قراءة في العدوان التركي على مقاطعة عفرين - تقدير موقف

الهجوم الجوي التركي بهذه الكثافة يعني موافقة الحكومة الروسية على حملة العدوان. وكانت السياسة الروسية قد تمركزت في الآونة الأخيرة على ضرورة إشراك تركيا في إنجاح الهدنات المحلية وعمليات "خفض التوتر"، التي توصلت إليها لقاءات الأستانة.

تقييم حالة

شن الجيش التركي هجوما عسكريا كبيرا على عدة مناطق من مقاطعة عفرين بفيدرالية شمال سوريا، مستخدماً عشرات الطائرات الحربية والدبابات والقصف المدفعي، إضافة إلى المئات من الجنود ومسلحي المعارضة السورية المنضوين تحت لواء ما يُعرف بـ"درع الفرات". وكان الرئيس التركي رجب طيب أردوغان قد صرح مراراً في الآونة الأخيرة، بأن الجيش التركي سيدخل عفرين للقضاء على وحدات حماية الشعب. ورغم أن التصعيد العسكري التركي جاء بعد إعلان الولايات المتحدة عن تشكيل قوات قوامها 30 ألف مقاتل لحراسة الحدود مع كل من العراق وتركيا، إلا أن التهديد التركي ضد عفرين، والقصف المدفعي اليومي، وإرسال مقاتلي مجموعات "درع الفرات"، لشن هجمات تخريب ضد القرى والمزارع الكردية، لم ينقطع يوماً

مبعث التهديدات التركية

الهجوم التركي على مقاطعة عفرين يأتي في سياق سياسة الحرب الشاملة على الشعب الكردي، والتي أعلنها رجب طيب أردوغان وحزبه عقب فشلهما في انتخابات حزيران عام 2015 وتصدّر حزب الشعوب الديمقراطي بكتلة برلمانية كبيرة، ما حرم أردوغان وحزبه من الاستفراد بالسلطة واحتكارها، وتشكيل الحكومة دون الحاجة لإشراك حزب آخر. بعد ذلك التاريخ قرر أردوغان التحالف مع حزب الحركة الوطنية اليمني العنصري، وتصعيد الحرب العسكرية والسياسية بشكل شامل وعنيف ضد الكرد في داخل وخارج تركيا، فأنهى محادثات السلام مع الزعيم الكردي عبد الله أوجلان، وأرسل المجموعات الجهادية الإرهابية ( بما فيها داعش) لقتال الكرد في مقاطعات روج آفا/شمال سوريا، ودمّر المدن الكردية المعروفة بتأييدها لنضال حزب العمال الكردستاني في كردستان الشمالية/تركيا، واعتقل رئاسة ونواب حزب الشعوب الديمقراطي، وكثّف من العمليات العسكرية والقصف الجوي ضد قوات حزب العمال الكردستاني، وفرض عزلة مشددة، ما زالت مستمرة منذ نيسان 2015، على أوجلان.

أما السياسة التركية إزاء الشعب الكردي في سوريا فلم تخرج من الخط العدائي، فقد كانت أنقرة هي الداعم الأكبر للمجموعات الجهادية الإرهابية ضد الكرد، فأدخلت الآلاف من مقاتلي هذه المجموعات عبر أراضيها، وتغاضت عن نشاطاتها الاجتماعية، ومعسكراتها التدريبية، وكذلك حملات التبرع والدعاية لها. وما زال الجميع يتذكر تصريحات أردوغان العدائية حيال مقاومة كوباني في وجه هجوم "داعش" ورهانه على سقوط المدينة. والواقع بأن التدخل التركي في الأزمة السورية كان منذ البداية لتحقيق هدف حرمان الشعب الكردي من تحقيق أي مكسب، وإبقاءه بدون حقوق دستورية وإدارية. وكان هذا هو المطلب الرئيسي لأنقرة منذ اندلاع الأزمة السورية في آذار عام 2011. فكانت جولات وزير الخارجية آنذاك أحمد داود أوغلو إلى دمشق تنصب حول "ضرورة إجراء إصلاحات سياسية، مع استثناء الاعتراف الدستوري بالمكونات القومية، ورفض صيغ الإدارية الذاتية والاحتفاظ بالطابع المركزي للدولة". وقد ركّزَ داوود أوغلو في كل جولاته العشرين التي قام بها في غضون ستة أشهر لدمشق بداية الأزمة على هذه المطالب. وبعيد عسكرة الحراك وظهور المجموعات المسلحة، عمدت تركيا إلى دعم المعارضة السورية المسلحة وتقديم الدعم العسكري والمأوى لها، على أن تلتزم بالشروط التي كانت سابقا قد عرضتها على نظام بشار الأسد في دمشق. وقد التزمت قوى المعارضة السورية المسلحة والسياسية بالشروط والأوامر التركية، ووضعت نصب عينيها وعلى رأس أهدافها محاربة تطلعات الشعب الكردي، والعمل كرأس حربة غدر بيد حكومة الحرب التركية.

ومع انتصار مقاومة كوباني في كانون الثاني عام 2015 في وجه "داعش"، ومن ثم تحرير كل من تل أبيض ومنبج وسد تشرين، والطبقة، والرقة ( معقل وعاصمة "داعش" في المنطقة)، وأجزاء كبيرة من ريف دير الزور، وظهور تحالف بين "قوات سوريا الديمقراطية" والتحالف الدولي لمحاربة الإرهاب بقيادة الولايات المتحدة الأميركية، بدأت أنقرة تعي ضرورة التحرك بنفسها، فعمدت إلى احتلال كل من الباب وجرابلس ووضع بعض المجموعات المسلحة وبقايا تنظيم "داعش" في المنطقة كواجهة لعمليتها تحت اسم "درع الفرات"، بهدف فصل مقاطعة عفرين عن بقية مقاطعات فيدرالية الشمال السوري. لكن أنقرة بدأت، رغم كل ذلك، تستنفذ أدواتها التخريبية ضد مشروع فيدرالية شمال سوريا، مع تحقيق هذا المشروع لانتصارات عسكرية وأخرى سياسية واجتماعية بانضمام آلاف المقاتلين العرب، وتشكيل مجالس الإدارات الذاتية، ونشر فكرة "أخّوة الشعوب" و"الأمة الديمقراطية" في عموم مناطق الفيدرالية، وهي مبادئ فكرية وفلسفية مستقاة من نظريات الزعيم الكردي عبد الله أوجلان. فأصبحت تركيا تتحين الفرص للانقضاض على تجربة الفيدرالية، ولكن هذه المرة عبر تحريك فيالق جيشها والاعتماد على مجموعات النخبة والقوات الخاصة، بعد فشل أدواتها في "داعش" و"أحرار الشام" و"درع الفرات" في تحقيق أهدافها الإستراتيجية في تخريب مشروع الفيدرالية، وإلحاق الهزيمة القاصمة بقوات سوريا الديمقراطية.

أهمية عفرين

تعتقد تركيا بأن عفرين هي خاصرة فيدرالية شمال سوريا الرخوة. فهي غير متصلة بمناطق الفيدرالية الأخرى، ومعزولة في الزاوية الغربية، وتحاصرها الكتائب المسلحة الموالية لأنقرة. طول حدود عفرين مع تركيا يقارب من 135 كيلومتراً، والجيش التركي يحتشد على الجانب التركي من الحدود، ويفرض حصارا خانقا على مدينة ومنطقة عفرين، وقد بنى جدارا عازلا لإحكام هذا الحصار. أما جنوباً فتحدها كل من بلدتي دارة عزة وآطمة التابعتين لمحافظة إدلب التي تسيطر عليها هيئة تحرير الـــشام (جبهة النصرة). وشرقاً تحدها منطقة إعزاز الخاضعة لتركيا والفصائل التابعة لها. وفي الجهة الجنوبية الشرقية، تحد عفرين بلدتي نبل والزهراء اللتين تقعان تحت سيطرة قوات "حزب الله" وإيران، وبلدة ديرجمال التي تسيطر عليها قوات سوريا الديمقراطية. واستراتيجيا، أيضا، تتمثل أهمية منطقة عفرين في أنها تفصل بين مناطق سيطرة ميليشات "درع الفرات" في جرابلس، الباب، وإعزاز إلى الشرق من عفرين ومحافظة إدلب في الغرب، وبالتالي فإن الاحتلال التركي يعتقد بأن السيطرة على عفرين ستحقق له تواصلا جغرافيا على جميع المناطق الحدودية الواقعة بين مدينة جرابلس غرب الفرات والبحر المتوسط، وبالتالي يعني القضاء على أي إمكانية لتحقيق التواصل الجغرافي بين المناطق الكردية والحيلولة دون ضمنها لمناطق فيدرالية شمال سوريا، وتحقيق التواصل الجغرافي بين مقاطعات الفيدرالية السورية الشمالية. كذلك يمكن إشغال قوات سوريا الديمقراطية بمهمة الدفاع عن عفرين وبالتالي عرقلة حملاتها العسكرية في ريف دير الزور، حيث ما يزال تنظيم "داعش" الإرهابي موجودا ويرتب صفوفه من جديد. أما قضية الدور التركي في سوريا، ومحاولة تثبيت أنقرة وجودها ومصالحها في الشأن السوري، فهو أمر يبدو ثانوياً إذا ما قورن بهدف أنقرة الأكبر وهو ضرب فيدرالية الشمال وقواتها الناهضة، والتي باتت تستقطب آلاف الشباب العربي، وتهزم "داعش" وتمسك بالأرض وتديرها عبر مجالس محلية منتخبة، كما وأصبحت شريكا حقيقيا للتحالف الدولي، وعلى رأسه الولايات المتحدة الأميركية. هذا فضلا عن الهدف الثاني وهو إدامة الاحتلال التركي العسكري لمناطق الباب وجرابلس وإعزاز، وبناء المزيد من القواعد العسكرية فيها واعتبارها واردة في "الميثاق الملي التركي"وهو الذي يعتبر ( مناطق خارج الحدود التركية الحالية حقا تاريخيا للدولة التركية انتزع منها انتزاعا ولأنقرة الحق في ضمها في أي وقت)، وتحويل الميليشيات السورية المعارضة، إلى "حراس قرى" جدد، مهمتهم الحفاظ على هيكلية الاحتلال التركي ومنحها الشرعية اللازمة.

كذلك لا يمكن إغفال الحسابات الداخلية التركية في التصعيد التركي الأخير ضد عفرين. فأردوغان يحضر للانتخابات النيابية والرئاسية القادمة عام 2019 ويريد قضم المزيد من قاعدة حزب الحركة الوطنية العنصري، عبر التهييج واللعب على الوتر القومي، وتخويف الأتراك من "الدولة الكردية في سوريا" و"مؤامرة تمزيق تركيا"، حيث يضمن لنفسه الفوز، ويطمس الكثير من ملفات الفساد وقمع الحريات واعتقال المعارضة، وواقع التراجع في النمو والاقتصاد وانهيار قيمة الليرة التركية أمام الدولار.

الموقفين الروسي والأمريكي

الهجوم الجوي التركي بهذه الكثافة يعني موافقة الحكومة الروسية على حملة العدوان. وكانت السياسة الروسية قد تمركزت في الآونة الأخيرة على ضرورة إشراك تركيا في إنجاح الهدنات المحلية وعمليات "خفض التوتر"، التي توصلت إليها لقاءات الأستانة. وكانت روسيا قد تغاضت سابقا عن التوغل التركي في جرابلس والباب، مقابل تخلي أنقرة عن مجموعات المعارضة السورية المسلحة في حلب، والتي ضغطت عليها أنقرة للانسحاب والمجيء إلى جرابلس والباب والانضمام إلى ميليشيات "درع الفرات" التركية. كذلك عمدت موسكو إلى الموافقة على قدوم قوات تركيا لبعض مناطق إدلب، كثمن للتحرك ضد "جبهة تحرير الشام" والضغط على الفصائل الإسلامية المتحالفة معها لفك الارتباط بها، تمهيدا للهجوم الروسي ـ السوري المشترك ضدها وإنهاء وجودها في محافظة إدلب.

والسماح الروسي لتركيا بالهجوم على عفرين وقصف المدنيين والمنشآت فيها، يعني وجود صفقة بين الطرفين، قد تتمثل في ضغط أنقرة على أدواتها الجهادية في إدلب للانسحاب أو التحرك ضد "جبهة النصرة" وبالتالي تسليم المدينة للنظام السوري، مثلما حصل في سيناريو حلب. وكان كل من رئيس أركان الجيش التركي خلوصي أكار ورئيس جهاز الاستخبارات التركية هاكان فيدان قد زارا موسكو لمناقشة العروض التركية مقابل السماح الروسي للطائرات التركية باختراق المجال الجوي السوري. وذكرت الأنباء بأن روسيا قد بدأت بسحب قواتها المتمركزة في عفرين والتي كانت قد أرسلتها إلى هناك في أيلول 2017.

من جانبها عارضت الولايات المتحدة التهديدات التركية بالهجوم على عفرين. ونقلت وكالة "رويترز" عن مسؤول كبير في وزارة الخارجية الأميركية قوله أمس، إن العملية التركية لن تسهم في حماية أمن الحدود التركية. وأضاف "إنها مزعزعة للاستقرار". بينما ما تزال واشنطن متمسكة بدعم تشكيل قوات لحراسة الحدود العراقية والتركية، وقد أعلنت قوات سوريا الديمقراطية تخريج أول دفعة من هذه القوات. وأعلنت قوات سوريا الديمقراطية في بيان لها بأن أكاديمية الشهيد دجوار في مقاطعة تل أبيض\كرى سبي، أعلنت يوم الجمعة المصادف 19 كانون الثاني الحالي تخريج دورة ثانية حملت اسم دورة “الشهيد  أحمد خلف” الذي استشهد في معركة تحرير الرقة. وتابع البيان بأن الدورة دامت شهراً خضع لها 154 مقاتل من المكون الكردي والعربي, تلقوا من خلال الدورة دروساً عن كيفية استعمال السلاح على يد خبراء من قوات سوريا الديمقراطية  والتحالف الدولي لمحاربة الإرهاب.

الجهوزية الكردية للقتال

رفضت فيدرالية شمال سوريا التهديدات التركية ضد عفرين. وعبّرت القيادات العسكرية والسياسية عن الاستعداد لدفع أي عدوان محتمل، والثبات في الخنادق لدحر قوات الجيش التركي الغازية والميليشيات المأجورة التي تأتمر بأمرها. فقد عبر كل من سيبان حمو قائد وحدات حماية الشعب روجهات روج المتحدث باسم هذه القوات في عفرين، عن استعداد القوات الدفاع عن عفرين في وجه الاحتلال التركي، داعين مجموعات "درع الفرات" التي تطلق على نفسها اسم "الجيش الحر" العودة عن طريق العمالة والخيانة ورفض الانخراط في حملة الحرب التركية ضد عفرين وأهلها. كما أشار المسؤولون العسكريون والسياسيون في المقاطعة إلى وجود مئات الآلاف من النازحين في عفرين، واحتضان أهل هذه المنطقة لكل السوريين بمختلف انتماءاتهم العرقية والدينية والمذهبية. ودعا المسؤولون المجتمع الدولي إلى كبح تركيا وعدوانها وتقديم الدعم لإدارة عفرين التي تشرف على شؤون أكثر من مليون شخص. وكانت قوات الجيش التركي قد استأنفت قصف القرى الآهلة بالسكان، مخلفة دمارا كبيرا في الممتلكات.

كردستانيا، أعلن مراد قره يلان العضو القيادي في حزب العمال الكردستاني عن إطلاق حملة قومية كردستانية للدفاع عن عفرين والتصدي لقوات الاحتلال التركي، ملوحاً بضرب قوات الجيش التركي في كل مناطق كردستان في حال هجومها على عفرين. وقال إن أردوغان المتحالف مع الحزب الفاشي التركي وضع نصب عينيه إبادة الشعب الكردي في كل من شمال كردستان وروج آفا. وشدد قره يلان على ضرورة تلاحم الجماهير مع قواتهم المسلحة للدفاع عن شرفهم وأرضهم في وجه الهجوم التركي، مشيراً بأن الجيش التركي ليس بذلك الجيش الجبار القادر على الهجوم والانتصار على شعب وقوات عفرين المتلاحمين. وأوضح قره يلان في حديث خاصة لوكالة "فرات" للأنباء، بأن الجيش التركي استغرق ثلاثة أشهر في حصار مدينة الباب السورية، وتعرض إلى خسائر كبيرة فادحة على أيدي مرتزقة تنظيم "داعش" الإرهابي. كذلك أشار قره يلان إلى الهجمات التركية على مدن جزير وسور ونصيبين وغفر وهزخ وديريك وفارقين، حيث حدث حصار دام أشهرا طويلة، ولم تدخل قوات الجيش التركي مستخدمة المدرعات إلا بعد نفاذ ذخيرة المقاومين، الذين لم تركوا مواقعهم إلا شهداء. وتابع قره يلان بأن المئات من جنود الجيش التركي الذين دخلوا تلك المدن ومارسوا القتل والتخريب، فروا من الجيش التركي، وانتحر العديد منهم، بينما أصيب آخرون بالجنون والأزمات النفسية. وقال قره يلان إنهم يحاربون الجيش التركي منذ 30 عاما، وهم أدرى الناس بمعنويات الجنود الأتراك المتردية وخوفهم من المواجهات.

الخلاصة

رغم الحسابات الداخلية التركية، ورغبة أردوغان في تثوير الشارع التركي وتحقيق مكاسب سياسية، والتغطية على ملفات الفساد ودعم الجهاديين، ومواصلة قمع الحريات، واعتقال المعارضة، وكبت التعبير عن الرأي، إلا أن التهديد بتدمير عفرين، يصب في صلب الإستراتيجية التركية التي وضع أردوغان معالمها حين إنهاء مرحلة الحوار مع حزب العمال الكردستاني، حيث وراهن على الحرب على الكرد والتحالف مع الحزب القومي الفاشي. وتعتبر عفرين معقلا كرديا خالصا، صدرّ آلاف المقاتلين في صفوف حركة التحرر الكردستانية، وظلت بمنأى عن المواجهات الجارية في سوريا. وقد نجح أردوغان في توظيف تنظيم "داعش" في الهجوم على كل من كوباني وشنكال، حيث ارتكب هذا التنظيم الوحشي المجازر في المنطقتين الكرديتين المعروفتين بالكثافة الكردية شبه المطلقة، وبحفاظهما على التراث والثقافة الكردية طيلة مئات السنين. وكان الهدف الاستراتيجي التركي هو تهجير أهالي هاتين المنطقتين، وإحداث أكبر قدر من القتل والتخريب فيهما، وكان الأداة تنظيم "داعش" الإرهابي، الذي جاء معظم مقاتليه عبر تركيا، وتركوا أفراد البعثة القنصلية التركية في الموصل طلقاء بعد احتلالهم المدينة.

وكان الزعيم الكردي عبد الله أوجلان قد انتبه لحملة الحرب التركية هذه والنوايا في شن الحرب الشاملة، على مختلف الصعد، وفي كل مكان ضد الشعب الكردي. كذلك حذر في وقت سابق الكرد من التراخي في الدفاع عن عفرين، والاستعداد لحرب دائمة وشاملة تقودها تركيا بنفسها، أو بالوكالة عبر مرتزقتها من الجهاديين والمجموعات السورية المعارضة المأجورة. وانتقد أوجلان "افتتاح المعامل والمصانع، بدل بناء معامل السلاح والذخيرة"، في حين تحتاج المنطقة إلى ما أسماه ب"اقتصاد الحرب" والاستعداد الدائم للدفاع عن الشعب والمكتسبات في وجه عدوان وتخريب الدولة التركية. كذلك طالب أوجلان الشعب والقوات المسلحة بالتلاحم والاستعداد لخوض مواجهة طويلة وصعبة مع ذهنية الحرب التركية، والتي تقوم على إبادة واجتثاث الشعب الكردي من كل المنطقة، وتعمد إلى تقديم كل التنازلات في الداخل والخارج من أجل تحقيق هذا الهدف والنيل من مقاومة الشعب الكردي في داخل وخارج تركيا.