أهالي عفرين يقسمون على الثأر والعودة إلى عفرين

أهالي عفرين الذين نزحوا من مناطقهم بسبب هجمات الإبادة و الاحتلال التركية متوجهين نحو مناطق الشهباء, في ظل الظروف و الأوضاع القاسية يحاولون تأمين سبل العيش إلى أن يحين موعد الرجوع و يقسمون على الانتقام.

 بعد هجمات الإبادة و الاحتلال التركية و مرتزقة داعش, النصر و القاعدة على عفرين, مئات الآلاف من أهالي مقاطعة عفرين اجبروا على النزوح من ديارهم متجهين نحو مناطق الشهباء.

أهالي عفرين وفي رحلتهم المريرة قصدوا قرى تل سوسن, تل قراح, زيارت, احرز, تل رفعت و تل شير التابعة لمناطق الشهباء المحررة. ولجئوا إلى المنازل و دور الخالية هذه المنازل وأثناء محاربة داعش في تلك المناطق جمعها لغمت وزرعت فيها المتفجرات بعد هزيمتهم و انسحابهم منها. أهالي عفرين الذين كانوا أمام خيارات عدة أحلاها مر, تقطعت بهم السبل و اليوم يلجئون إلى هذه المنازل العارية و الفارغة فهم وعند خروجهم من المدينة بالكاد استطاعوا تخليص انفسهم من الموت المحتم ولم يخرجوا معهم سوى لباسهم الذي يرتدونه.

مجالس مقاطعة الشهباء يحاولن تلبية و تامين المستلزمات الضرورية لأهالي عفرين. لكن الأعداد التي لجأت إلى الشهباء كبيرة جداً و تفوق قدرات أهالي المنطقة. أهالي عفرين الذين هم بأشد الحاجة إلى المياه, الكهرباء, الطعام و الخدمات الطبية و الأدوية يحاولون تأمين مسكن يأويهم إلى حين.

في لقاء أجراه مراسل وكالة فران للأنباء مع بعض العائلات النازحة من عفرين يؤكدون رفضهم للاحتلال التركي و عودتهم إلى عفرين من اجل طرد الاحتلال من أرضة.

لن نتخلى عن عفرين

حورية شيخو من أهالي قرية متينا التابعة لناحية شرا, تعيش اليوم مع أربعة عائلات أخرى في احد المنازل المهجورة في قرية تل قراح في مقاطعة الشهباء. شيخو أوضحت انهم وعند الخروج من منزلهم لم يكن بمقدورهم أصحاب أغراضهم معهم و تقول: نحن اليوم نعيش في هذا المنزل المهجور نحن أربعة عائلات و عددنا نحو 20 شخص, هنا لا يوجد ماء, طعام و أدوية. و انتم تشاهدون هذا المنزل المدمر بأنفسكم و ترون مأساتنا. ماذا سأقول لن نقول سوى لينتقم الله لنا من هذا الظالم أردوغان الذي شرد أهالي عفرين. لكن لن نتخلى عن أرضنا عفرين و سنعود إليها بعد طرد الاحتلال.

المنازل ملغومة

السيدة زينب حبش أيضاً تعيش مع 5 من أطفالها في احدى المنازل الملغومة في قرية تل قهار توضح قبل ان ندخل هذا المنزل اخبرونا ان جزء منه ملغوم و زرعت فيه متفجرات. و أضافت هذا المكان ملغوم بالكامل وانا أخاف على أطفالي من الخروج. فمن الممكن ان تنفجر هذه الألغام في اي لحظة . زينب تابعت بالقول: هنا لا نملك أي شيء من الماء و الطعام ولا نعلم كيف سنقضي هذه المحنة هنا. الحالة مأساوية و الظروف صعبة ونحن بانتظار مصيرنا المجهول.

مقاطعة الشهباء تناشد من اجل تقديم المساعدة لأهالي عفرين

عند خروجنا من منزل زينب حبش شاهدنا لاجئي عفرين يسجلون أسمائهم لدى دار الشعب في احرز. عضو دار الشعب محمد رسلان أوضح أعداد اللاجئين من عفرين كبيرة جداً و من اجل تقديم المساعدات لهم يسجلون أسمائهم. رسلان قال: نحن هنا من اجل تامين ملاجئ لأهالي عفرين, لكن الحقيقية فأن أعداد اللاجئين تفوق قدرتنا و نحن بحاجة إلى الكثير من الدعم و المساعدة. نحن باجة إلى لباس, فرش للنوم, ماء, طعام, أدوية و ملاجئ.

مقاومة عفرين هي فخر لنا

بدورها عضو دار الشعب في احرز السيدة عائشة حسين أوضحت انهم يعملون على تسجيل أسماء لاجئي عفرين من اجل تأمين احتياجاتهم و تابعت بالقول: نحن لم و لن نتخلى عن أهلنا في عفرين. ومؤكد أننا سنعمل على تحريرها بجميع السبل وعودة أهل عفرين لديارهم. أهلنا من عفرين و إلى حين سيكونون هنا في ضيافتنا. ونحن علينا او نتعاون مع بعضنا من اجل مساعدة اهل عفرين. نحن فخورين بمقاومة أهلنا في عفرين ولن نتخلى عن عفرين للاحتلال التركي و المرتزقة.

عهد الانتقام

سيدة عجوز تدعى گولزين دليار, هي وفي بداية الأحداث نزحت من حلب إلى عفرين واليوم تعيش معاناة النزوح مرة أخرى بعد خروجها من عفرين و قدومها إلى مناطق الشهباء. دليار تقول:" هذه ليست المرة الأولى التي اجبر فيها على النزوح من منزلي. فلينتقم الله لنا من أردوغان الظالم. نطلب من الله ان يسقي أردوغان كأس المرارة و القهر الذي تجرعناه بسببه. أردوغان هو سبب نزوحنا من أرضنا, لكن ليفهم هذا الدكتاتور جيداً نحن لن نتخلى عن أرضنا و سنعود لها. نحن اليوم نعيش في أوضاع صعبة و ندعو من الله ان يشد من عزيمة أبنائنا ليحرروا عفرين و نعود لها.