بإمكانياتها الضعيفة تقدم الرعاية الطبية للآلاف

في ظل استمرار الهجمات التركية على عفرين و تهجير مئات الآلاف من أهالي عفرين إلى مناطق الشهباء, الهلال الأحمر الكردي و بإمكانياته البسيطة يحاول تقديم المساعدات الطبية لمهجرين في مناطق الشهباء والذين يبلغ عددهم نحو 170 الف مهجر.

بعد الهجمات الوحشية للاحتلال التركي على عفرين و قرار الإدارة في عفرين بفتح طرقات أمنه لخروج الأهالي منها لمنع حدوث إبادة فيها. توجه مئات الآلاف من أهالي عفرين إلى مناطق الشهباء و ناحية شيراوا. أهالي عفرين الذين رفضوا الابتعاد عن أرضهم على امل العودة القريبة يعيشون في ظل أوضاع إنسانية صعبة للغاية مع شح في المساعدات التي تقدم لهم.

احدى الجهات الداعمة للمهجرين من عفرين والتي تعمل بكامل طاقاتها رغم ضعف إمكانياتها هي منظمة الهلال الأحمر الكردي و بدعم من الشعب الكردي و أصدقاء المنظمة في عموم أجزاء كردستان. الهلال الأحمر يحاول تلبية متطلبات المهجرين و خدمتهم من كل الجوانب.

الهلال الأحمر وعلى صعيد تقديم المساعدات الأولية, الطبابة, تقديم الأدوية, تامين الملاجئ, المأكل و المشرب تعمل بكل طاقاتها. منظمة الهلال الأحمر الكردي والتي استهدفت سياراتها الإسعافية أثناء الهجمات التركية في عفرين لم تنسحب من ساحة المقاومة و لم تتخلى عن مبادئها و اليوم تقف إلى جانب المهجرين في مناطق الشهباء. عن نشاط المنظمة لتلبه متطلبات المهجرين من عفرين تحدث مسؤولين عن المنظمة إلى وكالة أبناء الفرات ANF.

المنظمة عملت في السابق لتقديم الخدمات لللاجئين

احد أطباء شعبة منظمة الهلال الأحمر الكردي في عفرين الدكتور عمر محمد وعن عمل المنظمة قال: منذ بادية الأزمة السورية لجئ الكثير من اللاجئين إلى مدينة عفرين و نواحيها, بدورها منظمة الهلال الأحمر ساهمت في تقديم الدعم و المساعدات لهؤلاء اللاجئين. عمر أضاف: عفرين استقبلت مئات الآلاف من اللاجئين من مختلف المناطق السورية خلال السنوات السبعة الأخيرة, والهلال الأحمر افتتح مخيمين لاستقبالهم وهما مخيم الشهباء و مخيم روبار وهذا العمل ليس بالجديد على المنظمة وهي تعمل على خدمة اللاجئين منذ سنوات.

افتتاح 7 مراكز طبية

عمر محمد أوضح ان نشاطهم ازداد عند بداية الهجمات التركية على عفرين و اليوم في مناطق الشهباء تنشط المنظمة بشكل كبير و بعد هجرة الأهالي من عفرين قامت المنظمة بافتتاح مركزين للرعاية الطبية في ناحية شيراوا و خمسة مراكز صحية في مناطق الشهباء و تحاول المنظمة بإمكانياتها الضعيفة الاستمرار في تقديم خدماتها لا هالي عفرين.

المنظمة تسجل كل المساعدات المقدمة في قوائم نظامية

الدكتور عمر محمد و عن الخدمات التي تقدم لأهالي عفرين قال: في المراكز الصحية السبعة التابعة للمنظمة يتم تقديم المساعدات الطبية بشكل يوم لنحو 400 شخص, وجميع المساعدات التي تقدم إلى المنظمة تمنح لأهالي عفرين عبر لجان المنظمة و جميعها يتم تسجيلها في قوائم نظامية. وتابع بالقول: توجد لجان في المنظمة منها اللجنة الطبية, توزيع المساعدات الطبية و حليب الأطفال, لجان توزيع المساعدات من طعام و ملاجئ. وعبر هذه اللجان نحاول تقديم المساعدات الممكنة للمحتاجين.

خدماتنا مستمرة بدعم من الشعب

الممرضة ريم كارهو احد الإداريين في شعبة الهلال الأحمر في عفرين بدوها أوضحت ان أهالي عفرين يعيشون في أوضاع إنسانية مأساوية والهلال الأحمر الكردي يحاول بكل إمكانياته تقديم المساعدة لهم وقالت: خدماتنا تقدم بدعم من أوروبا و باقي أجزاء كردستان مؤكدتاً ان المنظمات الدولية لم تقدم لهم و لأهالي عفرين أي دعم يذكر.

شح في الخدمات الطبية

كارهو وفي حديثها أوضحت ان أهالي عفرين الذين اجبروا على الهجرة و اللجوء إلى مناطق الشهباء عند خروجهم لم يكن بمقدورهم اصطحاب اي شيء معهم. و اليوم يعيثون في المنازل المهدمة و تحت الخيم و بعضهم يعيش في المناطق الملغومة. بسبب أزمة المياه و الطعام انتشرت بعض الأمراض بين الأطفال. لعدم توفر المياه و سبل النظافة الشخصية فمع قدوم فصل الصيف ستنتشر هذه المراض بشكل اكبر. بالإضافة إلى هذا فنحن عاجزون عن تقديم الدعم الكافي في الكثير من المجالات الطبية لعدم توفر الأدوات الطبية لإجراء العمليات فجميع أدواتنا بقيت في مدينة عفرين وتعرضت للقصف. منذ أيام أصيب طفلان هنا بسبب انفجار لغم ارضي بهم أعمارهم 17/14 عاماً لكننا لم نكن قادرين على مساعدتهم وبعد محاولات مضنية تمكنا من إرسالهم إلى منطقة الزهراء لتلقي العلاج.

يوجد هنا نحو 250 الف إنسان بدون مستشفى

ريم كارهو وفي ختام حديثها أوضحت انهم بحاجة ماسه إلى الأدوات الطبية وقالت: يوجد هنا ما يزيد على 170 الف مهجر من أهالي عفرين و نحو 80 الف شخص من أهالي الشهباء نفسهم اي بمجموع نحو 250 الف إنسان لا يوجد مستشفى واحد لقدم لهم الرعاية الطبية. نحن نحاول فتح مستشفى لكن إمكانياتنا ضعيفة للغاية. ومن هنا نناشد الجميع و خاصة المنظمات الطبية العالمية إلى مد يد العون و تقديم المساعدة بهدف إنقاذ أرواح الآلاف من الناس الذين هم بحاجة إلى المساعدة و الرعاية الطبية.