الأمراض المعدية خطر يهدد حياة مهجري عفرين

هجمات الاحتلال التركي و مرتزقتها على مقاطعة عفرين أدت إلى تهجير مئات الآلاف من أهالي المنطقة, الذين اجبروا على الرحيل و التوجه صوب مناطق الشهباء. رغم المعاناة فحياتهم مهددة بالخطر وإلى الأن فقد العديد منهم حياته بسبب ضعف الإمكانيات الطبية.

 بسبب الهجمات التركية الاحتلالية على عفرين منذ تاريخ 20 كانون الثاني 2018 على مقاطعة عفرين أجبر مئات الآلاف من أهالي عفرين على مغادرة منازلهم و التوجه نحو مناطق الشهباء. تجنباً لحدوث مجازر بحق الشعب الكردي في مركز مدينة عفرين أهالي المدينة أيضاً غادروا منازلهم تاركين خلفهم ممتلكاتهم و منازلهم.

أهالي عفرين الذي وصلوا إلى مناطق الشهباء تم افتتاح مخيمين لهم في المنطقة وهما (برخدان و سردم), رغم هذا لا يزال الكثيرون منهم يعيشون في المساجد, المدارس و القرى المدمرة و الملغومة في مناطق الشهباء المحررة.

منطقة الشهباء والتي هي في الأساس تعاني من قلة الإمكانيات بسبب تعرضها للكثير من الهجمات من قبل الجماعات الإرهابية استقبلت مئات الآلاف من أهالي عفرين وهذا ما ضاعف الأزمة في المنطقة, بالإضافة إلى هذا فمع قدوم فصل الصيف تنتشر الكثير من الأمراض في المنطقة بسبب ارتفاع درجات الحرارة.

المنظمات الدولية لم تقدم الدعم لمهجري عفرين

الرئيسة المشتركة للمجلس التنفيذي للإدارة الذاتية الديمقراطية في مقاطعة عفرين هيفي مصطفى وحول أوضاع, مشاكل مهجري عفرين و متطلباتهم الأساسية وفي  حدثها إلى وكالة أنباء الفرات ANF أوضحت ان أهالي عفرين وعند خروجهم من عفرين لم يتم استقبالهم من قبل المنظمات الدولية و المؤسسات الطبية التي عادتاً ما تهب لنجدة المهجرين في مثل هذه الحالات و تابعت بالقول: الكثير من الأطفال و الشيوخ فقدوا حياتهم خلال رحلتهم من عفرين إلى الشهباء, ومنذ شهر مهجري عفرين يعيشون في ظل أوضاع إنسانية قاسية للغاية يحاولن تأمين ملجئ إلى حين العودة. في هذا الإطار تمكن المجلس التنفيذي لمقاطعة عفرين من تأمين المستلزمات الضرورية لأهالي عفرين. لكن والى اليوم لم تقدم المنظمات الدولية و منظمات حقوق الإنسان اي دعم و مساعدات لأهالي عفرين. منظمة الهجرة و الصليب الأحمر قامت بزيارة المخيم مرة واحدة. وهذه الزيارة لم ترقى إلى مستوى تقديم المساعدات إنما كانت على شكل منظمة خيرية وما قدموه كان قليلاً جداً ومن المحرج أيضاً الحديث عنه.

قلة الأدوية و ضعف الإمكانيات كانت السبب في وفاه عدد من الأطفال

مصطفى أضافت: إلى اليوم تم بناء مخيمين فقط وهي تضم نحو ألف عائلة, لكن و إلى الأن مئات العائلات تعيش في المساجد, المدارس و القرى المدمرة و المنازل المهجورة. بشكل يومي تحصل حالات وفاة بين الأطفال بسبب المرض و عدم توفر الأدوية و الخدمات الطبية الضرورية. على هذا نحن ندعو أبناء شعبنا و نقول لهم مناطق الشهباء أيضاً ساحة للمقاومة و ندعوهم إلى تقديم المزيد من الدعم لأهالي عفرين. نحن مقبلين على فصل الصيف, ومع ارتفاع درجات الحرارة تزداد الأمراض. كذلك على المؤسسات الطبية التوجه إلى هذه الساحة و تقديم المساعدة, إلى اليوم لم نشهد إقبالاً من قبل تلك اللجان الطبية على تقديم الدعم. كذلك يجب اتخاذ قرار دولي بهدف حماية مهجري عفرين في مناطق الشهباء و تامين عودهم إلى ديارهم تحت رقابة دولية.

مئات المرضى بانتظار تلقي العلاج

هفي مصطفي وفي حديثها حذت من ان حياة نحو مئتي ألف شخص في مناطق الشهباء معرضة للخطر و الإصابة بالأمراض و قالت: هناك حاجة ضرورية إلى المستلزمات الحياتية الضرورية, في حين ان إمكانيات الإدارة الذاتية محدودة وغير قادرة على تأمينها. هناك نحو 200 حالة إصابة بالأمراض المزمنة, ويجب ان يحصل هؤلاء على العلاج المناسب في المستشفيات. من اجل علاج هؤلاء تواصلنا مع الكثير من الجهات المعنية لكن و إلى اليوم لم يصلنا اي رد منها. لهذا على المنظمات الطبية المعنية ان تقوم بزيارة هذه المخيمات و تتعرف على هذه المشاكل بنفسها وتعمل على حلها.

خطر الأمراض المعدية

هيفي مصطفى و في ختام حديثها أشارت إلى ضعف خدمات النظافة في المخيمات و ما حولها وقالت: داء الليشمانية ( حبة حلب) والذي ينتشر بسبب الأوساخ و النفايات عبر عضة الحشرات هذا العام انتشر بشكل اكبر وكذلك مرض الحصبة وهذه الأمراض خطيرة للغاية. لهذا فنحن بحاجة إلى الفرق و اللجان الطبية و الجهات التي تعني بشؤون النظافة و الوقاية من الأمراض لتجنب انتشار هذا المرض بشكل كبير. كذلك هناك حاجة كبيرة إلى المبيدات الحشرية و بالنسبة للأطفال هناك حاجة ضرورية إلى كميات كبيرة من حليب الأطفال و المستلزمات الخاصة. لهذا على الجميع ان يتحمل مسؤولياته تجاه تقديم الدعم لأهالي عفرين.