حولوا بحيرة "وان" الى مقبرة للاجئين

تحولت بحيرة "وان" إلى شبه مقبرة للاجئين مع المجازر الأخيرة. والسلطات الحكومة تتحمل المسؤولية بقدر المهربين وتجار البشر.

تشهد مدينة وان الكردستانية أحداث درامية يعيشها اللاجئين؛ حيث تظهر جثث اللاجئين الذي قضوا من البرد على الحدود وكذلك الذين ماتوا بحوادث مرورية، إضافة إلى اللاجئين الذين ماتوا غرقاً في البحيرة؛ قوات حرس الحدود التركية يتاجرون بدماء اللاجئين بتعاونها مع المهربين وتجار البشر.

تعتبر ولاية "وان" المحطة الأولى للاجئين الفارين من الحروب في الشرق الأوسط وآسيا في وجهتهم صوب أوروبا، يأتي آلاف الأشخاص من أفغانستان وإيران والعراق وآسيا الوسطى عبر إيران الى ولاية وان الكردستانية، يتراوح أعداد اللاجئين الذين يعبرون الحدود الإيرانية إلى ولاية وان ما بين 1000-1500 شخص يومياً؛ وبحسب البيانات الرسمية لعام 2019، تم اعتقال 40 ألف و180 مهاجراً على الحدود، كما أن ما يزيد عن هذا العدد وقع في أيدي مهربين وتجار البشر.

تحولت بحيرة "وان" إلى ممر جديد لتجار البشر

تنتهي قصص معظم المهاجرين القادمين عبر ولاية "وان" إلى مدن كردستان بمأساة، وخاصة بحيرة وان التي طالما عرفت بتاريخها وجمالها وطبيعتها الخلابة، إلا أن اسمها بات يذكر جنباً إلى جنب مع مجازر اللاجئين ومآسيهم؛ لا شك أن مجازر اللاجئين وترتكب وسط تعاون السلطات الحكومية مع المهربين وتجار البشر، حيث تحولت بحيرة وان إلى ممر جديد لتجار البشر وخاصة خلال العامين الأخيرين حيث عَبَرَ آلاف اللاجئين بحيرة وان للوصول إلى بدليس،  ومع ذلك لم تتخذ سلطات الدولة التركية بعد، أية إجراءات بهذا الخصوص.

الدولة تقف موقف المتفرج من موت اللاجئين

في 28 حزيران، فقد 100 لاجئ حياتهم أثناء غرق سفينة في بحيرة وان، وذكرت المعلومات الرسمية أن السفينة كانت تقل 55-60 شخصاُ، وبالرغم من مرور عشرة أيام على غرقها، إلا أنه لم يتم العثور على السفينة، وتم انتشال 13 جثة للاجئين حتى الآن.

ولم تكن هذه الكارثة الأولى التي حدثت في بحيرة وان، في 26 كانون 2019 أيضاً غرقت سفينة كانت متجهة الى منطقة "آدل جواز" في ولاية بدليس، عبر بحيرة "وان"، فقد على إثرها 7 أشخاص حياتهم غرقاً، في حين تم انقاذ 64 شخصاً بمساعدة أهالي المنطقة. 

إن مآسي اللاجئين في ولاية "وان" لا تقتصر على حوادث غرق السفن، في ربيع عام 2019 تم العثور على جثث متجمدة لـ 26 مهاجراً في ناحية ألباك التابعة لولاية وان، كما تم العثور في نفس العام على 15 جثة أخرى بعد ذوبان الثلوج  في منطقة جالديران، تعود للاجئين، وفي ناحية قلقيلية التابعة لــ "وان" انقلبت حافلة صغيرة تقل مهاجرين، مما أدى إلى مقتل 17 شخصاً وإصابة 50 آخرون بجروح، وفي ناحية "سراي" أيضاً تحطمت حافلة صغيرة على إثر حادث مروري ، كانت تقل 55 مهاجراً، جرح منهم 20 شخصا بجروح متفاوتة؛ إضافة إلى أنه في العام الحالي لقي 13 لاجئاً حتفهم من البرد القارس في منطقة جالديران الايرانية، منهم 10 أفغان، والثلاثة الآخرين من مدينة كوباني.