قرايلان يدعو الشعب الكردي إلى "النفير العام" نصرةً لعفرين

أكّد القيادي في حزب العمال الكردستاني PKK, مراد قرايلان على عدم مقدرة الدولة التركية من دخول مقاطعة عفرين, مشيراً إلى أنّها ستتلقة هزيمة نكراء , كما طالب الشعب الكردستاني بأنّ يقف مع عفرين في مقاومتها البطولية.

أعلن عضو الهيئة الإدارية لحزب العمال الكردستاني (PKK) أنّ الهجمات التي تقوم بها تركيا على مقاطعة عفرين "ستفشل" مؤكّداً على هزيمة دولة الاحتلال وعدم تمكّنها من دخول المقاطعة, كما طالب الشعب الكردي أن يعلن "النفير العام" نصرةً لعفرين في وجه المخططات التركية.

جاء هذا الإعلان خلال لقاءٍ مع قناة Stêrk tv, حيث خاطب شعب عفرين وعموم الشعب الكردستاني بأنّه سبق وأن قاتلت تركيا في نصيبين لمدة 9 أشهر, ولم تتمكن في البداية من السيطرة على المدينة, بفضل مقاومة شبابها, وحدث ذلك في سور آمد وجزير أيضاً, "لم تستطع من دخول تلك المدن, بالرغم من امكانياتها العسكرية الضخمة" إلّا أنّ نفاذ ذخيرة المقاومين داخل تلك المدن قد أفسح المجال أمامها لدخولها. مذكّراً أنّ الكثير من الجنود الأتراك الذين قاتلوا هناك أُصيبوا إمّا بالجنون أو بأمراضٍ أخرى, وفرّ عددٌ كبيرٌ منهم.

كما نوّه قرايلان إلى أنّ الجيش التركي حاول دخول مدينة الباب السورية لمدة 3 أشهر, في أُلحقت به خسائر فادحة من قبل مسلّحي تنظيم داعش الإرهابي, حيث قتلوا العديد من الجنود الأتراك واستولوا على دباباتهم, لكن وبفضل الدعم الروسي والاتفاق مع قادة التنظيم, تمكّنت تركيا من دخول الباب.

وتابع القيادي في PKK حديثه بالقول: "نحن نحارب الدولة التركية منذ 35 عاماً, نعلم مدى قدراتهم جيّداً. لديها صوت عالٍ, لكن لا تملك المقدرة القتالية العالية", مشيراً إلى أنّ تركيا تقوم بهذا العدوان على عفرين لأنّها تمرّ بأوضاعٍ داهلية وخارجية سيئة, لكن هذا لا يعني أنّها "ستنجح بدخول عفرين, ستُهزم تركيا هزيمةً نكراء". مؤكّداً أنّ وحدات حماية الشعب والمرأة YPG\YPJ إلى جانب قوات سوريا الديمقراطية قاتلوا الإرهاب بالنيابة عن الإنسانية, وقد أسقطوا "عاصمة داعش" وسيطروا عليها, وهم مستعدّون للوقوف بوجه الاحتلال التركي أيضاً.

وأوضح قرايلان أنّ سبب فشل كل مؤتمرات جنيف, وتأجيل عقد مؤتمر سوتشي لعدّة مرات هو عدم مشاركة الكرد فيها, مضيفاً بالقول "الكرد في سوريا قوةٌ حقيقة, إن لم يحضروا في تلك المؤتمرات, فلن يُكتب لها النجاح حتماً, وتركيا تحاول دوماً أن تُبعد الكرد عنها, فهي ترى بأنّ الكرد كلّهم إرهابيون". داعياً الدول العظمى, إذا ما أرادت إيجاد الحلول للأزمة السورية, أن تقول لتركيا "كفى, توقفي", مستردكاً "لكنّ تلك الدول تتعامل وفقاً لمصالحها فقط".

وأشار قرايلان إلى ضرورة معرفة القوى العظمى لهذه الحقيقة "لن تُحلّ أزمات الشرق الأوسط ما لم يتم وضع الحلّ للقضية الكردية", فالقضية الكردستانية هامة, على الجميع أن يخاطب تركيا بهذه الحقيقة, متابعاً "لكن لا أحد يريد أن يقول ذلك لتركيا, لأنّهم يخافون منها, ليس لأنّ تركيا قوية, لكن لأنّهم لن ينفّذوا مصالحهم في هذه الحال", في الوقت ذاته يجب على "القوى الداعمة للديمقراطية والإنسانية أن تقول كفى للفاشية والعنصرية التركية".

وأكّد القيادي في PKK على أنّهم لا يعتمدون على أيّ قوةٍ ويقولون ذلك بشكلٍ علني "لسنا مجبرين أن نعتمد على أيّة دولةٍ, هذه هي حقيقتنا, نحن نعتمد على أنفسنا فقط. نحن أصدقاء أنفسنا, جبالنا هي أصدقاؤنا, وهذا ما يجعلنا نملك إرادتنا القوية".

وطالب قرايلان دلو العالم أن لا يصبحوا شركاء تركيا في فاشيّتها, "تركيا تكنّ العداء العلني للشعب الكردي, هناك أكثر من مليون إنسان يعيشون في عفرين, إن لم توافق روسيا على هجوم تركيا, فلن تتمكن الأخيرة من ذلك", مشيراً إلى أنّ جيش الاحتلال التركي لم يتمكن حتّى الآن من تحقيق أيّ تقدمٍ على الأرض "فقط يقصفون من بعيد", لكنّه تساءل "المجال الجوي تحت سيطرة من؟", مستردكاً أنّه تحت سيطرة روسيا, "إن حلّقت الطائرات التركية هناك, فهذا يعني أنّ روسيا موافقة على ذلك, فليعلم الشعب الكردي هذه الحقيقة ويفهمها".

وتوجّه قرايلان بخطابه إلى قادة روسيا قائلاً: "أطالبكم بأن لا تصبحوا شركاء لتركيا في هجومها على عفرين. روسيا قدّمت الدعم لوحدات حماية الشعب وقوات سوريا الديمقراطية. إن وافقت موسكو على تحليق الطائرات التركية في سماء عفرين, سيُعتبر خيانةً كبيرة. نحن نأمل أن لا تقوم روسيا بذلك".

واعتبر القيادي الكردي أنّ الهجوم على عفرين هو "عدوانٌ على عموم الشعب الكردي" مضيفاً "كما حدث في كوباني, سيحدث في عفرين أيضاً", مشبّهاً عفرين ب"مرآة كردستان" حيث يعيش فيها العلوي والإيزيدي إلى جانب أخوتهم الكرد من المذاهب الأخرى. وتابع قائلاً: "شعب عفرين معروف ببطولاته, آرين ميركان كانت من عفرين, رفعت عربان أيضاً, لدينا الكثير من الشهداء الأبطال كانوا من عفرين. وأنا متأكّدٌ أنّ شعب عفرين سيواجه الاحتلال التركي بالبطولة ذاتها. فاشية حزب العدالة والتنمية AKP إلى جانب حزب الحركة القومية MHP يمارسون الحرب النفسية على شعب عفرين, وإن قاموا بهجومٍ مباشر, فإنّ شعب عفرين سيتصدى لهم بكلّ قوّةٍ".

PKK لن تبقى صامتة إزاء الهجوم على عفرين

وشدّد قرايلان على عدم وقوف PKK موقف المتفرّج إذا ما تمّ الهجوم "نحن مقاتلو الكريلا, مهمتنا هي حماية كل أراضي كردستان, أيّ مكانٍ يتعرّض لهجوم, نحن مستعدّون للدفاع عنه وسنقود المقاومة هناك".

YPG لا تتبع لPKK

وتابع مراد قرايلان, القيادي في حزب العمال الكردستاني حديث بالقول: "وحدات حماية الشعب وحزب الاتحاد الديمقراطي لا يرتبطان تنظيمياُ بPKK أبداً. لكن إن وقع هجومٌ على عفرين, سنتوحّد جميعنا كشعب كردي. على كلّ كرديٍ أن يفكر هكذا, وأيّ كردي لا يشعر بمسؤوليته تجاه تعرّ عفرين لهجومٍ تركي, يجب أن يقوم بمراجعة نفسه جيّداً. أردوغان يمارس الحقارة بحق الشعب الكردي. ولن نبقى صامتين في وجه هذه الحقارة".

على الجميع أن يكون مستعدّاً للنفير العام

وفي ختام حديثه, وجّه قرايلان نداءه إلى عموم الشعب الكردي قائلاً: "من الممكن أن يحصل هجومٌ على عفرين, يجب أن نكون مستعدّين لذلك. يجب على الجميع أن يكون جاهزاً للنفير العام. عندما تمت مهاجمة كوباني, وجّه القائد عبد الله أوجلان نداءاً, ذلك النداء لأجل عفرين أيضاً. المقاومة في عفرين ستتّخذ منحى جدّي, تلك المقاومة هي واجب على الجميع, وهي وسام شرفٍ على صدر كلّ كردي. انتصار عفرين على قوى الاحتلال هي انتصار عموم الشعب الكردي".