إيزيديو عفرين: حاولوا إبادتنا على شاكلة شنكال 

تعرض الإيزيديون لـ73 إبادة طوال فترة تاريخهم أغلبها ارتكبت من طرف الإمبراطورية العثمانية. وكان إيزيديو عفرين هدفاً للإبادة هذه المرة.

اضطر الأكراد الإيزيديون في عفرين إلى الهجرة والنزوح بعد انطلاق هجمات الدولة التركية ومرتزقتها. حيث كان يقطن 25 ألف إيزيدي في 22 قرية. ومعظم الإيزييين الذين هاجروا من عفرين قالوا:" لقد فعلوا بنا ما فعلوه في شنكال". فيما تمارس الضغوط على القسم المتبقي لكي يعتنق الإسلام.

وقد تعرض الإيزيديون لحد الآن إلى 73 إبادة أغلبها ارتكبت من قبل الإمبراطورية العثمانية. في هذه المرة أصبح الإيزيديون في عفرين هدفاً لهجمات الدولة التركية. وكانت الإبادة الأولى قد ارتكبت في عام 1246 من قبل أتابك زنكي بدر الدين لولو في الموصل والإبادة الأخيرة ارتكبتها سلطة AKP التي تحمل أفكار العثمانية الجديدة وداعش. وفي جميع عمليات الإبادة والمجازر استغل الإسلام كأداة في تنفيذها.

الكرد الإيزيديون الذين يطلقون اسم "المرسوم" على عمليات الإبادة والمجازر التي ارتكبت بحقهم عايشوا المجزرة الأخيرة على يد داعش في 3 آب من عام 2014 في شنكال بتخطيط من الدولة التركية. ونظراً لتدخل قوات كريلا HPG و YJA ستار لم تتمكن الدولة التركية من القضاء على الإيزيديين على يد داعش. وفي هذه المرة هاجمت عفرين التي يعيش فيها عدد من الإيزيديين.

الدولة التركية ومجموعاتها المرتزقة التي بدأت باحتلال عفرين في 20 كانون الثاني استولت على 22 قرية إيزيدية حيث حرقت تلك القرى ودمرتها ونهبتها. الإيزديون الذي اضطروا إلى مغادرة موطنهم يعيشون في مقاطعة الشهباء وناحية شيراوا في ظل ظروف صعبة. وبحسب بيانات اتحاد الإيزيديين كان يقطن في عفرين قبل هجمات الدولة التركية 25 ألف مواطن إيزيدي. وبعد الاحتلال اضطر قسم كبير الإيزديين إلى مغادرة المدينة.

"كان يجب على العالم أن يرفع صوته"

ذكر سمير ناصر الذي اضطر إلى مغادرة قرية الإيزيديين في عفرين التي تسمى "فقيرا" ويعيش الآن في مخيم برخدان في الشهباء أنه مع انطلاق هجمات الاحتلال التي شنتها الدولة التركية أجبروا على مغادرة قريتهم وموطنهم ولكنهم لم يرغبوا في الخروج من عفرين. وأوضح ناصر أن الدولة التركية تهاجم جميع الكرد وقال "الدولة التركية ومرتزقتها تجمع بعض الأشخاص الذين بقوا في القرى وتجبرهم على الذهاب إلى المساجد ويحاولون إجبارهم على اعتناق الإسلام. يجب أن يرفع العالم صوته في مواجهة هذه الممارسات."

"سرت لساعات وخرجت بهذا الشكل"

عمر بركاتي البالغ من العمر 72 سنة والذي اضطر إلى الخروج من قرية "فقيرا" بعد انطلاق هجمات الاحتلال أوضح أن معاق ولكنه رغم ذلك اضطر إلى الخروج من قريته على قدميه. وأوضح بركاتي أنهم خرجوا من القرية بعد قصف الطائرات الحربية لقريتهم وقال:" لم أكن لأخرج من قريتي لولا وجود الطائرات الحربية. وعندما غادرنا كان القصف مستمراً على القرية وسرت رغم إعاقتي لساعات طويلة."

"تذكرت شنكال"

فيما أوضحت امرأة إيزيدية تدعى فيدان أن قريتهم التي تسمى "قسطل جندو" تعرضت للقصف المستمر من قبل الطائرات الحربية وأنهم مكثوا في عفرين لبعض الوقت بعد الخروج من القرية ولكنهم غادروا بعد ذلك المدينة سيراً على الأقدام. وقالت فيدان حول سبب خروجهم من عفرين:" غادرت عفرين من أجل الحفاظ على الدين والشرف فقد تذكرت شنكال. توجد لي ابنة. وقد فكرت بها واضطررت إلى مغادرة موطني."

"تركنا كل شيء وراءنا"

وأعربت امرأة إيزيدية أخرى تسمى خاتون اضطرت إلى مغادرة قرية "فقيرا" والمكوث في قرية باب النيس في ناحية فافين أنهم تركوا كل شيء وراءهم وقالت:" نحن إيزيدون وقد توجسنا من تكرار الممارسات التي حصلت في شنكال في عفرين أيضاً. إننا نرفض هذا الشيء. نحن الآن هنا. وقد تركنا كل شيء وراءنا."

الأمم المتحدة أين هي، هل ماتت؟

وأوضح أحد حكماء الإيزيديين ويدعى حميد شيخ عيسى أن الدولة التركية والرئيس التركي أردوغان لن يتمكنا أبداً من فرض الاستسلام عليهم وقال:" لن نستسلم أبداً ولن نتفرق في أرجاء الدنيا الأربعة."

وانتقد حميد شيخ عيسى الأمم المتحدة وقال:" أين هي الأمم المتحدة؟ هل هي ميتة؟ لماذا لا تقاوم الظلم كالموتى. هذا الصمت عار على العالم كله. انتشر كل طفل لي في مكان ما. نستنكر صمت الأمم المتحدة على هذه الجرائم."

يفرضون الإسلام علينا قسراً

الرئيسة المشترك لاتحاد الإيزيديين في عفرين سعاد حسو ذكرت أن هناك 22 قرية إيزيدية في عفرين وكان يقطن فيها قبل الاحتلال 25 ألف إيزيدي. وأوضحت حسو أنه بعد انطلاق هجمات الاحتلال اضطر قسم كبير من الإيزديين إلى مغادرة المدينة والذين بقوا يعيشون تحت ضغط واستبداد الدولة التركية ومرتزقتها. وقالت سعاد حسو:" وصلتنا اليوم معلومة. فقد جمعوا الإيزيديين في قريتي خزيفة وباصوفاني في المسجد قسراً ويفرضون عليهم الإسلام."

"نعاني من التهديدات المستمرة"

ناشدت سعاد حسو المجتمع الدولي أن تدعم الإيزيديين وذكرت أن العديد من الأيزيديين أسروا من طرف الجيش التركي ومرتزقته حيث قالت:" شعبنا الإيزيدي اضطر للهجرة مرة أخرى. لقد أرادوا تكرار ما فعلوه في شنكال هنا أيضاً. لقد توزعنا على جميع قرى الشهباء. ونعاني من التهديدات. لكن رغم ذلك لن نغادر عفرين على الإطلاق."