الأمم المتحدة تنذر بكارثة انسانية في الغوطة الشرقية

حذّر مسؤول أممي بأنَ المواطنون المحاصرون في الغوطة الشرقية بريف دمشق يواجهون كارثة انسانية كاملة, اثر منع وصول المساعدات الاغاثية اليهم, وقال بأنّ مئات الاشخاص بحاجة الى معالجة طبية عاجلة, وأن فصل الشتاء سيزيد من معاناة أولئك المحاصرون.

قال يان إيغلاند مستشار الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية في سوريا اليوم الخميس (9 تشرين الثاني) إن 400 ألف شخص محاصر في منطقة الغوطة الشرقية بريف العاصمة دمشق يواجهون "كارثة كاملة" نظراً لمنع وصول المساعدات الإنسانية مضيفاً أن مئات الأشخاص في حاجة لإجلاء طبي عاجل. وأضاف للصحفيين في جنيف بعد اجتماع عادي بشأن مهام الأمم المتحدة الإنسانية في سوريا أن سبعة مرضى توفوا بالفعل لعدم إجلائهم من الغوطة الشرقية، وأن 29 آخرين على شفا الموت بينهم 18 طفلاً.

وتابع إيغلاند "قدمنا تقريراً شديد القتامة من جانب الأمم المتحدة. أشعر وكأننا نعود الآن لبعض من أسوأ أيام الصراع مرة أخرى, الخوف أننا نعود الآن لمدنيين محاصرين وسط تبادل لإطلاق النار في العديد من المحافظات في وقت واحد". وقال عن المنطقة المحاصرة من الجيش "الوضع في الغوطة أسوأ منه في أي مكان آخر". وأضاف أن المنطقة الواقعة إلى الشرق من دمشق "مغلقة بالكامل" منذ أيلول مما يترك قوافل المساعدات التابعة للأمم المتحدة وعمليات الإجلاء التي تمثل شريان حياة مهم في مواجهة "جدار بيروقراطي من التقاعس".

ومضى يقول "لا يمكننا الاستمرار بهذا الشكل. إذا تمكنا من توصيل نسبة ضئيلة فقط من المطلوب سنواجه كارثة كاملة". وأضاف "ماذا عن وقف لإطلاق النار الآن في هذه المنطقة وضوء أخضر لكل عمليات الإجلاء الطبية؟" وتابع أنه بالإضافة إلى المصابين في القتال فإن هناك أعدادا متزايدة من الأطفال المصابين بسوء تغذية حاد وهو ما يعني إنهم قريبون جداً من الموت. وتابع إيغلاند "لماذا يمنع رجال في الخمسينيات والستينيات من العمر مثل النساء والأطفال من الحصول على الخدمات الطبية التي ستنقذ حياتهم؟ هذا أمر يفوق خيالي. قد يتغير الأمر غداً".

وختم إيغلاند بالقول إن الحرب في سوريا استمرت لفترة أطول من الحرب العالمية الثانية والإمدادات استنزفت، لذا فإن فصل الشتاء القادم سيكون الأكثر قسوة خلال الحرب كلها حتى لو كان الأخير. وأضاف "هذه كارثة صنعها الإنسان.. يمكن أن تنتهي".