في يوم الصحافة الكردية… استمرار العقبات على مدار 124 عاماً على صدور أول صحيفة كردية

لطالما عرّف الكتّاب والمفكرون الكرد أن الصحيفة هي السلاح الأفضل والأكثر فاعلية في رفع الوعي القومي وإظهار القضية الكردية وتوجيه الجيل الجديد، لذلك عملوا على نشر الصحف قبل 124 سنة بالرغم من قلة الإمكانيات والعقبات.

بعد أن نفى العثمانيون عائلة بدرخان إلى القاهرة، لم تتخلى هذه العائلة عن الكفاح من أجل حماية حقوق الشعب الكردي، نشر مقداد مدحت بدرخان صحيفة كردستان في 22 نيسان 1898، والتي أصبحت أيضا أساس الصحافة الكردية، ليتم الاحتفال بيوم 22 نيسان من كل عام بيوم الصحافة الكردية، في حين تعرضت الصحافة الكردية للعديد من المصاعب والعقبات على مدار 124 عاماً.

كانت الصحف الكردية تصدر في الخارج في عواصم بعض الدول الأوروبية، مثل جنيف ولندن وفولكستون، وصدرت الأعداد من 1 إلى 5 في القاهرة، والاعداد من 6 إلى 9 في جنيف، سويسرا، ومن 20 إلى 23 في القاهرة، والعدد 24 في لندن، والأعداد من 25 إلى 29 اصدرت في فولكستون، بجنوب إنجلترا، وأعيد طبع العددين 31-30 في جنيف، وصدرت الأعداد الثلاثة الأولى باللغة الكردية، من بين هذه الأعداد الـ 31 لم يتم العثور على عددين وهما مفقودان، ويقدر العدد حوالي 2000 نسخة وكانت توزع سراً في المنطقة، إذ حظرت الدولة العثمانية الصحيفة وعاقبت من يقرأها.

يمر اليوم 124 عاماً على إصدار صحيفة كردستان، وأصبحت الصحافة الكردية أقوى يوماً بعد يوم، وتم إنجاز العديد من الأعمال القيمة، فيما عانى الصحفيون الكردستانيون الذين بدأوا مع صحيفة كردستان الكثير، وكثيراً ما كانت الصحف تحظر من قبل الدولة، وكثيراً ما كان الصحفيون الكرد يتعرضون للقتل والسجن، لكن تقليد الصحافة الحرة ما زال مستمراً، بالإضافة إلى ذلك، لا تزال هناك عشرات الصحف والقنوات والمجلات والإذاعات باللغة الكردية.

الصحافة في جنوب كردستان

هناك 4 مستويات من العمل المنجز على وسائل الإعلام في العالم، وهي وسائل التواصل الاجتماعي، ووسائل الإعلام القوية، ووسائل الإعلام الرأسمالية، ووسائل الإعلام ذات المسؤولية الاجتماعية، في جنوب كردستان، يعمل الإعلام الحاكم على تلميع السلطة، بينما يتعامل الإعلام الرأسمالي بتسليع المرأة وتمرير الثقافة الأجنبية.

ووفقاً للمراقبين، فإن وسائل الإعلام السائدة الآن في جنوب كردستان هي وسائل الإعلام السلطوية والإعلام الرأسمالي، تعمل هاتان الوسيلتان أيضاً على مزيد من العمل في القضايا الثانوية بدلاً من القضايا الرئيسية، لوضع أجندة المجتمع وفقاً لمصالحهم وتقديم القضايا الصغيرة إلى المجتمع.

حيث تتلقى معظم وسائل الإعلام في إقليم كردستان الآن دعماً مالياً وفرص عمل من الأحزاب والمسؤولين الحزبيين، كما يسمح لوسائل الإعلام بأن تصبح وقوداً لإذكاء القضايا والصراعات السياسية في أوقات التنافس السياسي والصراع، كما أنه يخفي أوجه القصور في السلطة ويلفت انتباه الجمهور عن القضايا الهامة.

علاوة على ذلك، بقدر ما يركز العمل على إدخال الثقافة الأجنبية وأهمية اللغات الأجنبية مثل الإنجليزية والتركية والعربية، فإنهم لا يهتمون كثيرا باللغة والثقافة والفن الكردي.

حرية الصحافة

تصاعدت عمليات اغتيال واعتقال الصحفيين منذ تشكيل حكومة إقليم كردستان، وأصبح اعتقال وقتل الصحفيين في جنوب كردستان نهجاً للسلطة الكردية، يُحتجز العديد من الصحفيين حالياً في سجون إقليم كردستان وقد صدرت أحكام بحقهم فقط بسبب مهنتهم، وعلى الرغم من مرور عقود على مقتل العشرات من الصحفيين الآخرين، إلا أن قضاياهم لم يتم حلها بعد، ولم تتم إدانة القتلة واعتقالهم، وتم تأجيل محاكمتهم ولم يتم الإعلان عن جرائم القتل علانية.

كما أن حرية الفكر تتدهور يوماً بعد يوم في اقليم كردستان، أولئك الذين لديهم الموقف والكلمة الصحيحة والنقد، يتم اعتقالهم وتعذيبهم وقتلهم من قبل السلطات.

وبحسب بيانات مركز مترو لحماية حقوق الصحفيين، فقد تم في عام 2021 ارتكاب 353 انتهاكاً بحق الصحفيين ووسائل الإعلام، وتمت إدانة 4 صحفيين خارج قانون الصحافة وتوقيف 25 صحفياً، كما تم تسجيل 81 واقعة اعتداء وضرب على صحفيين.

كما أعلن اتحاد صحفيي إقليم كردستان عن حصيلة الانتهاكات عام 2021، كان مضايقة الصحفيات وخفض الأجور والتمييز داخل المؤسسات أنواعاً جديدة من المضايقات التي تُرتكب ضد الصحفيين.

إذا كانت جهود أحفاد مير بدرخان هي أول ثورة صحافة وإعلامية كردية، فإن بداية الثورة كانت أفضل من الآن، اليوم، بسبب دعم المصالح الحزبية والأسرية في الإعلام واستخدامها لأغراض سياسية خاصة بهم وتشتيت انتباه المواطنين حول قضايا مهمة، فهذه الثورة الآن في تراجع.