نصّ البيان:

"لقد عانت منطقة الشرق الأوسط على مدار السنوات التي مضت من تاريخ حافل بالحروب والمعضلات التي نتجت بسبب الصراع بين النفوذ ما بين القوى المهيمنة والتي كانت تريد على الدوام دوام نهجها المناهض لحرية وتطلعات الشعوب، على الدوام كان الضحايا من الشعوب عامة ولم يكن هناك ما هو مهم في مراحل الصراع التي امتدت إلى يومنا هذا سوى المطامع والنفوذ والهيمنة على إرادة الشعوب وقرارها الذاتي، ما يحدث اليوم في سوريا هو محاولات إعادة تفصيلية للمراحل التي عاشها الشعوب تحت وطأة الظلم حيث تبذل كل القوى اليوم جهودها الحثيثة في الالتفاف على مستقبل الشعب السوري في غايات منها ما هو متعلق بالشكل الرئيسي بدورها ومصالحها دون إعطاء أية أهمية للثمن الذي يدفعه الشعب السوري.

ثورة روج آفا كردستان- شمال سوريا تمثل اليوم الوجهة المعادية والواضحة لكل المحاولات التركية وغيرها من محاولات الدولة كهيكل في السيطرة على إرادة الشعب وفرض نهجها الأحادي عليها وإجبارهم على العيش وفق قوانينها التي لا تمت بأي معايير إنسانية بصلة.

لقد تم الإثبات من خلال الهجمات التي تعرضت لها مناطقنا إننا كشعوب مستهدفين معاً حيث كانت الهجمات على مناطق الخابور في شتاء عام 2015 ليس هجوم على المكون الآشوري فحسب وإنما كان على عموم المكونات لما تتمتع بها تلك المنطقة من تعداد سكاني متنوع وتعايش أخوي، كذلك الهجمات على الحسكة وتل أبيض ومنبج ودوامها حتى الآن تأتي بهدف النيل من حالة التآلف والعيش المشترك بين الشعوب في روج آفا، لأننا نؤمن بأننا كشعوب في روج آفا من كرد، عرب، أرمن، سريان، آشور في خندق واحد ومسيرة واحدة من أجل الحل والديمقراطية فإننا نتعرض اليوم لأكثر الهجمات وحشية لخلق التفرقة وبث الفتن والنعرات من أجل سهولة تحقيق الأهداف المعادية بحكم إن الوحدة خيار مهم وصعب وعصي على الأعداء النيل منه أو تفكيكيه.

في الوقت الذي تتكاثف الهجمات على عموم الشعوب وفي هذا التوقيت الصعب الذي نمر به حيث محاولات النيل من هويتنا و وجودنا نثمن ونقدر المناسبات الخاصة بعموم شعبنا ومنها ما هو مصادف ليوم غد حيث الأول من شهر نيسان عيد رأس السنة الآشورية وعيد الفصح.

نتقدم في الهيئة التنفيذية لحركة المجتمع الديمقراطي TEV-DEM بالتهنئة للمكون الشعب الآشوري في سوريا وعموم العالم ونتمنى أن يكون هذا العام هو عاماً للخير وأن تكون السنة الجديدة سنة استقرار وسنة فشل لكل الأطراف التي تريد النيل من مكونات شعبنا وتمارس بحقه الإبادة وتفعل كل ما هو خارج عن القوانين والأخلاق كحال الدولة التركية، ونتمنى في التوقيت ذاته أن يكون نهج العيش المشترك وحقيقة وحدة الشعوب هدفاً في عموم سوريا تسعى كل الأطراف إلية بجدية حيث يجسد هذا المنحى ضماناً نحو الاستقرار والأمان ومستقبل لائق يضمن الكرامة والحرية".