سيبان حمو: الحرب في عفرين ستكون "النهاية"

في حديثٍ خاص لوكالة فرات الإخبارية (ANF), قال القائد العام لوحدات حماية الشعب (YPG) إنّهم جاهزون للدفاع عن عفرين ومنبج في وجه محاولات احتلالهما من قبل الدولة التركية, كما دافعوا سابقاً عن كوباني, موضحاً أنّ قدرهم هو الوقوف في وجه "مصائب أردوغان".

ردّ القائد العام لوحدات حماية الشعب (YPG), سيبان حمو على تصريحات رئيس الدولة التركية, رجب طيب أردوغان, التي هدّد فيها باحتلال عفرين قائلاً: "سنحافظ على مكتسبات الشعب الكردي في هذه المنطقة".

وقال حمو, خلال حديثٍ خاص لوكالتنا, إنّ محاولات الدولة التركية وتهديداتها المتواصلة منذ 6 أعوام للهجوم على روج آفا "تظهر حقيقة عداء أردوغان للشعب الكردي", مضيفاً أنّ مايقوم به الجيش التركي من قصفٍ على محيط عفرين وتصريحات أردوغان "ليست بجديدةٍ علينا, ولم يتمكّنوا خلال 6 أعوام من تحقيق نجاحٍ في هذا الشأن".

وأوضح القائد العام ل(YPG) أنّ تركيا قد استخدمت "مجموعاتها المرتزقة في الهجوم على الشعب الكردي في حلب وعفرين" وهذا ما تظهره الوثائق الموجودة في الأرشيف, متابعاً بالقول: "هدف الدولة التركية من هكذا ممارسات هو خلق حربٍ بين الكرد وشعوب المنطقة, لكنّ مخططاتها في خلق الفتنة بين الشعوب قد فشلت", مذكّراً بدعم تركيا ل"جبهة النصرة" للدخول إلى سرى كانيه "لكنّ قواتنا قاومت هناك واستطاعت تطهير سرى كانيه من المجموعات المرتزقة".

ونوّه حمو إلى أنّ كل "المخططات القذرة" لأردوغان والاستخبارات التركية باتت مكشوفة مضيفاً "بانت حقيقتهم وبات الجميع في العالم يعرف بأنّ أردوغان هو شريك الإرهابيين وعدوّ الشعوب. ولأنّه أفلس ولم يتبقى له سيناريوهات أخرى, يقوم بهذه الخطوة, وبشكلٍ واضح يرغب بالهجوم على عفرين".

وأكّد حمو أنّ وحدات حماية الشعب وضمن استراتيجيتها الدفاعية "جاهزة للدفاع عن روج آفا, وعفرين تحديداً, كائناً من كان القائم بالهجوم", مشيراً إلى "حقّ الدفاع المشروع" في وجه محاولات الاحتلال, وأضاف بالقول "كيف تمكّنا من الدفاع عن وجود شعبنا, هكذا سنبقى وسنفشل مخططات أردوغان القذرة. وسنحوّل تلك المخططات إلى مكتسباتٍ كبيرة لشعوب المنطقة, الشعب الكردي, الشعب السوري والشعب التركي".

وفيما يتعلق بجهوزيتهم, قال القائد العام ل(YPG) أنّهم مستعدّون دوماً, مؤكّداً أنّ تحضيراتهم للدفاع "ليست بجديدة, نحن كنّا جاهزين منذّ البداية". وهذا موجود الآن في حال الهجوم على عفرين "الحماية لدينا في أعلى مستوياتها, معنويات مقاتلينا في ذروتها, كما نحن واثقون من ال÷الي في عفرين بأنّهم يقفون معنا في خط الدفاع عن المدينة".

وأشار حمو إلى أنّه ليس بمقدور تركيا القيام بهجومٍ على عفرين إذا "لم توافق عليه كلّ من روسيا, إيران, أمريكا والنظام السوري", ولن يسمح بذلك القانون الدولي لأنّها دولة أخرى "وكلّ القوانين والأعراف الدولية لا تسمح بذلك", وتابع بالقول: "إذا ما تمّ الهجوم على عفرين, فإنّ الشعب الكردي سيطالب كلّ من تلك الدول بتحمّل مسؤولياتها".

وتوجّه القائد العام بخطابه إلى الشعب السوري قائلاً: "حان الوقت لقول بعض الخقائق للشعب السوري. بدأت الثورة العام 2011 بشعارات مباركة نادت بالحرّية. وقد أوضحنا موقفنا المؤيّد لانتفاضة الشعب آنذاك. لكن وللأسف, استغلّت عدّة أطراف قذرة, مثل أردوغان, تلك المشروعة وخدمت بها مصالحها. في البداية وعدوا الشعب السوري بتقديم الدعم, ومن ثمّ ربطوا الثورة بقراراتهم. حرّفوا الثورة عن مسارها, ووضعوها في خدمة جبهة النصرة وتنظيم داعش, وبهذا الشكل تمكّنوا من تقليص الدعم الدولي للثورة السورية وفرضوا أجنداتهم عليها".

كما خاطب سيبان حمو المجموعات المنضوية تحت مسمّى الجيش الحرّ قائلاً بأنّها (المجموعات) كانت ستحارب النظام السوري, لكن تم تضليلها و"استخدامها كمجموعات تابعة لأردوغان تحارب الشعب السوري والشعب الكردي". وتابع قائلاً: "لم تكن نيّة أردوغان مساعدة الشعب السوري في ثورته, أرغب من الشعب السوري أن يعرف هذه الحقيقة. وأن يرى بأنّ الكرد يقفون في وجه هذه الذهنية الفاشية المتاجرة بقضية الشعوب وأظهروا مواقف رافضة لها".

وصنّف القائد العام للوحدات المعارك الدائرة في إدلب ضمن اتفاقيات "آستانا" بين تركيا, إيران وروسيا قائلاً: "القول بأنّ معارك إدلب تدور خارج تلك الاتفاقات, هو تحليلٌ خاطئ. حيث تمّ الاتفاق على سيطرة تركيا على بعض النقاط في إدلب لفتح الطرق أمام النظام السوري. ماحدث هناك ليس خارج إطار اتفاقات آستانا".

ولفت الانتباه إلى أنّه كما حدث في حمص, حماه وحلب ومناطق أخرى في سوريا, فإنّ الدولة التركية "تتاجر بالمعارضة في إدلب".

وبيّن سيبان حمو أنّ هدف الدولة التركية من اطلاق التهديدات على عفرين ومنبج واضحٌ "قطع الطريق أمام ثورة روج آفا ومكتسبات الشعب الكردي" موضحاً أنّ تركيا تستهدف أمريكا من خلال الحديث عن منبج "نحن على دراية بما تمّ الاتفاق عليه بين هذه القوى, يجب توجيه مثل هكذا سؤال إلى أمريكا. وظيفتنا الأساسية هي تحرير كلّ شبرٍ من روج آفا, ونحن سنقوم بوظيفتنا تلك على أكمل وجه. لن نفاوض على منبج وعفرين, بل سنفاوض على تحرير جرابلس والباب".

وشدّد القائد العام لوحدات حماية الشعب في حديثه الذي وجّهه للشعب الكردي على أنّ الحرب (المحتملة) على عفرين ستكون حرباً تاريخية وستكون النهاية "ستكون النهاية لشعوب روج آفا, الشعب الكردي بالعموم وكل شعوب الشرق الأوسط" مضيفاً بالقول: "هناك مشاكل نفسية لرئيس الدولة التركية, وبات عبئاً على كل شعوب المنطقة, من كرد, عرب, سريان, أشور, أتراك وغيرهم. ستتمكن وحداتنا من تطهير المنطقة من مصائب أردوغان, كما تمكّنا سابقاً من تطهيرها من تنظيم داعش الإرهابي. هكذا ستكون الحرب في عفرين. نحن واثقون بأنّ الشعب الكردستاني, الشعب العربي, الشعوب السورية وعموم شعوب العالم ستقف إلى جانب الحقوق المشروعة لشعب روج آفا ضدّ الفاشيين الذين يحاولون الهجوم علينا ونزع حرّيتنا".