عشق الشهيد أفراز للثورة سيكتمل بديوان شعري

قدم الكاتب محمد أمين حسن ديوان شعره هدية لأبنه أفراز الذي استشهد عام 2013، وقال أمين حسن " عشق أبني أفراز للثورة لم يكتمل، أردت أن أكمله بالشعر".

 ولد محمد أمين حسن عام 1955 في قرية دكسوريا الواقعة في ريف بلدة كركي لكي، وهو أب لثمانية أبناء، محمد الذي يعمل في النجارة، يؤلف ديوان شعري لأجل أبنه الشهيد، استشهد أفراز وهو أبنه الخامس عام 2013 في قرية صفا التابعة لمدينة جل آغا، وعندما وري جثمان أبنه أفراز إلى مثواه الأخير في مزار الشهيد خبات ديرك في مدينة ديرك، قرأ محمد أمين حسين أبيات شعرية خلال مراسم أفراز، وبدأ أمين حسين بتأليف ديوان شعري لأبنه أفراز عام 2021.

كان شجاعاً وجريئاً

وذكر محمد أمين حسن إن أبنه أفراز من مواليد 1984 في مدينة كركي لكي، وتحدث عن الشهيد أفراز قائلاً " كانت طفولة أفراز مختلفة، كان شجاعاً للغاية، أراد أن يفعل أشياء كثيرة، وكان ينفذ الأهداف التي يضعها أمامه، لم يكن يقول بأنه سيتعباو هو مرهق، أولاأستطيع القيام به أو لن أنجح بفعله، كان أفراز اجتماعياً، حيث كان له العديد من الأصدقاء، وتواجد دوماً بين الحشود من الأناس، وكان يكون الصداقات مع كبارالسن، كانت لديه قوة مختلفة، كان شجاعاً ومرناً، كان يفعل ما يفكر به.

ترعرع بفكر حزب العمال الكردستاني

عندما فتح عينيه لأول مرة في هذه الدنيا، تعرف على حركة التحرر الكردستانية (الحركة الآبوجية)، وقبل أن يولد أفراز كان الرفاق دائماً متواجدين في منزلنا، كان منزلنا أشبه بالأكاديمية ولم يكن يفرغ من الرفاق قط، كما نشأ وترعرع أفراز بين الرفاق، فتح أفراز عينيه لأول مرة مع حزب العمال الكردستاني وتعرف على نفسه وترعرع بوجود حزب العمال الكردستاني.

 شعرت باستشهاده

وذكر محمد أمين حسن، أنه ذهب إلى خط الجبهة في قرية صفا في الرابع من تشرين الأول وكأنه قد شعر باستشهاد أفراز، رغم أنه لم يتلقى أي نبأ عن استشهاد أبنه أفراز، وأضاف قائلاً: " ضاقت أنفاسي، لم أفهم ما حدث لي في ذلك الوقت ووجدت نفسي في قرية صفا، وبحلول الوقت الذي وصلت فيه إلى الجبهة في المقدمة، كانت الساحة مغطاة بالغبار ويتصاعد الدخان، وكان جميع القرويين بالخارج، وكان من الواضح أن معركة قوية تدار في تلك القرية".

وذكر محمد أمين حسن إنه عاد إلى المنزل فيما بعد وتابع قصته قائلاً: " كان هناك واجب العزاء في منطقة تل جمال، قالت زوجتي لي ’ علينا أن نذهب ونقوم بواجب العزاء‘، فأنا في الظروف العادية، أذهب دائماً وأقوم بواجبات العزاء والجنازة، لكنني لم أستطع الذهاب في ذلك اليوم، شعرت أن شيء ما قد حدث، لكنني لم أكن أعرف ما هو ولم أشعر بالراحة، ذهب الجميع للعزاء وبقيت بمفردي في المنزل، كنت نائماً ، اتصل أبني الكبير وقال لي أن آتي إلى ديرك لأنه هناك جرحى، وأفراز بينهم، ذهبت أنا ووالدة أفراز إلى ديرك، أصيب أفراز في ظهره واستشهد".

وعندما وري محمد أمين حسن جثمان أبنه أفراز إلى مثواه الأخير في مزار الشهيد خبات ديرك في مدينة ديرك، قرأ بيت شعري عن مراسم تشييعه باللغة الكردية.

خلال قرأته أبيات شعرية في مراسم تشييع أبنه الشهيد أفراز، قرر الأب محمد، بتشجيع من أصدقائه، تدوين مشاعره بديوان الشعر من أجل إحياء أبنه أفراز دوماً، والتعبير عن ذكرياته وتزيين الحياة بهذه الذكريات، ولأنه لا يجيد القراءة والكتابة جيداً، فهو احتاج إلى المساعدة ويقدم أصدقاؤه بمساعدته.

بدأ بتأليف ديوان الشعر لأجل أبنه الشهيد أفراز في عام 2021

وتحدث محمد أمين عن ديوانه الشعري، وقال: " بعدما استشهد أفراز، تطور شعوري بالاستشهاد، لم يكن قرار تأليف ديوان الشعر قراراً رسمياً بل كان طبيعياً، كنت أحب الاستماع إلى أبيات الشعر والقصائد، لكن تأليف الشعر عن أفراز كان مختلفاً، لأنه كان علي أن أعبر عن مشاعري تجاه أفراز بطريقة واضحة، أحياناً عندما كنا نجلس مع الرفاق، كنت أقرأ الشعر ويشجعونني أيضاً على الكتابة والتأليف، لم أفكر قط في تأليف ديوان الشعر بنفسي يوماً ما، لم أفكر في شيء من هذا القبيل، عندما كنت ألتقي مع أصدقائي، كنت أحياناً أقرأ الشعر، وكانوا يتساءلون من هو المؤلف، فكنت أجيب أنا أعبر عما في قلبي، وكانوا يقولون لي اكتب ما في قلبك وأجعلها ديواناً شعرياً، لم تكن مهاراتي في القراءة والكتابة قوية جداً أيضاً، ولكن بدعم من أصدقائي بدأت بتأليف ديوان الشعر في عام 2021، قررت أن أقوم بتأليف ديوان الشعر وقدم أصدقائي دعم في كتابة هذا الديوان.

كان يجب أن أجعل أفراز خالداً في الحياة

أبني أفراز هو مصدر إلهامي، وبعد استشهاد أفراز كان على أن أبقي أفراز حياً وخالداً في الحياة، وسيكون أفراز دائماً معنا، جذبتني مشاعري إلى هذا الديوان، كيفما تنفجر البئر وتجد مصدرها المائي، أعادتني مشاعري إلى مصدر إلهامي أفراز، لقد جمعت نفسي مع العشق أفراز، لم أقرر التقاط القلم والبدء في الكتابة، كانت مشاعري هي مصدر الكتابة والتأليف، أفراز يتواجد في قلب الجميع، وفتح الجروح في القلوب باستشهاده، وبهذه الطريقة أحيت أفراز كاأب، فأن قلبي ينبض من أجل أفراز، مشاعري تنشط نفسها من أجل أفراز".

عشق أفراز يستمر في الحياة

جمع محمد أمين حسن، بعد قرابة عام من العمل، القصائد الكردية التي كتبها لأبنه الشهيد أفراز في ديوان شعري بعنوان " عشق أبني أفراز (أفينا أفرازي من)، كتاب " أفينا أفرازي من" يحتوي على قصائد عرس أفراز (Daweta Evraz)، الجار الخائف (Cîranê Tirsonek)، كوباني جريحة (Kobanê Birîndar e)، عشق أبني أفراز (Evîna Evrazê Min)، لا أموت (Ez Namirim)، للضحايا لباس (Çata Cangoriyan hene)، حيث يتحدث هذا الديوان عن الشهيد أفراز والثورة.

وقال محمد أمين حسن في نهاية حديثه، "استشهد أفراز، قصائد عشق أفراز للثورة أنتهى، سميت الديوان باسم عشق أفراز، من أجل إحياء عشق أبني أفراز الثوري.