوا هجوماً قوياً على مواقع داعش. المعركة دامت لساعات طويلة, القرية كانت على مسافة بعيدة عنا. غرفة العمليات التابعة لقوات QSD لم تسمح لنا بالتقدم أكثر باتجاه القرية. بعد انتهاء المعارك هناك بثلاثة ساعات, سُمع صوت على جهاز اللاسلكي لاحد المقاتلين يقول:" تحيا مقاومة YPG ". في هذه المعركة القوية قتل الكثير من مرتزقة داعش, هناك كان المقاتلين يحتفلون بالنصر بترديد الشعارات. بعد عودتنا إلى مقرنا كنا نسمع القادة المشرفين على عمليات عاصفة الجزيرة يهنؤون بعضهم البعض عبر اللاسلكي .

بعد يومين تمكن المقاتلين من تحرير قرى القهاوي, الجبل, الكشكية و جب البحرى.