صحفيو وصحفيات كردستان في اوروبا يصدرون بيان ضد الهجمات التركية

أصدر صحفيون/ات كردستانيون/ات في أوروبا بياناً صحفياً مشتركاً في بروكسل، أدانوا من خلاله الهجمات الاحتلالية للدولة التركية.

وباسم العشرات من مؤسسات الإعلام في أجزاء كردستان الأربعة والاتحاد الأوروبي والاتحاد الروسي، عقدت مجموعة من الصحفيين والإعلاميين مؤتمراً صحفياً في المركز الصحافة الأوروبي في بروكسل، حيث وقع على البيان المشترك قرابة 400 إعلامي.

وذكر البيان الصحفي الصادر بعدة لغات أن الدولة التركية تشن "حرب إبادة جماعية" ضد الشعب الكردي، كما تم إدانة صمت  وسائل الإعلام والصحافة الأوروبية والعالمية حيالها.

وتمت قراءة البيان من قبل دلر آكري، هيوا آريان، هفال آرسلان، آيسل أفستا وصلاح الدين إشلداك، باللغة الكردية (كرمانجي-سوراني)، الإنكليزية، الفرنسية، العربية.

وجاء في نص البيان:

زملاؤنا و زميلاتنا الاعزاء والعزيزات

"لا يخفى على القاصي والداني مما تشنها الدولة التركية  من حرب إبادة جماعية ضد الكرد سواء داخل البلاد اوخارجه. وفي هذا الاطار شرعت القوات العسكرية التركية في السابع عشر من شهر نيسان الماضي هجوما عسكريا واسع النطاق على مناطق عديدة في جنوب كردستان حيث تتموضع فيها وحدات من قوات حركة التحرر الكردستانية. بينما اعطى الحزب الديمقراطي الكردستاني بزعامة مسعود البارزاني الضوءالاخضر لتلك القوات مع تقديم الدعم المخابراتي واللوجستي لها.

فلم يتوانى الجيش التركي عن استخدام كافة الاسلحة المتوفرة لديها بما فيها الاسلحة المحظورة  دوليا كالسلاح الكيمياوي. في حين تم قصف جبال كردستان بالمقاتلات الحربية لعدة شهور، صاحبتها ايضا هجمات برية وجوية شبه يومية على عدة مناطق في شمال شرق سوريا. فيما نفذت اغتيالات عديدة باستخدام طائرات بدون طيار.

كما احتلت الدولة التركية وبالتعاون مع تنظيمات داعش وجبهة النصرة وقوات جهادية سلفية أخرى مناطق عفرين وجرابلس واعزاز والباب و التل الابيض ورأس العين في شمال شرق سوريا، مستهدفة من وراء كل ذلك اجهاض المكاسب التي حققته الكرد في كل من جنوب كردستان( اقليم كردستان) وشمال شرق سوريا، والمضي قدما في استكمال الابادة الجماعية التي بدأها  تنظيم الدولة الإسلامية في الثالث من شهر آب  عام ٢٠١٤  في منطقة سنجار (شنكال) ، الموطن الاصلي للكرد الإيزيديين.

  في حين تستغل الدولة التركية الوضع الدولي المستجد بعد اندلاع الحرب الروسية الاوكرانية كفرصة مؤاتية لتكثيف جهودها الرامية الى النيل من الشعب الكردي والتعويل على قدراتها العسكرية الضخمة والتقنية الحديثة المتطورة والصمت الدولي المطبق تجاه القضية الكردية للمضي في مشروعها  الخاص بابادة هذا الشعب.

ناهيك عن قيام اجهزة الامن القمعية في تركيا بزج  الاف مؤلفة من دعاة السلام والديمقراطية والحرية ومن السياسيين والمفكرين و النساء الناشطات والصحفيين والمدافعين عن حقوق الانسان في غياهب السجون.

فيما تلتزم  الدول الأعضاء في حلف شمال الأطلسي والاتحاد الأوروبي جانب الصمت ازاء هذا التهور التركي الذي يعتبره الشارع الكردستاني من جانبه دعما لسياسة الابادة الجماعية التي ينتهجها النظام الحاكم في تركيا. هذا الدعم يثير شكوكا ومخاوف لدى الشعب الكردي على مصيره المستقبلي. هذا الشعب الذي يحق له  كل الحق للعيش بسلام والتمتع  بالحرية وصون كرامته في وطنه  وتقرير مصيره، شأنه في ذلك شأن كافة شعوب المعمورة.

زملاؤنا وزميلاتنا الاعزاء والعزيزات

مما يجدر الاشارة به هنا  هو ان العالم حقا مدين للكرد فيما خاض من مواجهة ومجابهة لا هوادة فيهما مع ارهابي داعش  في كل من العراق وسورية وقدموا عشرات الالاف من خيرة شبابهم وشاباتهم قرابين لصد هذا التنظيم الارهابي من سفك دماء الابرياء ليس فقط في منطقة الشرق الاوسط  وافريقيا فحسب، بل وحتى في عواصم اوروبية كلندن ومدريد وباريس وبروكسل.

الا ان ما يؤسف له ان الصحافة الأوروبية والعالمية ايضا التزمت الصمب تجاه ما تقترفه الجيش التركي من جرائم وحشية بحق الشعب الكردي، مما يشجع الدولة التركية على ارتكاب المزيد من الجرائم ومواصلة الإبادة الجماعية.

بناءا عليه، نحن الموقعون أدناه من الصحفيين والصحفيات والعاملين والعاملات في وسائل الإعلام نحتج وبشدة على حرب الإبادة الجماعية التي تشنها الدولة التركية ضد الكرد, كما

 ندين موقف الحزب الديمقراطي الكردستاني الداعم للجيش التركي في شن تلك الحملات وندعوه إلى التخلي عنه لانه لا يصب  في  مصلحة الشعب الكردي ولا مصالح شعوب المنطقة. .

وندعو الدول الأعضاء في منظمتي حلف شمال الأطلسي والاتحاد الأوروبي إلى قطع دعمها العسكري والسياسي والاقتصادي لتركيا، وألا تكون طرفاً في حرب الإبادة التي تشنها الدولة التركية ضد الشعب الكردي..

كما نطالب الاتحاد الأوروبي وكافة  اصدقاء وصديقات الشعب الكردي  في العالم  ان يتبنوا موقفا اكثر حزما تجاه ما تقدم عليه الدولة التركية من قتل وتدمير وسفك دماء في كردستان وهم مطالبون بنقل الحقائق التي تحدث على ارض الواقع الى الراي العام العالمي بجلاء."