مدينة وآن و التي تعاني الكثير من نواحيها من عدم توفر قطاعات التشغيل و باتت نسبة البطالة فيها مرتفعة جداً , باتت ظاهرة عمل الأطفال في الشوارع منتشرة بشكل كبير .
مدينة وآن وعلى الرغم من أنها مدينة حدودية إلا أن العثور على فرصة عمل باتت صعبة جداً و مستحيلة . جميع قطاعات العمل التجارة عبر الحدود , تربية المواشي , الزراعة و السياحة اليوم تشهد حالة سبات . حكومة حزب العدالة و التنميةAKP والتي لا تدعم الاستثمارات في المدينة أقدمت على تجفيف جميع موارد التي تعين سكان المنطقة في تدبير أمورهم المعاشية . حكومة حزب العدالة و التنميةAKP قامت بمنع التجارة عبر الحدود في منطقتي قلقلي و ألباكي و أعلنت قرى و ريف المنطقة مناطق امنيه محظورة . الآلاف من أبناء المنطقة الحدودية تعرضوا للقتل على يد جنود الجيش التركي و الإيراني بحجة منع التاجرة عبر حدود في تلك المنطاطق , الأمر الذي أدى إلى ارتفاع نسبة البطالة في مدينة وآن و النواحي التابعة لها إلى نسبة تتجاوز الـ 50% .
بسبب هذه الظروف الصعبة و انعدام فرص العمل انتشرت ظاهرة عمل الأطفال في الشوارع , المئات من الأطفال و الذين تتراوح أعمارهم ما بين 7-18 عاماً باتوا مجبرين على العمل في الشوارع في ظل برد الشتاء القارس . الأطفال في مركز مدينة وآن و نواحيها يعملون في مجال ببيع المحارم , تلميع الأحذية , بيع المشروبات الساخنة و الكثير من الأعمال الأخرى التي لا تليق بهم . الأطفال الذين يعملون في الشوارع اغلبهم تخلفوا عن مدارسهم, الكثيرين من الذين يعملون دفعتهم ظروفهم المعاشية إلى العمل .
أيضاً في مدينة وآن الكثير من العائلات ومن اجل الحصول على الدفيء في فصل الشتاء لا يملكون الفحم الذي يستخدم للتدفئة . المئات من الأطفال ومن اجل الحصول على الفحم الصالح للاستخدام يلجئون إلى البحث في حاويات القمامة .
الأطفال الذين يلجؤون إلى حاويات القمامة بحثاً عن القليل من الفحم , يخفون وجوههم البائسة خلف القليل من القماش المرقع , لا براً , إنما عزه نفسهم وحتى لا يتعرف عليهم احد . يخفون مع تلك الأقمشة معاناة و قصص كرامة لا تنتهي .