تركيا: "عفرين آمنة". هل يعني ذلك بداية الانسحاب التركي؟

بعد أن صرح المتحدث باسم الخارجية التركية هامي أكسوي أن الأوضاع في عفرين باتت أمنة، بدأت دولة الاحتلال التركية بسحب جزء من قواتها وعتادها العسكري من عفرين. بيد أن السؤال الأبرز هو "ماذا تعني تركيا بالقول "عفرين آمنة"؟.

بدأت دولة الاحتلال التركي مؤخراً بسحب عدد من كتائب المدفعية والقوات البرية من مركز مدينة عفرين وناحيتي راجو وجنديرس. ووفقاً لمصادر موثوقة، انسحبت مساء أمس عدة كتائب مدفعية وقوات برية من عفرين ووصلت صباح اليوم إلى منطقة أطمه ومحيط بلدة إعزاز ومنبج.

تركيا تعلن عفرين مدينة آمنة

في مقابلة تلفزيونية في 1 تموز 2018، قال المتحدث باسم الخارجية التركية هامي أكسوي، إن الأوضاع في عفرين باتت أمنة. لكن في الحقيقة ومنذ اليوم الأول من الاحتلال والى اليوم الأوضاع الأمنية في عفرين سيئة للغاية. فمنذ بداية الاحتلال وعمليات الخطف، التعذيب، السرقة، النهب، الاغتصاب والقتل وأيضاً الاشتباكات العنيفة بين الجماعات المرتزقة التابعة لتركيا لم تتوقف بل في ازدياد.

في الجانب الأخر، وحدات حماية الشعب والمرأة إلى جانب قوات سوريا الديمقراطية وفي إطار المرحلة الثانية من مقاومة العصر وخلال عملياتهم ضد قوى الاحتلال تُطبق الحصار عليهم بشكل يومي وتكبدهم خسائر كبيرة. الضغوطات الكبيرة المفروضة على شعب عفرين والمعارك المتواصلة ما بين الجماعات المرتزقة في عفرين كانت السبب في استياء الجماعات التي وقفت إلى جانب تركيا عند بادية الهجمات على عفرين ودفعتها إلى الوقوف في وجه الاحتلال في الفترة الأخيرة.

قبل أن يعلن المتحدث باسم الخارجية التركية أن الأوضاع في عفرين أمنة بثلاثة أيام أي بتاريخ 27 حزيران/يونيو الماضي هزّت ثلاثة تفجيرات مركز مدينة عفرين وتلا ذلك ممارسات إرهابية ومداهمات للمنازل. على العكس من ادعاءات المتحدث باسم الخارجية التركية فمنذ بداية احتلال عفرين والى اليوم الأوضاع الأمنية في عفرين لم تصل إلى هذه الدرجة من السوء والتوتر. رغم جميع الضغوطات والممارسات الفاشية التركية من اجل فرض نفسها على عفرين فشلت في تحقيق أهدافها.

التقليل من شأن العمليات النوعية لوحدات حماية الشعب والمرأة

على الرغم من العدد الهائل لجنود الاحتلال والعتاد الثقيل المتواجد في المنطقة، تزايدت في الآونة الأخيرة العمليات الخاصة التي نفذتها وحدات حماية الشعب والمرأة ضد مواقع الاحتلال التركي والكتائب الإرهابية التابعة له في مقاطعة عفرين.

تركيا بدأت بسحب معداتها العسكرية الإضافية من عفرين وعدد من كتائب القوات البرية والمدفعية وتذهب بها إلى مناطق أخرى وهذه محاولة لتوضح أنها لا تنوي الاحتلال بل إنها انسحبت بعد أن باتت الأوضاع أمنة في عفرين. تركيا تحاول إبعاد نفسها عن عمليات قوات وحدات حماية الشعب والمرأة(YPG/YPJ).

استمرار المخطط الروسي - التركي بهدف تغير ديموغرافية المنطقة

بعد تمكن تركيا من احتلال عفرين، بدأت عملية الهندسة الديموغرافية للمنطقة حيث تم إدخال نحو مئة ألف شخص من مهجري الغوطة، حمص، حماة وباقي المناطق السورية وتوطينهم في إقليم عفرين.

تركيا وعبر هذه الأساليب تحاول تغير ديموغرافية عفرين. روسيا التي منحت تركيا الضوء الأخضر لاحتلال عفرين تخطط لإجبار أهالي عفرين المهجرين إلى مناطق الشهباء لقبول العيش تحت الاحتلال، لكن والى اليوم لم يتم السماح لهم بالعودة إلى عفرين.

وفد روسي وبتاريخ 3 تموز/يوليو دخل أراضي مقاطعة عفرين عبر الأراضي التركية. كذلك وفد روسي وبتاريخ 2 تموز وبرفقة مسؤولين أتراك قام بزيارة عائلات مهجرة من الغوطة وتعيش الآن في ناحية شيه وجنديرس. وهذا يؤكد أن المخطط الروسي الرامي إلى تغير ديموغرافية عفرين سيستمر. كما ذكر أن هناك احتمال أن تقوم تركيا بتسليم بعض المناطق لتكون خاضعة للنفوذ الروسي.