شعب منبج: الدولة التركية وداعش وجهان لعملة واحدة ولا نرغب في وجودها بمناطقنا

بعد تحرّر أهالي منبج من سواد تنظيم داعش الإرهابي, بدؤوا بإعادة تنظيم حياتهم من جديد, حيث شكّلوا مؤسّسات مدنية وعسكرية ليقوموا بإدارة انفسهم, ويؤكّدون على عدوم رغبتهم بدخول الجيش التركي إلى مناطقهم.

منذ تحرير مدينة منبج من رجس تنظيم داعش الإرهابي, على يد قوات سوريا الديمقراطية, أبدى أهالي المدينة اهتمامهم بالشهداء الذين ضحّوا بأرواحهم في عمليات التحرير, حيث أعادوا ترميم مزارات المدينة, بعد أن دمّرهم مسلّحو التنظيم في رسالةٍ مفادها "نحن لا نحترم مبادئ وقيم الإنسانية".

تعرّضت مزارات منبج للتخريب والدمار بعد كانون الثاني من العام 2014 على يد إرهابيي داعش, بعد سيطرتهم على المدينة ومحيطها. وفي 6 حزيران من العام 2016 تحرّرت المدينة خلال حملة "الشهيد أبو ليلى" التي شارك فيها مجلس منبج العسكري إلى جانب قوات سوريا الديمقراطية وبدعمٍ من التحالف الدولي بقيادة الولايات المتّحدة الأمريكية. وخلال عامين تلا عملية التحرير, رمّم أهالي منبج مزاراتهم من جديد, بالإضافة إلى بناء مقبرة خاصة بالشهداء, للتأكيد على إجلالهم وتقديرهم لتضحياتهم في سبيل الأرض.

في مزار الشهداء بمنبج, تمّ دفن شهداء حملة تحرير الطبقة ومن بعدها الرقة, بعد أنّ تمّ احضار رفات شهداء حملة تحرير منبج, ممن دفنوا في مناطق أخرى, ودفنها في المزار.

شعب منبج التوّاق إلى الحرّية دوماً, يواجه تهديدات الدولة التركية بغزو المدينة, وقد عبّروا عن مخاوفهم من دخول الجيش التركي إلى مناطقهم وتدمير مزاراتهم, لأنّ الدولة التركية تنتهج سلوكيات تنظيم داعش الإرهابي في التدمير والتخريب, وبحسب وصفهم فإنّ "تركيا وداعش وجهان لعملةٍ واحدة", مشدّدين على رفضهم دخول الأتراك ومواليهم من الفصائل المسلّحة إلى مناطقهم بأيّ شكلٍ من الأشكال.

وتحدّث عددٌ من مسؤولي مؤسّسة عوائل الشهداء عن رفضهم القاطع للتهديدات التركية باحتلال منبج, مؤكّدين على تمسّكهم بخيار المقاومة في وجه "قوى الغزو", حيث قالت الإدارية في المؤسّسة, كفاء علي إنّ "الجيش التركي معروفٌ بتدميره لمزارات الشهداء على خطى تنظيم داعش الإرهابي, ولا فرق بينهما من حيث الممارسات البعيدة عن القيم الإنسانية".

وأوضحت الإدارية كوثر حمو أنّهم كانوا يدفنون شهداءهم في مقبرة بلدة ملاوية التابعة لمنبج, وأضافت بالقول: "بعد أن جهّزنا مزار الشهداء في منبج, جلبنا رفات شهدائنا من هناك ودفنّاهم هنا, وهذه خطوة جيّدة قمنا بها, لأنّه صار بإمكاننا زيارة شهدائنا دون أن نواجه صعوبات".

وذكّرت حمو بممارسات مسلّحي تنظيم داعش وتدميرهم لمزارات مدينة منبج, كما ربطت بين تلك الممارسات وما تقوم به الدولة التركية من استهداف المزارات خلال عملية احتلال مقاطعة عفرين, حيث أعربت عن أملها بعدم رغبتها بتكرار مثل هذه التصرّفات في مدينتهم.